أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كبرياء حتى الرمق الأخير ... وائل اللوز



أي حديث عن معاناة المعتقلين الأبطال داخل سجون النظام الأسدي قد لا يرقى لحجم
ما يعانونه من ألم وحرمان ، لكن مأساة هؤلاء المعتقلين لا تتوقف عند تعرضهم لأمراض
مزمنة ودخولهم في غيبوبة طويلة بعيداً عن الواقع فحسب ، بل أنهم معرضون أيضاً
لرصاص الغدر واحتمال الموت ليس فقط جوعاً أو قهراً أو تحت التعذيب بل اختناقاً
بفعل الغازات المسيلة للدموع .

هذا ما حدث في سجن حمص المركزي بالأمس أثناء اقتحامه من قبل قوات النظام
التي أطلقت الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع على السجناء ، حيث راح
ضحيتها ثلاثة شهداء على الأقل والعديد من الجرحى وحالات الاختناق .

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السجناء الأبطال داخل سجن حمص المركزي
لمحاولات الإذلال والتركيع من قبل عناصر النظام بحكم أن معظم المعتقلين في هذا
السجن من المعارضين لنظام الأسد ، لكن سبب الاقتحام هذه المرة يختلف جذرياً بحسب
ما قاله لي أحد المعتقلين في حديث هاتفي أجريته معه قبل انقطاع الاتصالات تماماً عن
السجن حيث قال لي : " بدأ الاقتحام وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع
علينا بعد رفضنا الخروج مع شبيحة النظام لجهة لا نعلمها ، لكننا نظن أنهم يريدون وضعنا
داخل المواقع العسكرية التي ستقصفها أمريكا "
سيناريو من الممكن أن يحدث فنظامٌ قصف شعبه بالكيماوي لا نستبعد منه أي شيء ، لكن
المخاوف تزداد الآن من ارتكاب عناصر النظام لمجازر جماعية بحق السجناء بعد إعلانهم
العصيان داخل السجن .

لا تفارقني مأساة هؤلاء المعتقلين فقد ذابت عظامهم وراء القضبان ومازالوا يدافعون
عن كرامتهم وحريتهم بل عن كرامتنا وحريتنا ، فهم بالرغم من معاناتهم إلا أنهم قرروا
الصمود حتى الرمق الأخير من كبريائهم ، بينما ينشغل العالم بأسره بالضربات
الأمريكية .

(100)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي