أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لعبة القط والفأر بين بوتين وأوباما .. غازي العدلان

لعل المقالب اللتي يأكلها القط من الفأر في توم وجيري تبدو جلية فيما يجري اليوم بين بوتين وأوباما . كان أوباما عازما على مايبدو بتوجيه ضربه قويه لنظام الأسد على خلفية استعمال السلاح الكيكياوي . ولكن كان اتخاذ القرار صعبا بدون توكيل دولي أي بقرار من مجلس الأمن . ويبدو أن المسألة أخذت حيزا كبيرا لدى النظام السوري مما استدعى سفر وليد المعلم لموسكو ليعرض تسليم الأسلحة الكيمياويه للأمم المتحدة . وبذلك يسحب البساط من تحت أوباما ولا يدع له سببا للضرب . الفكرة أعجبت الدب الروسي ليظهر أمام العالم صانع للسلام . عرض الفكرة على الهواء مباشرة أمام العالم . وأول من استجاب لها النظام وصرح على لسان وليد المعلم أنه قبل الفكرة .وجاء الفرج لأوباما على طبق من ذهب . ألم يكن سبب تردد أوباما هو الحصول على تفويض أممي من مجلس الأمن . هاهي جائت لعنده بالغباء السوري والروسي . سيقول الأمريكي للروسي قبلنا مبادرتكم الرائعة وها أنتم أخرجتمونا من الحيرة اللتي نحن نعاني منها . وسنخرج من الموضوع جميعا محافظين على ماء وجوهنا وسنظهركم بأنكم صانعي السلام وخصوصا أنكم بحاجة لتلميع صورتكم بعد مواقفكم المخزيه أمام العالم . ولكن كيف نضمن تنفيذ مبادرتكم العبقريه إذا لم نلوح بالعصا للأسد إذا لم يلتزم بتنفيذ مبادرتكم . وقد أمن من الضربة . إذا لابد من تمرير قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع يضمن حقوق الجميع ويجبر الأسد على التنفيذ ويجنبه الضربه . هنا حُشر الروسي بالزاويه ولم يعد له مجالا للهروب تأكيدا لمصداقيته . وبذلك يكون الأسد وحلفاءه قد بلعوا الطعم . وبعدها ستكر السبحة بالطلبات اللتي لايستطيع الأسد تنفيذها . سيطلبون وقف السكود وسيطلبون وقف الطيران وسيطلبون وقف قصف المدنيين وهكذا . أما بالنسبة لأسرائيل فلم يعد يهمها من يحكم بعد تحييد السلاح الكيمياوي . وسقوط أهم ورقة كان الأسد يناور بها على مدار سنين المقاومة والممانعة .

(108)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي