"انتقل إلى رحمته تعالى الشهيد مأمون سعيد نوفل، تقام صلاة الغائب غداً الساعة 12 ظهراً، في مدينة جرمانا"، هكذا نعت المدينة فقيدها الذي قضى تحت التعذيب في أقبية السجون الأمنية، بعد غياب امتد 9 أشهر، من اعتقاله وانقطاع الأخبار عنه.
وحسب مصادر مقربة من آل الشهيد، فقد تلقت عائلته اتصالا هاتفيا، يطلب منهم استلام جثته من الشرطة العسكرية، إلا أن هذا ما لم يحدث، فحين توجه ذووه إلى هناك طلبوا إليهم مراجعة مشفى المجتهد، وبعد أخذٍ وردّ تبين أن ما سيتم استلامه هو أغراض الشهيد فقط وليس جثمانه.
"مأمون نوفل" ابن السويداء والذي اعتقله الشبيحة من مكان إقامته في جرمانا، وتم تسلميه إلى "فرع أمن الدولة"، عمل في المجال الإغاثي، وتوزيع المساعدات الإنسانية لآلاف العائلات المهجرة التي لجأت إلى جرمانا، ووقف إلى جانب الثورة منذ بداية انطلاقها، وعمل على تشجيع الحراك السلمي.
ناشطو الأقلية الدرزية التي لطالما حاول النظام سحبها إلى صفه، لم يسلموا من الاعتقالات العشوائية، والموت تحت التعذيب في الأقبية الأمنية، منهم علاء حرب من قرية عرى وقد تم تسلميه من قبل الشبيحة، وأيضاً لورنس رعد من القريا الذي اعتقل نتيجة تقرير أمني من بعض أبناء بلدته الموالين، وهاهو الدور يأتي اليوم على مأمون نوفل.
الشهيد مأمون هو ابن الشهيد سعيد معذى نوفل، الذي استشهد في حرب تشرين 1973، وكان عمر حينها مأمون لا يتجاوز 3 سنوات، وقد درس مأمون لاحقا في مدرسة الشهداء والتحق بكلية الهندسة الكهربائية، ولكنه لم يستطع تحمل مصاعب الحياة فاضطر لترك الجامعة والعمل، وبعد مرور فترة من الوقت لم يفارق خلالها مأمون الكتب والثقافة درس الإخراج السينمائي من جديد، وتخرج و بدأ العمل على إخراج العديد من الأفلام القصيرة.
وتعيش مدينة جرمانا ومحافظة السويداء عموماً حالة غليان، بعد تلقي خبر استشهاد الناشط مأمون نوفل صاحب الصيت الطيب في وسطه الاجتماعي.
بلقيس أبوراشد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية