هكذا إذن جمعت "الضربة الأمريكية المفترضة" لنظام دمشق، ما يسمى "هيئة التنسيق الوطني" في سوريا مع ما يسمى "التيار الشعب المصري"، جمعتهما لتذكر من بقيت له ذاكرة بالمثل الشعبي الذي يتحدث عن لقاء "المتعوس" بـ"خايب الرجا"، مع الاعتذار الشديد عن "الابتذال" في استخدام مثل هذه المصطلحات لعرض موضوع يتبدى للعيان أنه سياسي أو حزبي على أقل تقدير، فيما هو في جوهره اجتماع تشبيحي بامتياز.
أما من "المتعوس" ومن هو "خايب الرجا"، فللسوريين والمصريين أن يحددوا ذلك لاحقا، بعد أن يقرؤوا ما صدر عن "التنسيق" و"التيار" من بيان تدثر بعباءة الخوف على سوريا، دون أن يذكر هؤلاء الخائفون الشعب السوري ولو بكلمة مواساة، أو حتى شجب لاستخدام الكيماوي، ولو من باب "الضحك على الذقون".
وقد يكون من المبرر والمفهوم أن يوقع "التيار" على بيان صيغ بهذه الطريقة الازدرائية لكل تضحيات الشعب السوري، أم أن توقع "التنسيق" على بيان يبدو أن اهتمام من صاغه بالمسألة السورية لايتعدى اهتمام تائه في ظلام ومجاهل الأدغال، ففي ذلك دليل إضافي على الهوة السحيقة التي اختارت "التنسيق" أن تتدحرج فيها مع النظام الذي "تعارضه!".
فقد وقع "التيار" والتنسيق" في القاهرة اليوم الثلاثاء على بيان مشترك، قدمت له الحركتان بالقول: بعد نقاش مستفيض جرى خلال لقاء بين عدد من قيادات التيار الشعبي المصري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، تم خلاله استعراض المشهد العربي والإقليمي والدولي الراهن، وتطورات الثورة العربية في الساحات المختلفة والمخاطر المحدقة بالأمة وأقطارها.
إذن فقد استعرض ورثة الأحزاب الخشبية والحركات الاستعراضية، المشهد العربي والإقليمي والدولي، هكذا دفعة واحدة، وناقشوا الأخطار المحدقة بالأمة في جلسة واحدة، ليخرجوا بـ4 بنود لا تخص سوى شخص واحد، هو بشار الأسد، عبروا عنه زورا وبهتانا تارة باسم "سوريا"، وأخرى باسم "الشعب السوري".
والبنود التي اتفق عليها الفصيلان:
* رفض العدوان الأمريكي على سوريا وأطراف الحرب الدائرة بالوكالة، وتنظيم عدد من التحركات الشعبية في أرجاء الوطن العربي دعما لصمود الشعب السوري.
* دعم مطالب الشعب السوري في التغيير الوطني الديمقراطي، وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، وحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعبا.
* أكد التيار الشعبي المصري اتفاقه التام مع رؤية هيئة التنسيق الوطنية للأوضاع الراهنة في سوريا، ودعمه لحل سياسي يوقف العنف الدموى المدمر ويحقق آمال وطموحات المواطنين.
* الاتفاق على استمرار التنسيق والحوار وتوسيعه ليشمل أوسع طيف وطني ديمقراطي عروبي حاضن للثورة العربية، وبناء حركات شعبية قادرة على المساهمة في صنع مستقبل يحفظ استقلال الأمة ويسعى لتحقيق وحدتها ونهضتها، وبما يحقق أشواق الناس إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ونموها الاقتصادي وبلورة هويتها القومية والحضارية.
إذن هي معلقة من المعلقات الحزبية العربية العتيقة، التي تعيدنا إلى زمن "أمجاد ياعرب أمجاد".. زمن الخطاب الطنانة والهزائم الرنانة، و"السوق العربية المشتركة" لتجارة الشعارات، واللعب على المفردات و"بلف" الجماهير.
وحتى لايقال إننا اهتممنا بالحدث، على حساب صانعيه، بقي أن نورد لكم أسماء أصحاب هذه الملحمة الحزبية الطربية، وهم من التيار الشعبي: حمدين صباحي مؤسس التيار، عبد الحكيم عبد الناصر، عبد الحليم قنديل، محمد منيب، محمد الأشقر.
ومن هيئة التنسيق: حسن عبد العظيم المنسق العام، هيثم المناع نائب المنسق العام، رجاء الناصر أمين السر، رياض درار عضو المكتب التنفيذي، ومحمد حجازي رئيس فرع الوطن العربي.
إيثار عبد الحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية