منذ آذار (مارس) 2011 والنظام الطاغية المستبد المتمثل بالمجرم بشار (الأسيد) لا يحكم في الوقت الراهن، وأن الحكام الحقيقيين هم قادة الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو حزب اللات اللبناني، والحوثيين من اليمن وميليشيات التي ترسلها حكومة عملاء الإحتلال في العراق مجهزا بأحدث الإسلحة هدفهم الرئيسي هوالقضاء على ثورة الشعب السوري، أصبح التدخل الإيراني وحلفائه الطائفيين واضح على أرض سوريا، جرّب النظام الدكتاتوري السوري كل أنواع الإبادة والتدمير ضد شعبه قصف مدنهم وقراهم ونكّل بأمهاتهم وأطفالهم وشيوخهم ورجالهم، مذابح الدموية بالقذائف والبراميل المتفجرة والصواريخ والرصاص الحي والسلاح الأبيض،ثم جرّب النظام الدموي الكيميائي هذا السلاح على دفعات بالتقسيط ، ومرة أخرى إستخدام السلاح الكيميائي في الغوطتَين الشرقية والغربية ، الذي يتسلل إلى أسرة الأطفال ويتركهم غافين إلى الأبد، وفي 27 -8-2013 قصف بلدة "أورم الكبرى" في ريف حلب بمادة "النابالم" الحارقة وقنابل فوسفورية.
لن نبرر أطلاقا ما حدث في سورية من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فليس من حق أحد أن يبرر جرائم ومجازر النظام في دمشق ضد شعبه كي يرتد ناصع البياض،وللأسف الشديد هذا ما نلمسه من دكاكين التي تحمل أسم الشيوعية في سوريا المرتبطة بالأجهزة المخابرات النظام، ينكرون كل ما فعله النظام المستبد، تقف في صف النظام وتمد يدها له كي توغل في دمائنا سفكا،كانوا ساكتين على مجازر النظام الطائفي المستمرة منذ أكثر من سنتين ونصف، وإستخدام السلاح الكيميائي في الغوطتَين الشرقية والغربية ،بل يؤيدون نهج النظام الدموي ضد شعبه، على ذلك النحو الهمجي الوحشي المروع، وهي سابقة خطيرة في الحركة الشيوعية العربية والعالمية .أليس الضحية في كل هذه الأفعال من قبل الحاكم المستبد والأجنبي المعتدي هو نفسه شعبنا العربي؟
الولايات المتحدة، دون سواها، صاحبة أربعة عقود ونيف من عمر علاقات مع آل (الأسيد)، الأب قبل الأبن، نهضت على الدعم والمساندة والتعاون والتفاهم والشراكة، وليس على العداء والتناقض والقطيعة. وذاك تاريخ جيو ـ سياسي حافل، شمل لبنان أوّلاً، منذ دخول قوّات النظام بإذن أمريكي سنة 1976، وضرب تحالف القوى الوطنية والمقاومة الفلسطينية في ذلك البلد، وشنّ حرب المخيمات على الفلسطينيين؛ وصولاً إلى (عاصفة الصحراء)، حين أنخرطت وحدات من جيش النظام القمعي المستبد في تحالف (حفر الباطن)؛ ضد إرادة الشعب العراقي؛دون إغفال الرضا الإسرائيلي الغامر، بصدد نظام البوليسي كان حارس حدود للإحتلال الإسرائيلي للجولان، تحت مسمّى ‘دولة مواجهة ؛ أنّ الإدارات الأمريكية المتعاقبة، جمهورية كانت أم ديمقراطية، لم تشجّع أي مساس جدّي بنظام (الحركة التصحيحية)، بل ظلّ العكس هو الصحيح على الدوام، وبقي الخيار المعتمَد هو هذا: الأستغناء عنه، وعن سواه، ممكن بالطبع، ودائماً؛ ولكن لماذا نفعل، والنظام خدم ويخدم أجنداتنا، وأجندات حليفتنا إسرائيل، وغالبية حلفائنا في المنطقة، رغم كلّ الضجيج والعجيج حول "الممانعة والمقاومة"؟
نحن نعرف المشروع الأمريكي في البلاد العربية لخدمة إسرائيل ولكن ماذا عن المشروع الصفوي الذي يخطط للسيطرة على جميع الدول العربية والأفريقية؟!!
بعد ضربة لنظام الفاشي في دمشق من قبل أمريكا وحلفائها، فليفرض العالم على نظام (الأسيد ) قبول منطقتين عازلتين في شمال سورية وجنوبها، للمرّات الإغاثية والإنسانية تحديداً، ثم مطالبة باللجان التفتيشية عن ترسانة كيمياوية ، والتي أعتبرها المجتمع الدولي أنّ النظام السوري يمتلك أكبر ترسانة كيمياوية في الشرق الأوسط.
بعد تجاهل العالم كل الفظاعات التقليدية وغير التقليدية التي يمكن للنظام دمشق أن يجربها في شعبه، لإيقاف آلة الموت المنفلتة من عقالها،وليستحق النظام المجرم في سوريا بجدارة دخول مزبلة التاريخ من أوسع بواباته.
قلنا سوريا محتلة من الإيرانيين ولكن الشعب (الجيش السوري الحر) سيحررها وستعود إلى وضعها الطبيعي وإلى الحضن العربي والأسلامي وحتى العراق محتلة من الإيرانيين المجوس وستتحرر من قبل القوى الوطنية وذراعها المقاومة العرقية الباسلة وستعود إلى الحضن العربي والأسلامي، وإكمال الأنتفاضة الثورية حتى أنتصارها الختامي هي مسؤولية الشعب السوري، الذي أنتفض من أجل الحرّية والكرامة والعدل والمستقبل الديمقراطي والتعددي الأفضل، وخاض معارك مشرّفة طيلة سنتين ونصف، ودفع الأثمان الباهظة من دماء أبنائه وخراب بلده الجميل العريق.
جريمة الغوطتَين الشرقية والغربية ... ناجي حسين

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية