السوريون يجب أن يفهموا أن التأخر في الدفع يؤثر دائما على توقيت التسليم
تسليم إس 300 سيبقى موضع شك، "حتى نرى المال حقيقة أمامنا"
في دليل جديد على تحول في موقف موسكو الداعم لنظام بشار الأسد، بدأت روسيا في ترحيل تسليم أسلحة نوعية للنظام إلى مواعيد غير تلك التي كان متفقا عليها.
وفي تقرير مطول نشر السبت وتولت ترجمته "زمان الوصل"، قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن موسكو تواصل التقيد بعقودها مع نظام دمشق، لكنها غيرت مواعيد تسليم شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية، مشيرة على وجه الخصوص إلى مقاتلات ميغ 29 المحدثة، التي قيل إن موعد تسليمها رحّل إلى 2016.
ونقلت "كوميرسانت" عن مصادر قولها إن السبب الرئيس لتغيير مواعيد التسليم يتعلق بأمور مالية، وعجز نظام دمشق عن تسديد ما عليه من دفعات مستحقة.
ونوهت الصحيفة الروسية بأن تأجيل التسليم سيشمل على الأغلب أيضا صفقات أخرى، من بينها مقاتلات ياك 130، ونظام الصواريخ المتطور إس 300.
المصدر المقرب من "روسوبورون إكسبورت" الشركة الحكومية المشرفة على توريد السلاح الروسي لمختلف أنحاء العالم، كشف أن تسليم طائرات ميغ 29 المحدثة إلى دمشق، سيكون على دفعتين، الأولى تشمل 9 طائرات تسلم في 2016، والثانية تشمل 3 طائرات تسلم في 2017.
ووقعت موسكو مع نظام دمشق عقدا لشراء 12 طائرة ميغ 29 محدثة في 2007، وكان من المفترض تسليمها في موعد قريب من هذا العام.
ونقلت الصحيفة عن مصدر يعمل في مجال تصنيع الطائرات، قوله: لو كان هناك حل سياسي في سوريا، لكان بالإمكان تسليم هذه الطائرات منذ فترة طويلة، حتى مع جميع المشاكل المالية. ما يشير بوضوح إلى أن المشاكل المالية ليست السبب الوحيد في تأخير التسليم.
ولاحظت "كوميرسانت" أن تأخيرا مماثلا قد يطال العقد العائد لعام 2011، والذي يقضي بأن تورد موسكو لنظام دمشق 36 طائرة تدريب من طراز ياك 130. فوفقا للمصدر المقرب من "روسوبورون إكسبورت" فقد تلقت موسكو من دمشق سلفة تقدر بحوالي 100 مليون دولار عن الطائرات الستة الأولى، وحتى الآن، فإن خطط تسليم هذه الطائرات الست لم تتغير، حيث من المتوقع تسليمها قبل نهاية هذا العام.
واستدرك المصدر: لكن في ضوء الوضع الراهن في سوريا، نحن غير قادرين على توجيه الخطط بشكل تام، بل يتم العمل بناء على الوضع الراهن، مؤكدا أن الدفعة الثانية من "ياك 130" ستسلم فقط بعد استلام سلفتها المالية، قائلا: "السوريون يجب أن يفهموا أن التأخر في الدفع يؤثر دائما على توقيت التسليم".
ونقلت الصحيفة الروسية عن خبير تحليل الاستراتيجيات "كونستانتين ماكينكو" قوله إن تزويد نظام دمشق بمقاتلات ميج المحدثة في 2013 ليس تصرفا عسكريا ولا سياسيا مفيدا لموسكو أو دمشق، مضيفا: في الظروف الحالية نظام بشار بحاجة الدبابات والعربات المدرعة الخفيفة، وطائرات هليكوبتر هجومية، وليس دزينة مقاتلات من طراز ميج.
وبخصوص الشحنة الأهم المتعلقة بصواريخ إس 300، قالت "كوميرسانت" إنه ورغم التصريحات المتكررة عن عزم روسيا إكمال عقد توريد الصواريخ، أوضح المصدر الذي اعتمدت عليه الصحيفة في معلوماتها أن العقد الموقع في 2010 لايزال على حاله لجهة توريد 6 صواريخ مضادة للطائرات ( صواريخ سام ) بحلول الربع الثاني من عام 2014. ولكن مع مضي كل هذا الوقت، لم يتم البدء بتفيذ العقد عمليا.
واوضح المصدر أن الانتكاسة الأولى التي أصابت عقد إس 300، كانت بسبب عدم رغبة موسكو في تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة وإسرائيل، أما السبب الآخر فيتعلق بعدم تسديد دمشق لأي دفعة مقدمة لعقد إس 300.
وتابع المصدر موضحا أن تسليم إس 300 سيبقى موضع شك "حتى نرى المال حقيقة أمامنا".
وفي نفس الوقت، قالت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية إن موسكو ليس لديها علم بأي دفعات مقدمة سددها نظام دمشق لقاء صفقة صواريخ إس 300، وفقا لـ"يوري أوشكوف" مساعد الرئيس الروسي.
وقد ادعى بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة "إزفستيا" نشرت مؤخرا أن جميع العقود الموقعة بين نظامه وروسيا يجري تنفيذها، رغم الضغوط الغربية، متجنبا الحديث عن صفقة إس 300، والمآل الذي وصلت إليه.
وكان بشار نفسه قد زعم في مايو/أيار (في مقابلة مع تلفزيون المنار) أن نظامه تسلم الدفعة الأولى من إس300!
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فأكد في يونيو/ حزيران أن موسكو وقعت اتفاق إس 300 مع دمشق، لكنه قال إن روسيا لم تشحن الصواريخ خوفا من "الإخلال بميزان القوى في المنطقة". علما أن قيمة صفقة صواريخ إس 300 تبلغ 1.1 مليار دولار.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية