أعتقد أن الطلب الأمريكي فيه كثير من الدهاء رغم أنه ليس بجديد كواقع ( صدام مثلاً ) وليس لغزاً كأحد التكتيكات السياسية المعروفة ولكن أهمية هذا الطلب أنه جاء في وقت حرج جداً بالنسبة للعصابة وهو مازال يعيش دوامة استخدامه لسلاح دمار شامل ( الكيماوي ) والتهديد بالتدخل العسكري الأمريكي وبالتالي فهو يعيش تحت ضغط نفسي كبير ومستعد لتقبل أية أوامر والهدف المتوقع من هذا الطلب :
1 - إثبات وجود السلاح الكيماوي عند العصابة وفضح ذلك أمام العالم .
2 - تقديم دليل غير مباشر على استخدام العصابة للسلاح الكيماوي ضد المدنيين في الغوطة .
3 - وضع الفأر في مصيدة لا خلاص له منها : فإن سلمهم السلاح الكيماوي فقد قلع مخالبه وأسنانه وأصبح قابلاً للسحق بدون أضرار جانبية محلية أو اقليمية وهنا ستطول الأزمة وإن رفض فسيقدم دليلاً قطعياً على نواياه السيئة وعلى قدرته على إيذاء جيرانه وارتكاب المزيد من المجازر وبالتالي سيضرب وستنتهي هذه العصابة في وقت قصير ولكن بأثمان باهظة .
4 - بداية النهاية ( كما حصل مع صدام ) : فإن قبل تسليم السلاح الكيماوي فستتوالى الطلبات لنزع كل الأسلحة الاستراتيجية الأخرى لديه تمهيداً لسقوط آمن وأقل كلفة .
5 - تسليمه للسلاح الكيماوي لايمنع من ضربه لاحقاً وفي أي وقت .. وسيضرب ...
6 - قد يكون الهدف من الطلب والرفض المتوقع أو المماطلة هو ايجاد المبرر القانوني أمام الكونجرس والأمم المتحدة لتمرير الضربة العسكرية فقط وليس تسليم السلاح بحد ذاته .
7 - نزع السلاح الكيماوي من العصابة سواء ترافق بضربة أو لم يترافق يمثل ضربة قوية للمشروع الصفوي ولمن ورائه ويشكل سابقة لنموذج يمكن تطبيقه لاحقاً مع الفرس فيما يتعلق بالسلاح النووي .
8 - قد يكون الهدف هو نزع الدرع الوحيد الذي يحتمي به زعيم العصابة ويرفض بسببه الذهاب لجنيف بقصد النقل السلمي للسلطة .
ماهو سر الرد الروسي ؟ وهل هو رد روسي مبيت ومتفق عليه مع الأمريكان أم أنه رد العصابة وأسيادها في طهران ؟!!
إن الرد الروسي بالطلب من العصابة وضع السلاح الكيماوي تحت اشراف دولي ( وليس تسليمه للأمريكان ) والموافقة الفورية لوزير خارجيتها يدل على :
إما أن الموضوع مبيت بين الروس والأمريكان وهما يعملان بتنسيق عميق رغم تضاد الأدوار ظاهرياً والهدف هو نزع السلاح الكيماوي بأمان ودون أضرار محلية أو اقليمية ( وهذا ماأميل إليه ) .
أو أن الرد جاء من طهران بهدف الاستفادة من القدرات الاستثنائية لهذه العصابة وللملالي الذين يديرونها من المراوغة والكذب والمماطلة والهدف هو كسب مزيد من الوقت .
أو ( وهذا وارد جداً ) أن العصابة قد أمنت جزءاً كبيراً من السلاح الكيماوي في مخازن العصابة الأضغر حزب اللات وبالتالي فلامانع من تسليمهم المتبقي من أجل تنظيف أنفسهم ومن أجل التحضير لمجازر كيماوية ترتكبها عصابة حزب اللات وتلصقها بالمعارضة .
السؤال الأخير والأهم : من يحرك الخيوط الخفية في الملف السوري ؟!! الجواب : وراء التلال القريبة . !!!!! .
ماذا وراء الطلب الأمريكي بتسليم الكيماوي خلال أسبوع وماسر الرد الروسي ؟!:
د.أحمد عبدالرزاق العجاج
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية