لعل المقالب اللتي يأكلها القط من الفأر في توم وجيري تبدو جلية فيما يجري اليوم بين بوتين وأوباما . كان أوباما عازما على مايبدو بتوجيه ضربه قويه لنظام الأسد على خلفية استعمال السلاح الكيكياوي . ولكن كان اتخاذ القرار صعبا بدون توكيل دولي أي بقرار من مجلس الأمن . ويبدو أن المسألة أخذت حيزا كبيرا لدى النظام السوري مما استدعى سفر وليد المعلم لموسكو ليعرض تسليم الأسلحة الكيمياويه للأمم المتحدة . وبذلك يسحب البساط من تحت أوباما ولا يدع له سببا للضرب . الفكرة أعجبت الدب الروسي ليظهر أمام العالم صانع للسلام . عرض الفكرة على الهواء مباشرة أمام العالم . وأول من استجاب لها النظام وصرح على لسان وليد المعلم أنه قبل الفكرة .وجاء الفرج لأوباما على طبق من ذهب . ألم يكن سبب تردد أوباما هو الحصول على تفويض أممي من مجلس الأمن . هاهي جائت لعنده بالغباء السوري والروسي . سيقول الأمريكي للروسي قبلنا مبادرتكم الرائعة وها أنتم أخرجتمونا من الحيرة اللتي نحن نعاني منها . وسنخرج من الموضوع جميعا محافظين على ماء وجوهنا وسنظهركم بأنكم صانعي السلام وخصوصا أنكم بحاجة لتلميع صورتكم بعد مواقفكم المخزيه أمام العالم . ولكن كيف نضمن تنفيذ مبادرتكم العبقريه إذا لم نلوح بالعصا للأسد إذا لم يلتزم بتنفيذ مبادرتكم . وقد أمن من الضربة . إذا لابد من تمرير قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع يضمن حقوق الجميع ويجبر الأسد على التنفيذ ويجنبه الضربه . هنا حُشر الروسي بالزاويه ولم يعد له مجالا للهروب تأكيدا لمصداقيته . وبذلك يكون الأسد وحلفاءه قد بلعوا الطعم . وبعدها ستكر السبحة بالطلبات اللتي لايستطيع الأسد تنفيذها . سيطلبون وقف السكود وسيطلبون وقف الطيران وسيطلبون وقف قصف المدنيين وهكذا . أما بالنسبة لأسرائيل فلم يعد يهمها من يحكم بعد تحييد السلاح الكيمياوي . وسقوط أهم ورقة كان الأسد يناور بها على مدار سنين المقاومة والممانعة .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية