أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مابين العنصرية والفير ...ثقافة واحدة . خليل صارم

لايوجد في التاريخ رموز وقيادات انتجت من الحقد والعنصربة والكراهية التي ارتدت عليها وعلى اتباعها مثل رموز وقيادات اليهود .
عبر التاريخ وضع اليهود في دائرة االانتقام والملاحقة بدون ذنب سوى أن قياداتهم ورموزهم
( الحاخامات ) كانوا ينتجون الكراهية والعنصرية ضد بقية الشعوب ويدفعون باليهود لكي يكونوا ضحايا في الوقت الذي تتلطى فيه تلك القيادات خلفهم وخلف كل من ورطتهم في حمى أفكارها الجهنمية زاعمة انها تدافع عنهم .
عبر التاريخ أنتج الحاخامات ثقافة منحرفة دفنت التوراة التي ترتكز على الوصايا العشر أو المنظومة الأخلاقية المتفق عليها انسانيا ً بدليل تبني هذه الوصايا من قبل السيد المسيح الذي جعلها عماد انجيله مبشرا بها ومعلنا ً أنه قد جاء (لهداية خراف بني اسرائيل الضالة) وأنه قد جاء ( ليكمل الناموس أو الشريعة أو المنظومة الأخلاقية لالينقضها) . ودخل في صراع مع طبقة الحاخامات الضالة المنحرفة.. التي كانت تحرف مضمون التوراة لتنتج ديناً بديلا ً قائما على الحقد والكراهية والعنصرية وكافة الموبقات التي تدمر المجتمع .. وهذا مايفسر الحاجة الملحة في حينه لعقيدة السيد المسيح القائمة على التسامح والمحبة بقصد تهديم أسس الكراهية التي أرساها الحاخامات خاصة وان قتلهم ليوحنا المعمدان أو النبي يحي كما يسميه المسلمون وقصة العاهرة سالومي وتقديم رأسه على طبق لم تكن بعيدة آنذاك .. وقصة قيام السيد المسيح بطرد هؤلاء الحاخامات من الهيكل معروفة كما وردت في الأناجيل المتداولة واصفا اياهم بأقذع النعوت .. السيد المسيح الذي كان الأكثر تسامحاً ومحبة وتحملاً وعطاء ً أخرجه أولئك الحاخامات عن طوره بشكل دفع به لمهاجمتهم وقلب طاولاتهم وطردهم من الهيكل .
اذا ً جاء السيد المسيح للقضاء على ثقافة الكراهية والحقد ونشر ثقافة المحبة والانفتاح على البشر.. لكن الحاخامات الذين ابتدعوا التلمود بديلا ً عن التوراة وقفوا بوجهه بشراسة مميزة وصلت الى حد التآمر مع السلطة الرومانية الحاكمة على التخلص منه .. ثم عادوا الى نشر الكراهية ضده بلغت حد التشهير به وبأمه السيدة العذراء مريم ( حسب تلمودهم ).
بعد خمسمائة سنة تقريبا ً جاءت الرسالة المحمدية بشكل متطور في المفاهيم والمنظومة الأخلاقية أقرب ماتكون الى القوننة والتنظيم لتقف بدورها بمواجهة ثقافة الكراهية والحقد التي عاد الحاخامات لتكريسها دافعين بأتباعهم من اليهود المأخوذين بتعاليمهم نحو مواجهات مع أتباع الرسالات السماوية وقد قد طوروا ثقافة الكراهية وهذه المرة كانت قد انصبت على السيد المسيح ومؤمني المسيحية بشكل أسوأ بكثير مما انتجوه قبل ذلك حيث خرجوا على اليهود بكتب بديلة عن التوراة هي ( التلمود والكابالاه ) .. والتي تحتوي على عقيدة تنضح سما ً ضد الانسانية وقد انقسم اليهود الذين ظلوا خارج المسيحية الى من بقي متمسكا ً بتوراة النبي موسى ومن اتبع الحاخامات وثقافة التلمود والكابالاه العنصرية .
عندما وجد الحاخامات أنهم قد باتوا بمواجهة قوتين وثقافتين من المفروض أن تكملان بعضهما البعض الأمر الذي سيقضي على الثقافة التي يحاولون ارسائها بين صفوف من ظلوا أتباعاً لهم .. سارعوا الى التلون وتغيير الواجهة خاصة وانهم جربوا الصدام مع الثقافة الجديدة وخسروا المواجهة .
سارع الحاخامات الى تبديل جلودهم متسللين الى العقيدة الاسلامية المحمدية التي بدأت بالتمدد والانتشار سيما وانها كانت تحتضن ثقافة التوراة الحقيقية وثقافة الانجيل معتمدة بدورها على نفس المنظومة الأخلاقية متوسعة بها وبمفاهيمها . وهذا مابدا جليا ً في القرآن الكريم .
وكما فعلوا مع المسيحية فقد تمكنوا من التسلل الى العقيدة الجديدة في محاولة منهم لمنع التلاحم بينها وبين المسيحية وتطوير الحوار الهاديء الفعال بينهما خاصة وان هناك رموز مسيحية
( ورقة بن نوفل الذي يمت بصلة القرابة للرسول الكريم وكان في حينه على رأس الكنيسة في الجزيرة العربية .. والراهب بحيراء المقيم في بصرى والذي أكد على نبوة الرسول بما يحتفظ به من إشارات ودلائل وكان النبي الكريم مايزال لم يبلغ العاشرة من عمره بعد ..عندما كان في رحلة مع عمه ابو طالب والذي نصحه الراهب بحيراء بالحرص على حياته من حاخامات اليهود ) لقد كان لرموز المسيحية هؤلاء مكانة في العقيدة الجديدة الى جانب السيد المسيح وأمه العذراء مريم الذين اختصهم القرآن بتقدير واحترام مميزين محتفظا ً لهم بهالة القداسة على الرغم من محاولات التشويه التي أقدم عليها حاخامات اليهود في الدس بين الرسالتين وتجييش التعصب القائم على تبادل الأحقاد .
لقد تمكن كعب الأحبار كما لقبوه في حينه وهو أول حاخام تلمودي من التسلل الى العقيدة الجديدة ليعمل فيها فسادا ً وإفسادا ً متسببا ً بزرع الخلافات بين الصحابة بعد غياب الرسول ومحرضا على الفتن التي بدأت بخلخلة العقيدة الجديدة ولاندري عدد من تمكنوا من التسلل من الحاخامات برعاية وتغطية من كعب الأحبار هذا ., والذي أخذ بضخ الأحاديث المحرفة المنسوبة كذبا ًالى الرسول وأدخل قاعدة الاغتيال وثقافة القتل الى العقيدة الجديدة الى جانب الدس ونشر الفتن ..ومنذ تلك الفترة وظهور أول اغتيال في العقيدة الجديدة بدأت مسيرة الانحراف عبرتشجيع سياسة التقرب من السلطة ومحاولة ارضائها أو التأثير فيها وخلق جدران عازلة بينها وبين الناس بعد أن كانت منبثقة عنهم ومنهم وهي الطريقة الأسهل لبث الخلافات التي يمكن أن تنتشر بسهولة .
من هناك بدأت ثقافة التلمود تتسلل داخل نسيج السلطة أولا ً وفقهاء السلطة الذين اتخذوا المنهج التلمودي في مواجهة كل من يعارض ( السلطان .. الخليفة .. ظل الاله ) وظهر ذلك جلياً بعد انتهاء عصر الخلافة الراشدية حيث بدأت الدولة تأخذ مداها الامبراطوري مع تعقيدات المؤسسات المنبثقة عنها .
المهم في الأمر أن الوجه الثاني يكمن في استمرار ضخ ثقافة الحقد والكراهية والعنصرية بين من بقي من اتباع الحاخامات وتخويفهم من بقية البشر .. الأمر الذي جعل ثقافة التوراة تتراجع لحساب الثقافة التلمودية ..والتي كانت في كل مرة تتعرض لكشف حقيقة ممارساتها وثقافتها تظهر ردود فعل عنيفة بين الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها .. وساعد ذلك اصطناعهم لغيتوات خاصة بهم في بلاد العالم بتشجيع من الحاخامات لعزلهم عن بقية المجتمع ولكي يستمروا في سيطرتهم عليهم مع متابعة ضخ الحقد التلمودي العنصري بينهم . مركزين على نقطة مهمة جدا ً وهي العمل على تركيز قوة المال بين أيديهم بغض النظر عن الوسيلة .. ان ثقافة الربا وثقافة العصابات التي تدير اوكار الرذيلة ونوادي القمار ونشر الموبقات بين شباب الشعوب الأخرى والتحلل من المنظومة الأخلاقية الانسانية للرسالات السماوية وتبادل الأحقاد والعنصرية والكراهية بين بني البشر .. هي ثقافة تلمودية بامتياز حصري قطعا ً زرعها الحاخامات ..انطلاقا ً من النظرة العنصرية التي تصف الشعوب الأخرى ( بالجوييم ) أو البهائم وهذه الخلفية استند اليها الحاخامات في اباحة هذا السلوك الرامي الى نشر الموبقات في المجتمعات .. من هنا يمكننا أن نفهم ظهور ردات فعل عبر العصور ابرزها على شكل محاكم التفتيش الاسبانية بعد السيطرة عليها من قبل جيوش ايزابيل وطرد العرب واليهود من هناك ومطاردة من تبقى من قبل محاكم التفتيش التي وضعت أساسا ً لها محاربة السحر الذي انتشر في المجتمعات بتأثير ثقافة الكابالاه . كتاب السحر الذي ألفه الحاخامات بحيث ربطت التطور العلمي بالسحر الأمر الذي عرقل مسيرة التطور الانساني الطبيعية . ثم ظهور الحركات العنصرية بالمقابل ( النازية ..والفاشية .) . وبالخصوص النازية التي حملت اليهود مسؤولية تردي الاقتصاد الألماني منذ ماقبل الحرب العالمية الأولى بل وحملتهم مسؤولية الهزيمة التي لحقت بألمانيا آنذاك ويظهر ذلك جليا ً في كتاب ( كفاحي ) لهتلر .. الذي يبين فيه مؤامرات يهود ألمانيا عليها ويفند كيفية ادارتهم لعمليات الربا ونشر الفساد في المجتمع الألماني وتحطيم الاقتصاد . وبدلا ً من عودة العقل الى الحاخامات تمادوا في أساليبهم التصادمية مع الشعوب الأخرى مطورين ثقافة الحقد والعنصرية ومتسببين بظهورها مجدداً وبفعلهم وعلى أياديهم متجاهلين المبدأ الأساسي ( الفعل وردة الفعل ) .
الغريب أن اليهود من أتباع الحاخامات التلموديين يتصرفون بشكل جماعي وبتوجيه مباشر من حاخاماتهم الذين يسعون جاهدين لتطبيق ماجاء في التلمود من عنصرية وكراهية لبقية الشعوب مستبعدين التوراة كليا ً . ومعتمدين في علاقاتهم بالشعوب الأخرى على قوة رأس المال والمراباة القاسية التي لارحمة فيها وقد اكتشفت الشعوب الكثير من الأساليب اللاإنسانية التي اتبعوها بتوجيه من حاخاماتهم .. وتراث الشعوب الأدبي والسياسي غني بالقصص والروايات الأدبية عن ممارساتهم .. . والكثير من المجتمعات يضربون المثل بهم كدليل على الحقد وكراهية بقية بني البشر والغدر بهم .
والأكثر غرابة في الأمر أن الحاخامات لم يبذلوا أي جهد لتبديل هذه الصورة بل كانوا يزيدون من بث الكراهية بين اليهود وبقية الشعوب ثم يحاولون استثمارها بزعم الاضطهاد العنصري في حين أنهم هم من يبث العنصرية والكراهية والحقد تجاه بقية البشر .
ان من يطلع على التلمود ومن ثم بروتوكولات حكماء صهيون ويقارن بما يثار ويحدث في العالم يتأكد له مدى دقة التزام هؤلاء الحاخامات ومدارسهم الدينية وبالتنسيق مع الحركة الصهيونية بكافة أشكال ظهورها بكل ماجاء فيهما .. في الوقت الذي يمارسون فيه أبشع وأفظع عمليات العداء للفلسطينيين ( مثلا ً ) ثم يجلسون لينافقوا على العالم ويخادعونه متنكرين لممارساتهم القبيحة وبشكل مستفز . وقد تمكنوا من نقل أفكارهم العنصرية القبيحة الى شرائح متشددة من شعوب العالم بأيادي يهودية تلمودية تسترت بالمسيحية أو بالاسلام . وهذا مايقودنا الى فهم مظاهر التشدد والعنصرية التي بدأت تطل برأسها بوقاحة تحت أسماء ومزاعم مسيحية ومسلمة والمسيحية والاسلام منها براء .
من يقرأ أقوال السيد المسيح في الانجيل ومن يقرأ القرآن الكريم بعقل واعي ومنفتح ويطلع على أحاديث الرسول الأكرم الصحيحة والمطابقة للقرآن الكريم مسقطاً أية أحكام مسبقة يكتشف مدى التكامل الأخلاقي والانساني الراقي وأنه لاعلاقة لهما بما يضخ من تفسيرات شاذة ومنحرفة تدعو الى التشدد والحقد والكراهية بشكل متطابق تماماً مع ثقافة التلمود ومايضخه الحاخامات من عنصرية بشعة وقذرة معادية للانسانية .
إن مايزعمه بعض الأغبياء والحمقى من تشدد وتحريض على القتل منسوب للقرآن الكريم هي مزاعم كاذبة وتحريف للنص وإن ماورد فيه من نصوص ذات طابع تحريضي على القتال كانت في وقتها وللدفاع عن الرسالة في وجه من حاولوا النيل منها وابادة مؤمنيها ومنع انتشار ثقافتها النبيلة التي تهدف الى رفع مستوى الانسان وتخليصه من ظلام الجهل والتخلف والانحراف التي كان يبثها حاخامات التلمود لاأكثر .
إن ذوي النوايا السيئة ومن يعمل على استثمار الرسالات السماوية بقصد تحقيق مكاسب وغايات شخصية حقيقة ً هم من يقف خلف كل هذا التقسيم للمجتمعات واختراع المذاهب التي تناكف بعضها البعض سواء كان ذلك في المسيحية أم الاسلام هم أبناء ثقافة واحدة هي ثقافة التلمود وحاخاماته الذين يقفون خلف كل مظاهر العنصرية عبر التاريخ وحتى هذه اللحظة ولو تم التدقيق في أصول ثقافة العنصرية وزرع الشقاق في المجتمع وبعقلية علمية لتم الكشف بسهولة عنهم وكيف اعتمدوا منهجية تعتمد على قوة المال والانحراف اللاأخلاقي في سبيل ذلك متلاعبين بالنوازع والأهواء وأساليبهم الخبيثة في استغلال النزعات الأنانية لدى البعض والقوى المختلفة في المجتمع وبطرق شيطانية لاتخطر على بال . ومن يتابع مايصدر عن بعض القوى الحالية والبارزة ( المحافظون الجدد والمتشددون التكفيريون ) يكتشف مدى التطابق ويكتشف بسهولة أن المصدر واحد وإن الطرفان يعتمدان على بعض الجهل وثقافة الخرافة المتناقضة مع المنطق والعقل ..يزرعون الفعل ليستثمروا ردة الفعل في عملية تبادلية تطحن داخلها كل مايمت الى الثقافة الانسانية الراقية والنبيلة كما أرادتها الرسالات السماوية والمصلحون الانسانيون ..بقصد احلال ثقافة الحقد والكراهية والعنصرية بين الشعوب والغاية واحدة استثمار هذه الشعوب والسيطرة عليها عبر المجازر وأنهار الدماء .
هذه هي الحقيقة المباشرة وماالدخول في التفاصيل والجزئيات الا بقصد التضليل والتعمية عن هذه الحقيقة .
هلا وعت شعوبنا هذه الحقيقة واستبعدت من بينها كل من يضخ ثقافة التقسيم والتجزئة والمذهبية والطائفية تحت مزاعم الايمان . . ذلك أن الايمان الحقيقي هو فقط ماينتج الأخلاق الراقية والمزايا النبيلة فقط حتى لانقع في نفس مطب الحماقة الذي يفعله ويوفره هؤلاء التلموديون العنصريون أعداء الانسانية .
22 آذار 2008

(113)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي