أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ضربة الجزاء الأمريكية .. وائل اللوز



تتصدر أخبار الضربات الأمريكية المحتملة لنظام الأسد معظم وسائل الإعلام العالمية
وعلى الرغم من الحديث عن تكهنات بشأن صفقة روسية – أمريكية سرية لتسوية
الأزمة السورية إلا أن كل المعطيات تشير إلى اقتراب موعد الضربات المزعومة
خصوصاً بعد إعلان أوباما أنه سيلقي خطاباً أمام شعبه بشأن سوريا يوم الغد من المفترض أن يعلن فيه عن بدأ العملية العسكرية ضد النظام في دمشق .

منذ أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتلويح بشن هجمات على المواقع العسكرية
السورية وتحديدها لبنك الأهداف ، بدأ النظام السوري بعمليات الإخلاء لبعض المقرات
الأمنية والدوائر الرسمية والمواقع العسكرية المهمة ، وأمريكا على علم بذلك بحكم
امتلاكها للتقنيات المتطورة التي تسمح لها بمراقبة كل ما يجري حول العالم .

في ضوء ما سبق من الممكن أن تلجأ واشنطن إلى سياسة الكيل بمكيالين وضرب
عصفورين بحجر واحدة عند استهدافها للمواقع العسكرية السورية القريبة من المناطق
التي تسيطر عليها قوات المعارضة ، وخصوصاً إذا علمنا أن بعض كتائب الجيش السوري
الحر سوف تتقدم بعد سقوط عدة صواريخ على المواقع العسكرية لاستثمار حالة الفوضى
وبهدف الاستيلاء على الأسلحة والذخائر المخزنة داخل المستودعات الموجودة ضمن تلك
المواقع ، ومع رصد تقدم الثوار من قبل أجهزة المراقبة الأمريكية تُعطى الأوامر بشن
هجمات صاروخية على المواقع ذاتها بحجة عدم تنسيق تلك الكتائب التي دخلت هذه
المواقع مع غرفة العمليات الأمريكية المسؤولة عن توجيه الضربات .

ربما كان السيناريو السابق مخرجاً لأوباما من ورطته وبحثه عن حلول مناسبة ترضي
جميع الأطراف خصوصاً إسرائيل الطفل المدلل والحليف الاستراتيجي لواشنطن في
الشرق الأوسط ، وبما أن الضربات الأمريكية لا تخدم مصالح إسرائيل في المنطقة
إلا إذا كانت محدودة ومسببة للفوضى ، فقد تلجأ الإدارة الأمريكية لسيناريوهات غير
متوقعة حفاظاً على أمن إسرائيل الذي يشكل الخط الأحمر الحقيقي بالنسبة لها .

من هنا وفي ظل مناورة الأوربيين ومراوغة الأمريكيين وتمسك الروس بنظام
الأسد ، وعجزالعرب عن إيجاد مخرج للأزمة السورية المستمرة منذ ثلاثين
شهراً ، فإن جميع السيناريوهات القادمة ستكون مفصلةً على مقاس المصالح
الإسرائيلية في المنطقة وستكون إسرائيل وحدها المستفيدة من أي سيناريو سيحصل .

الآن وعلى وقع طبول الحرب وبالتزامن مع تصعيد واشنطن للغة تهديدها
واستعداداتها الجادة لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد تبدو وشيكة ، فإن
العالم بأسره يعيش حالة ترقبٍ بانتظار تنفيذ أوباما لضربة الجزاء الحاسمة
التي سيوجهها إلى المرمى السوري الخالي تماماً .


(102)    هل أعجبتك المقالة (93)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي