هل أتاك حديث "كنزنجر"؟

يحمل صور أطفال، ليسوا أطفاله، ليسوا من لونه، ولا من عرقه، ولا حتى من دينه.. لايخجل من إبداء تأثره العميق وهو الرجل الذي ناهز 35 سنة، يبدي تأثره العميق لا مختليا في غرفة ولا منزويا وراء ستار، لكنه لايكتفي بإظهار المشاعر، بل يطالب بالأفعال لوقف موت مزيد من الأطفال، لايرغب في رفع صورهم من جديد أمام زملائه.
إنه "آدم كنزنجر" عضو الكونغرس الحالي والطيار السابق، الذي تولى –فيما الكثير تخلى- رفع صور أطفال من سوريا، يمكن أن يلقوا نفس مصير أقرانهم ممن خنقهم كيماوي بشار ذات ليلة، وهم رقود في مضاجعهم، ولم يمهلهم حتى الصباح ليقصوا على أمهاتهم أو آبائهم ما شاهدوه تلك الليلة من أحلام.. أو كوابيس، لافرق.
"كنزنجر" لم يكتف بلفظة "نعم" باردة في تأييده لضرب نظام بشار، بل عمد إلى تبني القضية التي يود التصويت عليها بنعم، منتقدا تقصير رئيس بلاده "أوباما" في شرح حقيقة الكارثة السورية، ولو أن أوباما أحسن تقديم القضية السورية للرأي العام الأمريكي لحصل على تأييد كامل أعضاء الكونغرس وبلا تردد، كما يرى "كنزنجر".
أثناء مناقشة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب قرارا يجيز لواشنطن ضرب بشار الأسد، رفع "كنزنجر" صور أطفال المأساة السورية، وتحدث مستذكرا كيف تخلف الرئيس الأسبق بيل كلنتون عن نجدة "رواندا" تاركا إياها مستباحة لواحدة من أبشع مجازر الإبادة في التاريخ، ثم تساءل: بعد 20 أو 50 سنة من الآن، ما الذي يسعنا قوله للناس إن نحن تجنبنا القيام برد على هجوم كيماوي تعرض له آلاف الناس في سوريا؟
"كنزنجر" يكاد يبكي لأطفال الغوطة المخنوقين بكيماوي بشار، ومستشارة بشار "بثينة شعبان" تظهر على الشاشة دون أن يرف لها جفن لتتحدث عن أن الأطفال المقتولين في الغوطة هم من أهل "ساحلها"، الذين اختطفتهم "العصابات الإرهابية" ثم عمدت لضربهم بالكيماوي، ومع ذلك لم تذرف "شعبان" دمعة ولو صناعية واحدة على من تدعي أنهم من أطفال "ساحلها".. ألم يقولوا إن لم تستح فافعل ما شئت.. ألم يقولوا أيضا: إن أردت الكذب فأبعد شهودك؟!
إيثار عبد الحق - من أسرة "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية