أوقف مفوّض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر رئيس ما يسمى حركة "التوحيد الإسلامي" هاشم منقارة على ذمة التحقيق بجرم إخفاء معلومات عن السلطات لها علاقة بتفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس.
وجاء توقيف منقارة ليلحق بكل من "الشيخ أحمد الغريب" والمخبر "مصطفى حوري" على ذمة التحقيق أيضاً في تفجيري طرابلس، اللذين اوقعا مئات الضحايا بين قتيل وجريح.
ووفقا لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية فقد ختم التحقيق الأولي مع منقارة بسرعة ملحوظة بإشراف القاضي صقر الذي سيصدر ورقة طلب يدّعي بموجبها على منقارة والغريب بالاشتراك في جنايات القتل وارتكاب أعمال إرهابية، ويحيلهما مع "حوري" الذي أعيد توقيفه على قاضي التحقيق العسكري، على أن تبدأ التحقيقات بشكل موسّع، حيث سيصار إلى استنابة شعبة المعلومات للاستمرار في التحقيق.
وكشفت "الجمهورية" أنّ التحقيقات الاوّلية أن منقارة والغريب كانا على اتصال بالمخابرات السورية، التي أبلغتهما بأنّ سيارات مفخّخة سترسل من مركز المخابرات السورية في طرطوس إلى طرابلس، خلال أسبوعين، لتفجيرها أمام المسجدين، من دون إخبارهما بساعة الصفر. وأبلغتهما نيتها تصفية المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والنائب خالد الضاهر والشيخ سالم الرافعي، وطلبت من منقارة تأمين شباب لقيادة السيارات المفخّخة وركنها مكان الأهداف المحدّدة.
لكنّ منقارة لم يؤمّن الشباب، فطُلب منه ومن "الغريب" مراقبة ريفي والضاهر والرافعي، وقد شكّل منقارة جزءا من مراقبة الأهداف في طرابلس، حيث كلّف أشخاصا للقيام بهذه المهمّات بمعرفة الغريب.
وفي نفس افطار ادعى القاضي "صقر" على نقيب من الجهاز الأمني التابع لنظام دمشق، يدعى "محمد علي".
وأظهرت التحقيقات أنّ الهدف من العملية إثارة القلق والبلبلة الطائفية لإشعال حرب طائفية بين السنّة والشيعة استكمالا لمخطط مملوك- سماحة.
وقد أعادت هذه التحقيقات تسليط الضوء على الدور المشبوه لمخابرات بشار الأسد في تفجير الأوضاع بلبنان، فمنذ اغتيال رفيق الحريري في 2005 توالت سلسلة متواصلة من التفجيرات والاغتيالات التي طالت رموز مناهضة هيمنة العائلة الأسدية على لبنان، ورغم وقد بذل نظام بشار جهودا لـ"طي" ملف الوزير السابق ميشال سماحة وتواطئه مع مدير مخابرات بشار حينها علي مملوك في إدخال متفجرات لتنفيذ عمليات اغتيال وتفخيخ تطال رموزا لبنانية، ورغم إقرار سماحة بما نسب إليه، فإن ملف إصدار حكم قطعي بحقه ما يزال شبه مجمد.
ويبدو أن انكشاف سماحة، لم يعجز نظام الأسد الذي هيمن على لبنان منذ نحو 40 عاما، و"ربى" له فيها أزلاما ومخبرين، حيث تم اعتماد منقارة والغريب وحوري، ليكونوا بديلا عن سماحة، في تنفيذ جزء من مخطط تفجير الوضع في لبنان.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية