في الخمسينات وفي التحديد في عام 1953 انطلقت اذاعة صوت العرب من القاهرة . أخذت دورا كبيرا في الوطن العربي . فكانت لسان كل عربي . عندما تسمعها وأنت في أي بلد عربي تشعر أنها اذاعتك . كانت خطابا موجها للأمة . تُحاكي ضمير كل عربي . هي من قالت للعرب أنتم عرب . وهي من ساعدت العرب في تحررهم من الأستعمار . كانت تحمل هموم الأمة بامتياز . كان عبد الناصر يوجه خطاباته للأمة من خلالها . وكانت أم كلثوم تغني للأمة من خلالها . وكان قُراء مصر يتلون القرآن بما آتاهم الله من صوت جميل في اذاعة صوت العرب . عمدما يتعرض أي قطر عربي لأي اعتداء كانت صوت العرب هي هي صوت ذلك القطر. كانت الأمة في حالة ضياع أكثر من اليوم حيث كانت كلها مستعمرة أو خارجة من الأستعمار حديثا . كانت صوت العرب هي صوت مصر العروبة صوت مصر الكنانة صوت مصر الأمة . استمعت لها قبل يومين لأستذكر صوت العرب وياليتني لم أفعل . لم يبقى فيها شيء يجمع العرب إلا اسمها . وما زالوا مصرين على بقائها علما أن دورها قد انتهى . لم ترى مايجمع العرب إلا حفلات الفن والطرب والغناء الرخيص . تحرص على اذاعة أغاني عربيه من كل الأقطار العربيه .ومقابلات مع فنانين عرب زعما منها أنها تؤدي دورا قوميا .سمعتها قبل الثورة الجديده فكانت تطبل للثورة وبعد الأحداث ايضا كانت تطبل للجديد. انتهت فترة السياسات القوميه وهموم الوطن . لاعلاقة لها بالربيع العربي يبدو لأنها في خريف عمرها وقاب قوسين أو ادنى ستسقط ورقتها . وتكون تاريخ . نحن بحاجة اليوم لأعلام عربي يُعيد ترميم هذه الأمة ويُعيد قراءة تاريخها فالعربي كسائق السيارة لايستطيع السير للأمام بدون مرآه يرى من خلالها الخلف .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية