خلافا لتمسكهما طوال السنتين الماضيتين بصدور تخويل من مجلس الأمن للتعامل مع الأزمة السورية، بدأت بريطانيا وفرنسا تتحدثان علنا عن إمكانية "تجاوز" مجلس الأمن في أي تحرك مقبل ضد نظام بشار الأسد، الذي أقدم على تنفيذ مجزرة مروعة في غوطة دمشق سقط إثرها اكثر من 13 ألف شخص بين شهيد ومصاب.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إنه من الممكن الرد على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا دون موافقة مجلس الأمن.
وقال هيج لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "هل من الممكن الرد على الأسلحة الكيماوية في غياب إجماع كامل بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟ سأقول نعم وإلا فإن الرد على مثل هذه الجرائم المروعة قد يكون مستحيلا، ولا أعتقد أن هذا موقف مقبول".
فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن ردا غربيا "سيحسم في الأيام المقبلة"، مؤكدا أنه لم "يتم بعد اتخاذ" اي قرار.
وردا على سؤال لإذاعة "أوروبا" بشأن احتمال "رد باستخدام القوة" بعد مجزرة الغوطة، قال فابيوس إن القرار في هذا الشأن "لم يتخذ بعد" موضحا: "يجب أن تكون الردود مناسبة... وسيحسم ذلك خلال الأيام المقبلة".
وأضاف: ما هو واضح أن هذه المجزرة مصدرها نظام بشار الأسد. وبعد ذلك، يجب أن تكون الردود مناسبة ويجب الموازنة والتحرك بحزم وبدم بارد في الوقت نفسه، وهذا ما سيحسم خلال الأيام المقبلة".
وتابع فابيوس: رئيس الجمهورية (فرنسوا هولاند) قال إنه عمل لا يوصف وأنا شخصيا قلت إنه لا بد من رد قوي وانطلاقا من ذلك سنقرر ما الذي يجب فعله، إن الخيارات مفتوحة، والخيار الوحيد الذي لا يخطر لي هو أن لا نفعل شيئا"، مذكرا بأن فرنسا تتباحث مع جهات عدة ذاكرا منها الولايات المتحدة وكندا.
وقال الوزير الفرنسي: "هناك مجزرة كيميائية أكيدة وهناك مسؤولية بشار الاسد، لا بد من رد، هذا ما نحن فيه... من واجبنا الرد".
وأكد فابيوس أن مفتشي الأمم المتحدة الذين سيباشرون اعتبارا من اليوم الاثنين تحقيقاتهم حول استخدام أسلحة كيميائية، يعملون "في ظل ظروف محدودة جدا" و"المشكلة هي أن حضورهم جاء متأخرا لأن الهجوم وقع قبل 5 أيام، وفي الأثناء جرت عمليات قصف وبالتالي قد تكون مجموعة كاملة من الأدلة اختفت".
وأضاف: لا بد أن نفهم جيدا أنهم ليسوا مكلفين بتحديد من الطرف الذي شن ذلك الهجوم، وبالتالي هذا هو الأمر المقلق".
وردا على سؤال حول إمكانية الالتفاف حول مجلس الأمن الدولي حيث تعرقل روسيا والصين أي ادانة لنظام بشار، قال فابيوس: نعم في بعض الظروف لكن يجب توخي حذر شديد بطبيعة الحال لأن الشرعية الدولية قائمة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية