بعد مجزرة الغوطة درست أمريكا وحلفاؤها الغرب "خيار كوسوفو" ويبدو أنهم في طريقهم للنجاح في الدراسة بعد أكثر من 100 ألف شهيد كان آخرهم نحو 1500 استشهدوا بكيماوي الأسد في مجزرة الغوطتين بدمشق.
ومعظمنا يعلم ماهو خيار كوسوفو الذي يعني تدخل الناتو بتوجيه ضربات جوية وصاروخية بعيدة إلى مواقع عسكرية، بمعاني أخرى، بضم الهمزة، طز بروسيا والصين!
وهنا يُحشر السوريون أمام خيارين أحلاهما حنظل، وهم يقفون مترقبين تدمير جيش وعتاد دفعوا من دماء قلوبهم وعلى حساب لقمة عيشهم ليدافعوا به عن أنفسهم، قبل أن تحدث الكارثة وتتخذ دبابات جيش المقاومة والممانعة من دماء أولئك السوريين زيتا يليّن حركة جنازيرها بعد أن تآكلت تحت تراكم صدأ "الصمود والتصدي"، لتبتلع فوهات المدافع حياتهم وتدمر بيوتهم وتحرق أخضر آمالهم ويابس آلامهم!
نعم...سيحزن السوريون رغم أن الضربات ستخلصهم من آليات الموت والرعب التي أشبعت جوف التراب الوطني من جثث أو بقايا جثث أبنائهم.
ولكن مالعمل وهم في حضرة نظام لا يليق به سوى قول المبدع محمد الماغوط "لايفرق بين الخيار الاستراتيجي والخيار باللبن، ولا بين السلطة والسَلَطَة".
وأمام "خيار كوسوفو" ليس بوسع السوريين إلا أن يقولوا بلهجة "باب الحارة" ما ملخصه"كوسوفو أم اللي وصلونا لهون وناتو أخت البلد لجابو الناتو" مع بالغ الأسف والعذر ممن خدشت صرخاتهم عذرية قزحية وشبكية عيونه أو طبلة أذنه، كما لو أن لسان حالهم ما ردد مظفر النواب يوما "ما بذيء انا إنما وصل القيح الحنجرة"!
عاصي بن الميماس
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية