أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ما أسهل عليّ أن ألقّن ولدي وابنتي أن صليبيا قد سبّ نبيّكم... طهراوي رمضان

بلغت الحملة ضد مقدسات المسلمين وحرماتهم أوجها وهي تسير بشكل تدريجي وبتبادل للأدوار لا يدع مجالا للشك على أنها ممنهجة وأنّها تتم وفق خطة مدبّرة بإحكام. فبعد أن اكتفى الغرب في السابق بفسح العنان لمفكّريه وفلاسفته حتى يظهروا سخائم قلوبهم تجاه عقائد ورموز الإسلام، ونأى ساسته ورجال الدين فيه بأنفسهم عن مهاجمة الإسلام بشكل سافر، مردّدين لتصريحات المجاملة والملاطفة للمسلمين، تخلوا عن هذه السياسة المراوغة بعد انقضاء مرحلة الثنائية القطبية في السياسة الدولية إثر سقوط الاتحاد السوفييتي ومعسكره الإشتراكي الشرقي في نهاية القرن الماضي وتسارعت حملة التصريحات العدوانية من رجال السياسة والدين من هنا وهناك حتى أضحت جزءا لا يتجزأ من قاموسهم السياسي وكان آخرها التصريح الآثم الذي أدلى به وزير داخلية ألمانيا الذي دعا فيه صحف العالم إلى إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلّم بدعوى تعزيز حرية التعبير والرأي وكأن ذلك لا يتم إلا من خلال إهانة أزيد من ربع سكان العالم.

ما وراء الأكمة

إن لظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في بلاد الغرب أسبابا متنوعة يمكن إجمالها فيما يلي:

أ.الأسباب التاريخية: لا شك أن تاريخ العلاقة بين الغرب المسيحي والشرق المسلم لا يحمل كثيرا من الود بحكم كثرة خطوط التماس والثغور بينهما وشدة التناقض في مشروعيهما، فبينما فرضت الإمبراطورية البيزنطية المتحوّلة إلى النصرانية سلطانها على حوض البحر المتوسط وبلاد الشام ومصر وبلاد المغرب وغيرها لعدة قرون لا ينافسها في ذلك سوى غزوات الفرس المجوس بين الفترة والأخرى أدى ظهور الإسلام في جزيرة العرب وزحفه الرهيب السريع في مدة قصيرة حتى قضى على امبراطورية الفرس في الشرق وطرد الروم البيزنطيين من الشام ومصر ثم المغرب إلى ملء قلوبهم بالعداء لهذا الدين وأهله.

 إن أجيال المسلمين تقرا في كتب التاريخ عن جرائم مروّعة ارتكبتها جيوش النصارى الذين لبسوا شارات الصليب و انطلقوا من فرنسا واسبانيا وألمانيا وأنجلترا وإيطاليا وغيرها تحت قيادة ملوكهم تباركهم صلوات البابا وبطارقته من أجل تحرير بيت المقدس وكنيسة القيامة من أيدي الكفرة المسلمين. وإن قلوب المسلمين لتدمي حينما يقرأون اعترافات جنود وقادة الصليبيين عما اقترفوه بحق العزّل من المسلمين في بيت المقدس وبلاد الشام حيث شنوا عليهم حملات إبادة لم ينفع معها دخولهم دور العبادة وحتى الكنائس والبيع حتى بلغت جثث المسلمين من النساء والأطفال أدوارا عديدة في مدينة الرب ذاتها.

ويمثّل صلاح الدين الأيوبي في ذاكرة المسلمين الجماعية ولدى الحركات المنظّمة منهم -عدا بعضهم- رمزا للبطولة والانتقام من المتوحشين والدفاع عن مقدّسات المسلمين وحياضهم.

وفي فصل آخر من فصول التاريخ يقرأ المسلمون بحسرة وألم عن فقدانهم لفردوسهم الأخضر الجميل في الأندلس على يد الصليبيين الآخرين الملك فرديناند وزوجته الملكة إزابيلا الذين أخرجا المسلمين من بلادهم ومن استعصى كان نصيبه التنّصر جبرا أو موتة بشعة بعد حكم صوري من محاكم التفتيش الظالمة وكانت أخف موتة أن يوضع المسلم الثابت على دينه في تابوت دق أعلاه وأسفله بمئات المسامير فينزف الشهيد حتى آخر قطرة من دمه، فكان لذلك الأسلوب وقعه في إرهاب الناس حتى فرغت الأرض من أصحابها المسلمين.

عرب تايمز
(105)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي