القصف المدفعي يلتقط أصوات التظاهرات في مدينتي ووجع أطفال الغوطة أكبر من القصف اليومي واستهدافه للمدنيين، كان الموعد أن نقول تبا لكم على ما اقترفت أيديكم بأطفالنا وأين أنتم من الكيماوي الذي يميتنا فكانت مسرحية بالطريقة الصامتة" يقول رئيس المجلس الثوري في بلدة معربة أقصى جنوب شرق درعا ب/45كم/ مضيفا المهم أن نبقى شوكة في حلق كل من يريد لثورتنا رغم تضحياتها أن تتراجع مؤكدا أن أهمية العمل المسرحي لا تقل عن أهمية التظاهر وهذه البلدة لم تغب يوما عن التظاهر تنديدا ومقاومة".
وللتعبير عن مجزرة الغوطة ومسألة الضمير العربي والعالمي اختار نشطاء وشباب البلدة في جمعة "الإرهابي بشار يقتل المواطنين بـ الكيماوي و العالم يتفرج"أن يقسموا أنفسهم إلى مجموعات تؤدي دورها في المسرحية بدءا من مجموعة أصدقاء الشعب السوري ومجلس الأمن وأوباما والأطفال الضحايا ويظهر الفيديو الذي نشر على "يوتيوب" صورا للأطفال وقد أفقدتهم الغازات السامة القدرة على الحركة فافترشوا الأرض دون حراك فيما تظهر المقاطع اللاحقة حالة الصمت الدولي والعربي.
يقول أبو خالد العباس أحد المشاركين بالمسرحية :"تمنيت أن أبقى مفترشا الأرض لأيام ولا أحد يوقظني حتى يسقط النظام كل يوم نستيقظ على الأمل وما زال يطول لكن عزائمنا لا تلين سنبقى هنا لإسقاطه".
الأداء التمثيلي اتصف بالحيوية في نقلات الممثلين بين الأدوار التي أدّوها، كما اتّسم بالطرافة حيناً، عبر استحضار الحالة كما يتابعونها بوسائل الإعلام فأوباما يلبس القناع الواقي وكان لسان حاله "بدنا نحمي حالنا" باللهجة الشامية والمزاوجة بينها وبين اللغة الفرنسية على الخشبة.
على أن المسرح الثوري عرف مجدا حقيقيا رغم العوائق والصعوبات التي اعترضته كغيره من مجالات الإبداع الفني وقد لمعت في الثورة أسماء ناشطين كثر أنتجوا شيئا من المسرح في هذه البقعة السورية أو تلك وصولا إلى أعمال مسرحية حضرت في العواصم العالمية لتأكيد أحقية الشعب السوري بثورته وفضح ممارسات النظام السوري.
كما يمكن الإشارة إلى شكل بسيط، لكنه بالغ الأهمية، من العمل المسرحي الموّجه للأطفال والذي كان يقدّمه بعض الشباب المتطوعين في مراكز إيواء العائلات التي هجّرتها المعارك من مناطق سكنها.
محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية