أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

للمفارقة.. هنا أكثر من 100 ألف احتجوا وهناك أكثر من 100 ألف قتلوا!

بابا الفاتيكان

بعدما تصاعدت نذر ضربة محتملة لنظام دمشق، أطلق بابا الفاتيكان صرخة للسلام في سوريا، ألحقها بطلب تمنى فيه على الناس الصيام والصلاة "لأجل هذا البلد الذي مزقته الحرب".

ومع اتفاق الجميع على وصف سوريا بأنها "البلد الذي مزقته الحرب"، فقد سعى البابا من موقعه كرأس للكنيسة الكاثوليكية للاتصال بطيف من السياسيين حول العالم، حاثا إياهم على إيقاف "الحرب المفترضة"!، ومحذرا إياهم من عواقبها المحتملة، فيما لاتزال الحرب الحقيقة دائرة وعواقبها ماثلة للعيان كل حين.

لكن هذه المفارقة بين التحذير المتكرر من حرب مفترضة والتقليل من شأن حرب قائمة، لم تكن لتبدو أمام مفارقة أخرى أشد إيلاما وهولا وتناقضا، شهدها "قداس" دعا إليه بابا الفاتيكان نفسه من "أجل التسوية السلمية للنزاع في سوريا"، وتم عقده يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول، بساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

وفي هذه الساحة وعلى مرأى من البابا والكرادلة والأساقفة الذي كانوا حوله، تجمع عدد يهز ذاكرة السوريين فيساقط عليهم ألوانا من الأحزان والحسرات.. لقد تجمع في ساحة القديس "بطرس" أكثر من 100 ألف شخص.. نعم أكثر من 100 ألف شخص!

بحر بشري لجي خاطبه البابا خلال قداس استمر 5 ساعات، قائلا: في هذا المساء أطلب من الله أن يصرخ المسيحيون، وإخواننا وأخواتنا من أديان أخرى، أن العنف والحرب لا تؤدي إلى السلام أبدا. الحرب تعني عجز عن الحياة في سلام، إنها دائما هزيمة للإنسانية.

ترى ماذا لو وضع المحتجون على "الحرب المفترضة" أنفسهم مكان ضحايا الحرب الواقعية التي حصدت أكثر من 100 ألف سوري، وما الذي كان سيُنقص من "مهنية" أي وسيلة إعلامية لو قالت إن هذا الحشد البشري من المحتجين يوازي ذاك الحشد البشري من الأرواح المحصودة في سوريا، علّ البعض يدرك معنى عبارة "أكثر من 100 ألف"!

والأهم من ذلك، ماذا لو تخيل البابا وهو يطل من شرفته التي خطب فيها بهذه الجموع الغفيرة.. ماذا لو تخيل أن هؤلاء الذي يتنفسون ويهتفون ويرفعون الإعلام واللافتات، صاروا جثثا هامدة بفعل ديكتاتور متسلط، لا همّ له سوى كرسيه.. ترى هل كان للقداس أن يكتمل؟

إيثار عبد الحق- زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (115)

محمد الزهراوي

2013-09-09

نشكر ا لقداسته على مشاعره ،بس نحنا مو نقصنا صلوات ، ناقصنا سلاح..


د. محمد غريب

2013-09-10

يعني بعبارة أخرى يصلي البابا من أجل مطالب النظام، حيث النظام يطالب بـ"حل سلمي" بعد أن يأس من القضاء على الثورة، ونأسف لأنه يسمي جرائم بشار وإيران ومرتزقتهم ضد الشعب السوري "نزاع"، ولايدين هذه الجرائم على الأقل، ولا يحمل النظام مسؤولية "تمزيق" سوريا، بل يصف دفاع السوريين عن أنفسهم بالحرب، ولم يذكر في كلمته حماية الثوار للمسيحين في سورية، ونخص بالذكر معلولا مؤخراً. هذا الخطاب العام المائع المفاهيم هو مايشجع النظام على مزيد ارتكاب الجرائم دون حتى استنكار من أحد..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي