تولى موقع "المنار" التابع لمليشيا حزب الله تأكيد الرواية التي نشرتها "ذي إندبندنت" البريطانية، في تقرير عن حساب للغلام حافظ بشار الأسد، الذي لم يبلغ 12 عاما من عمره.
ورغم أن "ذي جارديان" تساءلت عن مدى صدقية هذا الحساب وانتمائه فعلا للغلام حافظ، فإن نشر "المنار" له، مع بعض "البهارات"، مرفقا بصورة للغلام وهو يرتدي رتبة عقيد، ويجلس على مكتب رئاسي، أكد أن رواية حساب الغلام حافظ وما قاله صحيح فعلا، وأن صورة "الغلام العقيد" صحيحة أيضا، لتذكرنا برتبة بشار عندما ورث الحكم عن أبيه، وتحول خلال دقائق إلى رتبة فريق.
ومما قاله موقع المنار: دعا حافظ بشار الأسد الولايات المتحدة الأميركية إلى تنفيذ تهديداتها فيما يتعلق بتوجيه ضربة إلى سوريا، بالقول: "ما أريده بشدة هو أن ينفذوا عدوانهم، لأنني أريدهم أن يقترفوا هذا الخطأ الفادح.. تماماً كما هَزَم حزب الله إسرائيل والناتو.. هذا بالضبط ما سيحصل لأميركا إذا ما لجأت لخيار الغزو لأنهم لا يعرفون أرضنا كما نعرفها نحن، لا أحد يعرفها كما نعرفها نحن."
ورغم أن خبر "ذي إندبندنت" لم يأت إطلاقا على ذكر مليشيا حزب الله ولا إسرائيل ولا الناتو، حسب ما أطلعت عليه "زمان الوصل" فإن موقع المنار "ساق" في روايته، لينقل عن الغلام حافظ: "ما الذي كان يملكه حزب الله عندها، قلة من مقاتلي حرب الشوارع، وبعض الصواريخ الصغيرة، ومجموعة من البنادق. لكنه آمن بنفسه وبوطنه".
وحسب المنار: وصف الطفل، الذي لم يتجاوز عمره 11 سنة، الأميركيين بأنهم "جبناء يملكون تكنولوجيا حديثة ويدعون التحرر"، قائلاً إنهم "يدعون أنهم يدعمون "الثورة"، ولكنهم –في الحقيقة- من صنعها".
ومضى موقع المنار ناسبا للصحيفة البريطانية: "لايهم إن كنت مع النظام أو ضده فهذه هي الديمقراطية، القدرة على التعبير عن رأيك بأسلوبك الخاص. عندما يقول الناس إنهم معارضون لـ"لنظام"، فهو أمر مقبول، ولكن هناك فرق بين هؤلاء وبين من يرفعون العلم الأخضر، وهذا حافظ بشار الأسد يشبه العدوان على البلد"
وتابع الأسد الصغير كاتباً: "والأسوأ هم أولئك الذين يتهمون الجيش بقتلهم، هم يتهمون الرجال الذين يعرضون حياتهم للخطر ويموتون من أجل سلامتنا".
"وعندما يقول هؤلاء إن الجيش سيقسط بالضربة الأميركية، أقول إن هذه الضربة ستستهدف كل سوري مع الإرهابيين أو ضدهم، مع الجيش أو ضده".
ثم أكمل: "أتوقع أن يعلق بعض الناس بالقول بأن أميركا تفوقنا قوة، وجوابي لهم انتم لا تعرفون ما نملك أولاً. وثانياً، قد يكونون الأقوى وقد يتمكنون من تدمير الجيش ولكنهم لن يستطيعوا القضاء على هذه الثلة المقاومة، المتمثلة بنا، نحن خلقنا كي نقاتل ونقاوم. سنقاتلهم في كل مكان حتى يخرجوا من حيث أتوا، ومهما تكن صعوبة محاولاتهم لإخراجنا من أرضنا المقدسة فانها ستبوء بالفشل حتماً، فهي الأرض التي منها أتينا حيث جذور أجدادنا".
ووفقا لموقع المنار، نقلا عن "ذي إندبندنت" نقلا عن الغلام حافظ، فقد ختم الغلام بالقول: "النصر حليفنا في نهاية المطاف، مهما طال بنا الزمن".
تزييف المادة الصحفية
ولايعرف بالضبط الأمر الذي يدفع بموقع "المنار" لتزييف المواد الصحفية وتدبيجها وسوقها لجمهور مؤيدي بشار، اللهم إلا محاولة ضخ جرعة من الثقة الكاذبة وإمعانا في مزيد من التضليل، علما أنه كان بإمكان "المنار" أن تكتب وتدعي ما تشاء باسمها، ولكنها كشفت عن مدى استخفافها بعقول متابعيها، وإنهم من أصحاب نظرية "كل فرنجي برنجي"، ولذا عمدت إلى ما قامت به، وزيادة في استخفافها بمدى اطلاع قرائها عمدت إلى إتاحة رابط مادة "ذي إندبندنت" في نص المادة التي ادعت أنها ترجمتها!
ولايفوتنا أن نذكر أن المنشور الذي نسب للغلام حافظ قد أتى على ماذكره موقع المنار حول "حزب الله" وإسرائيل والناتو، فما الذي منع المنار من كتابة خبر خاص بها، وما الذي دفعها لإلصاق التقرير بصحيفة بريطانية مشهورة وتقويلها ما لم تقل؟!
المادة التي نشرتها المنار
إيثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية