أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محاربة الإعلام الثوري سيأخذنا والبلد إلى الهاوية... وليد طالب

لقد كان السبب الرئيسي لاشتعال الثورة في البداية وانتشارها هو الإعلام الثوري الشجاع الذي أدهش إعلاميي العالم بالرغم من بساطة الأدوات والوسائل المستخدمة وقتها.

ما زلت أذكر كيف كان الدعم محصورا فقط على دعم الإعلاميين (نت فضائي، أجهزة ثريا، كميرات…) لكن لسوء الحظ قام الداعمون للثورة بعد فترة بتحويل الثورة إلى نكبة، وبدؤوا بتحويل الأموال وضخها لخدمة العمل الإغاثي والعسكري، من وجهة نظري المتواضعة هذا الذي دمر البلد..

  لو أن ربع الأموال التي صرفت على العمل الاغاثي والعسكري استخدمت في المجال الإعلامي لفضح وتعرية هذا المجرم، لتمكنا من إسقاطه منذ أول 6 أشهر وحظينا بسوريا قوية اقتصاديا وعسكريا وغير مدمرة، وقمنا بإصلاح الأخطاء الموجودة بحكمة.

بالمقابل استطاع النظام أن يتعلم الدرس منا وبدأ بضخ الأموال لشركات العلاقات العامة في بريطانيا وأمريكا لترويج روايته (السرد) عن ما يحصل في سوريا بأنه يحارب إرهابيين أصوليين أكلين للحوم البشر.

وضخ النظام في الجانب الإعلامي في الستة أشهر الأخيرة فقط ما يعادل عشر أضعاف ما صرفته الثورة في هذا المجال منذ اليوم الأول للثورة.

إن ما نحن فيه من انقلاب الرأي العام الغربي ضدنا هو نتيجة حتمية لمحاربة المؤسسات الإعلامية الثورية، وتجفيف مصادر التمويل عنها، ما زال لليوم من يعتبر المكتب الإعلامي لأي مؤسسة معارضة هو مكتب ترفيهي زائد "بالناقص منه ومن مصاريفو يلي بلا طعمة، شو عم يشتغلو هدول؟، شو يعني إعلام؟". 

يجب أن نعيد حساباتنا ونعرف تماما إلى أين نحن متجهون وماذا نريد؟ حربنا اليوم حرب إعلامية بالدرجة الأولى. يجب أن تتغير نظرة المعارضين للإعلاميين والتوقف عن محاربتهم (أضعف الإيمان) حتى يستطيعوا أن يقوموا بواجبهم اتجاه القضية، كما يجب أن نعي تماما أن الفشل في ما يحصل اليوم على الجبهة السياسية سببه الرئيسي ضعف الدعم الإعلامي، وبالتالي تفوق الأسد علينا في توجيه الرأي العام العالمي لصالحه. 

أتمنى لو أن أحدا يقنع المعارضين وأولي الأمر بأهمية الجبهة الإعلامية قبل أن نندم جميعا يوم لا ينفع الندم.

(100)    هل أعجبتك المقالة (110)

د. محمد غريب

2013-09-02

في الواقع مازلت أعيد قراءة هذه العبارة وأنا مصدوم حيث يقول الكاتب "من وجهة نظري المتواضعة هذا الذي دمر البلد"!! وهذا يعيدنا إلى أن كثيرين يعيشون منفصلين عن الواقع ولايعون شيئاً.. يا سيد وليد من الذي جعل الناس يحملون السلاح؟ أليس الدفاع عن انفسهم بعد أن استمرت الثورة 8أشهر بشكل سلمي حتى بدأ السفاح بقتل العزل؟! ولم يعد هذا المجرم يفهم سوى لغة القوة!! أليس التدمير والقتل والتشريد كان من نصيب المدنيين العزل دون ذنب!!، وحتى لو كان ما فعلوه ليس مقاومة وثورة مسلحة بل رد فعل فهل يجيز لنا هذا ترك إتهام وإدانة المجرم وتوجيه الاتهام للضحية؟! في حقيقة الأمر أن أكثر مادمر الثورة هو وجود الرماديين والمنظرين وكتائب "الكنابايات" الذين يجلسون آمنين وينظرون على من ينهمر فوق رؤوسهم الرصاص والصواريخ والكيماوي. ومعزوفة الرأي العام التي صدعوا بها رؤوسنا.. هل الغرب المتصهين خفي عليه ما يحدث في سوريا؟!! أليس هو من يطيل عمر النظام ويعطيه الفرصة والخبرات ليقتل ويدمر الشعب السوري وسوريا؟!! أفيقوا "قبل فوات الأوان"!!.


وليد طالب

2013-09-02

عزيزي الدكتور محمد الغريب، شكرا على تعليقك واهتمامك، ولكن من الواضح أن ما قصدته في هذه الفقرة لم يصل لك. أنا لست ضد التسلح للدفاع عن النفس، ولا ضد العمل الإغاثي، بالعكس أنا من الداعمين لهما. لكن أنا ضد أن يكون دعمهما على حساب إنهاء المشكلة. لا يمكن أن تشفى من التهاب محتقن بالمسكنات فقط حتى لو أخذت ١٠٠ حبة، لكن عليك أن تأخذ أدوية العلاج كأدوية الالتهاب. أكبر غلط يرتكب الآن هو دعم المشكلة بدل دعم الحل. أرجو أن تكون فكرتي قد وصلتك..


د. محمد غريب

2013-09-03

شكراً لاهتمامك عزيزي السيد وليد طالب، و بالحوار ننمي وحدة صفنا وشعبنا وأرضنا. السلاح الإعلامي لايقل اهمية عن السلاح الميداني ونتفق في ذلك، وكما ترى فنحن نتابع ونكتب هنا مثلاً، ويجب دعم كل يقوم بأي دور في الثورة مهما كان. لكن من الخبرة التي استفدناها من ثورتنا حتى الآن، أن ما يجدي نفعاً فقط وفقط هو الإنجازات على الأرض، وإذا كان لدينا مشكلات، وبالطبع لدينا الكثير، فيجب معالجته بدون أن ننقص من دعمنا للمحور الأساسي، وقلت في الرد "دعم المشكلة" وحتى لا أتسرع أتساءل ماهي المشكلة المقصودة هنا، وماذا تقصد في المقام الاول عن "للدفاع عن النفس" وكيف يكون برأيك. وبرغم هذا ننتظر تفسيراً منك لهذه العبارة التي وردت في المقال وهي واضحة.. "لسوء الحظ قام الداعمون للثورة بعد فترة بتحويل الثورة إلى نكبة، وبدؤوا بتحويل الأموال وضخها لخدمة العمل الإغاثي والعسكري. من وجهة نظري المتواضعة هذا الذي دمر البلد"؟.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي