بعد أن طالب بوضع حد لتطاول سليمان على الأردن: سفارة الأسد تشن هجوماً لاذعاً على القلاب!

اشتعلت معركة حامية بين الوزير الأردني السابق والإعلامي "صالح القلاب" وسفارة النظام السوري في عمان بعد أن نشر القلاب مقالة بعنوان "ألا يجب وضع حد لتطاول هذا السفير" في جريدة "الرأي" الأردنية غمز فيها من قناة السفير السوري بهجت سليمان مطالباً بوضع حد له في الأردن، لأن السكوت عنه شجعه على التمادي حتى بات يتصرف وكأن الأردن ضاحية بيروت الجنوبية فيها دويلة طائفية تابعة للدولة السورية-الإيرانية-الروسية.
ورأى القلاب أن ضابط الاستخبارات السابق هذا قد فهم الصمت الأردني المستند إلى خلقٍ عظيم وإلى الترفع عن الصغائر على أنه من قبيل الضعف وعلى أنه تحاشٍ لعنف "الشبيحة" الذين باتوا يتحكمون بمصير دولة عربية يحرص عليها الأردن حرصه على نفسه، واستهزأ القلاب من السفير سليمان قائلاً أنه "لابد من هزِّ "رَسَنِ" هذا السفير المنفلت من عقاله والذي ذهب به التطاول إلى حدِّ الإساءة اليومية للأردن البلد والشعب. ورأى أن السفير سليمان لو كان بمستوى المراجل التي يتحدث عنها لكان استبدل هذه البطولات الرخيصة التي شجَّعه التسامح الأردني على التمادي فيها بالعودة إلى ملابسه العسكرية والتصدي للإهانات التي دأبت إسرائيل التي تجاوز احتلالها لهضبة الجولان الستة والأربعين عاماً، على توجيهها لعاصمة الأمويين وآخرها الغارة الأخيرة على مخازن الصواريخ في اللاذقية وقبلها الغارة على قاسيون التي مَنْ يُطلُّ من فوقها الآن لا يرى إلاَ دمشق التي تغرق في الدماء والدخان والدمار وروائح المواد الكيماوية، وطالب القلاب سفير النظام السوري في عمان أن يكف عن تهديداته المضحكة وأن يتذكر أن من يحرس أسوار دمشق الآن ليس "الجيش العقائدي" ولا سرايا البعث وإنما حراس الثورة الإيرانية وميليشيات حزب نصر الله وفيلق أبو الفضل العباس الذي يضم المجموعات الطائفية القادمة من العراق وبعض المتطوعين القادمين من بعض المناطق الحدودية التركية بدوافعهم المذهبية المعيبة للسلب والنهب، وأضاف وزير الإعلام الأردني السابق أن على هذا الجنرال –يقصد بهجت سليمان- الذي لم يخض في حياته أي معركة إلاَّ هذه التي يخوضها الآن على صفحة "فيس بوك" والذي لم يعرف المراجل التي يعرفها الرجال إلاَ في أقبية كان يقودها.
إنه على هذا الجنرال أن يتذكر أن قوات "الكوماندوس" الأردنية لم تنطلق من عمان في اتجاه دمشق إلا في عام 1973 عندما ذهب جنود وضباط الجيش العربي إلى جبهة الجولان للدفاع عن عاصمة الأمويين التي أصبحت حالها هي هذه الحال التي لا تسرُّ الصديق ولا تغيظ العدا.
ثم وإنه على هذا السفير، الذي لابد من وضع حدِّ لتماديه بعد أن شبَّ كثيراً عن الطوق، أن يتذكر أن من قاتل تحت إمرة القيادة الأطلسية هو "الجيش العقائدي" وأنه لم تنطلق ولن تنطلق من عمان أي مفرزة إلاَّ للدفاع عن "جلَّق" التي هي اليوم تنام بين اليأس والكمد.
رد سفارة النظام...
وقد ردت السفارة السورية التي تعيش "نزعها الأخير" هذه الأيام على مقالة صالح القلاب بألفاظ وشتائم اشتهر بها أزلام النظام في ردهم على من لا ينسجم مع آرائهم مسمية إياه بـ (طالح القلّاب) وجاء في الرد الوقح: ألا يجب على الشعب الأردني وشرفائه ومسؤوليه أن يضعوا حداً لهذا (القلّاب غير الصالح) البيدق البترو دولاري الرخيص الذي تقلّب بين أحضان أكثر من دزينة من الأجهزة الأمنية، قبل أن يبلغ أرذل العمر، ثم انتهى إلى بوق رخيص في حضن (التحالف الوهّابي الموسادي).
وجاء في رد السفارة السورية : "إذا كان هذا القلّاب غير الصالح يتآمر على شعبه الأردني ودولته الأردنية منذ عدّة عقود.. يريد من الآخرين أن يكونوا مثله.. فهو واهِم ومغفّل.
وإذا كان هذا القلّاب الطالح، عميل أكثر من عشرة أجهزة أطلسية ونفطية، على الأقل، ينصّب نفسه ناطقاً باسم الشعب الأردني والدولة الأردنية.. فَلْيُعْلِمْنا متى جرى تكليفه بهذه المهمة؟ ومَن الذي كلّفه؟.. أم أنه يظنّ أنه لازال وزيراً للإعلام، بعد أن كان كذلك، في غَفْلة من الزمن؟.
وإذا كان هذا البيدق الرخيص يتوهّم أن زعيقه ونعيقه المسمومين المأفونين، يمكن أن يكون لهما مكان في هذا الميدان الحافل بفضائيات أسياده ومشغّليه من (عبريّة) آل سعود إلى (جزيرة) آل صهيون، فهو واهِم ومغفّل.
وإذا كان المأفون (القلّاب غير الصالح) رفع عقيرته الآن إلى الحدّ الأقصى، ظناً منه، أنّ أسياده النفطيين، قد نجحوا في دَفْع أسيادهم الأطالسة، لتوجيه ضربة إلى سوريا، فإنه مغفّل وواهِم، لأنّ سوريا سوف تلقّن أسياد مشغّليه، درساً لن ينسوه، والشهور القادمة، سيظهر فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
وسخرت سفارة النظام من قول القلاب في مقالته "لابد من هزِّ "رَسَنِ" هذا السفير "المنفلت من عقاله " قائلة: إن الرَّسَن يصلح لأمثال هذا المأفون الرخيص الذي لا يساوي في عالَم السياسة ولا في عالَم الإعلام، رَسَن بعير.
وحاولت سفارة النظام من خلال ردها أن تنافق الدولة الأردنية بعد أن كان عرّابها "بهجت سليمان" لا يترك مناسبة إلا ويسيء إليها من خلال قولها إن "جعير ونعير القلاب يسيء إلى الشعب الأردني الشريف بأغلبيته الساحقة، وإلى الدولة الأردنية التي تقاوِم الضغوطات الهائلة لمشغّليه وأسياد مشغّليه، لكي تتلافى التورّط في العدوان على سوريا.
بني حسن
وعلى خلفية إساءة السفارة السورية لصالح القلاب طالب شيوخ ووجهاء عشائر بني حسن الأردنية التي ينتمي إليها في بيان لهم بطرد السفير السوري في عمان واستهجن البيان وقاحة السفير السوري وصلفه بعدم احترام أبناء البلد الذي يستضيفه رغم أنه يمثل نظاماً عليه علامات استفهام، ورأى البيان المذكور أن الأردنيين لا يملكون إلا كرامتهم التي تشكل خطاً أحمر ممنوع الاقتراب منه، ومهما كان الثمن المطلوب للحفاظ على كرامة الأردنيين فجميع عشائر ومواطني الأردن من كافة منابتهم وأصولهم على استعداد لدفعه ولو كان بالتضحية بالدم والروح التي ترخص مقابل كرامة الأردني.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية