أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"ثائرون ضد هارون".. صفحة على "فيسبوك" ترصد الثورة السورية بعيون"قطط مندسة" !

يوميات قطة مندسة صفحة طريفة على "الفيسبوك" تنقل الثورة السورية بعيون قطط مندسة من قلب الأحداث، وبأسلوب فكاهي ساخر ترصد هذه الصفحة معاناة وأحلام ويوميات هذه الكائنات "الإندساسية" وتمزج ما بين قصص حقيقية لقطط كانت في خضم أحداث الثورة، وأخرى تحاكي الواقع بتعليقات طريفة تنتزع الابتسامة من عمق الجراح والآلام.

وتحتَ صورة قط يقف فوق لوحة كيبورد كتُب تعليق يقول "أنا أكتر شخص مشتغل بالثورة.. ما مخلي صفحة ما حاطط عليها لايك، كل يوم بضطر فيئ بكير مشان أركب على كيبوردي.. ويلا عالتنظير، تاريخي حافل بالتضحيات العظيمة، وبعدها عبارة (التوقيع) ثم التعليق بجملة (ولاّ قلكن بلا توقيع) وصورة لقطة أخرى كُتب تحتها: (أنا قطة حمصية وكلمة (مياو) تمثلني، لأنو القطط الشامية بيقولوا (ميو) بس على كل الأحوال كلنا ثائرين ضد "هارون" وبدنا نشيلو بهمتنا القوية .. مياو تحياتي لكل القطط الثائرة في كل أنحاء (مياو) .. وعاشت مياو حرة أبية، وبأسلوب المحاكاة الإنسانية ينشر "أدمن" الصفحة صورة لمجموعة من القطط بألوان مختلفة دلالة على التنوع الطائفي ويكتب تحتها بأسلوب وصفي يقارب عالم هذه الكائنات الذكية التي اختارت طريق الحرية: "نحنا مجموعة قطط .. بسوريا عشنا مع الثورة من البداية وشفنا كل شي بعيوننا .. يمكن البشر بيغرهم الإعلام وبضيعو بس القطط عيونهم قوية بيعرفو مع مين يوقفو"، ويضيف "شفنا المظاهرات وكيف شباب الحارة اللي كانو يطعمونا ويلاعبونا، وشفنا نوع من البشر المتوحشين كيف بيهجمو عالمظاهرة بيفرقوها.. وناس بتستشهد وبتتصاوب، وأحياناً حتى القطط بتتصاوب ! من وقتا حقدنا عليهن كتير .. وكمان على بعض الكلاب (على الصعيد القططي) اللي كانو يهاجمونا ويعضونا من دون سبب أو أي ذنب ! هدول تابعين لزعيمهن (هارون بن قاطط) يلعن روحك يا قاطط، ومن هنا أعلنت القطط الثورة ضد بشار وضد هارون.. ضد الظلم وما رح نسكت، تطور الوضع على الأرض وما عاد في رصاص ومسيل للدموع .. صار في قذائف.. صواريخ ودبابات، صار في كتائب للجيش الحر، بالنسبة للقصف.. ما في قطة بالعالم بتتحمل هيك أصوات.. شي عجيب، وهالقطط تشردت وما عاد تعرف شو تعمل ووين تتخبى.. قطط طلعت عالشجر وحتى على عواميد الكهربا ! قطط نزحت عالحارات التانية .. بس في قطط قوية قررت تبقى بمكانها وتدافع عن أرضها وحارتها.. شفنا المعاملة ..كيف الجيش الحر بيهتم فينا وبدللنا وكيف جيش النظام فوق الظلم اللي عم نتعرضلو عم يعذبنا ويذلنا ! ولذلك أصرت هذه القطط على المضي في طريق الثورة ( ثورتنا مستمرة.. ما رح نركع.. وما رح نسمح لحدا ياخد أرضنا مننا.. هي أرضنا رغم القصف.. والظلم.. والموت.. مستمرين.. بعون الله.. بصمود الثوار على الجبهات قطط مياو ما بتركع، شباب سوريا ما بتركع.

"لسّا في قطط رايقة"!
وتتذمر القطط من الوضع الإنساني المزري وتلكؤ العرب والعالم عن نصرة الشعب السوري (أو القطط) كما جاء في التعليق الطريف التالي: (لك لسّا في عالم, عفواً، قصدي قطط رااايقة كتيير.. وبتحسا خارج التغطية نظامي، ما بيحسو بالقطط اللي عم تموت.. يعني لهلأ في قطط ما بتحس !! الله ينتقم من كل صامت ومتخاذل .. ما بعرف إذا البشر نفس الشي كمان ما بعرف.. لك ميوووو. 
ويقف قطان فوق وعاء فيه حليب فيقول أحدهما للآخر: (قبل ما تشرب أول شفة حليب ..لا تنسى أخواتك المحاصرين) وينشر "أدمن" الصفحة صوراً لبعض القطط في أحياء حمص القديمة يخاطب أحدها الباقين قائلاً: كل يوم منفييء بكير على صوت القصف, ومنفتل بالحارة بين الأنقاض حتى نلاقي شي ناكلو أو نطعمي القطط الصغار ونهرب من القناص اللي ما بيرحم حدا .. ومنشوف البيوت اللي عشنا وربينا فيها، كيف صارت حجرة على حجرة. 

وثمة صورة جماعية لبعض القطط في أحد ملاجئ مدينة (مياو) ..بعد نزوحهم من حارتهم الأصلية (باب القطاط) إثرتعرضها للقصف الشديد بالقذائف والصواريخ منذ ما يقارب السنة.. وتحت التعليق عبارة "يلعن روحك يا حافظ"وتنقل الصفحة صورة قط وضع على أذنيه "هيدفون" ويبدو مشغولاً بنقل الأحداث اليومية للثورة وكُتب تحت الصورة "معاناة أحد الناشطين وهو يحاول أن ينقل الأخبار والمعلومات على الهواء مباشرة بس شكلو ما في حدا لحدا.. وبتعرفو سرعة النت عنا بـ (مياو) كان الله في عونك يا قطوط، ويلعن روحك يا قاطط على هالهاروون اللي خلفتو.

قطط جواسيس للنظام !
لم يسلم شبيحة النظام "القططية" من الهجوم والنقد، تحت صورة قط أسود يرتدي قناعاً ورقياً يبدو شكله مريباً كُتب: (النبيح بات قطة الذي يُعرف بـ"بات" كلب يعمل جاسوساً لدى نظام هارون وغالباً ما يخفي هويته بهذا القناع (قال يعني مشان ما نعرفو، بيتحرك بسرعة من مدينة إلى أخرى وهو من تسبّب باعتقال لولي وبسبوس وأبو القطاط وغيرهم.. يرجى الحذر، وهناك تنبيه لباقي القطط: (يلي بشوفو يخبر الجيش الحر)، والقطط تشارك في الثورة مثلها مثل الثوار الحقيقيين -حسب صفحة (يوميات القطة المندسة) فعند إحدى النوافذ يتمركز قناص لجيش (مياو) الحر في مكان يشرف على شارع (المنقطكجية) الشهير, حيث يعد هذا الشارع الأكثر عبوراً من قبل النبّيحة.. وصورة لقط بجانبه سلاح وقد كتب تحتها (استراحة أحد عناصر جيش (مياو) الحر بعد أن تمكنت الكتيبة من صد عملية اقتحام من قبل عصابات هارون مدعومة بعناصر القطط الشيرازية على أطراف ريف مياو, ولله الحمد) وصورة لقط يمتطي عربة ( بردي إم) بلاستيكية مع تعليق يقول: أحد القطط المشاركة في الاشتباكات ومن هنا يتبيّن سبب صمود شباب داريا مع عبارة: "ما تجيبو سيرة لحدا" وتحت جدار استلقى قطان يخاطب أحدهما الآخر: "إيه هارون متل مانك شايف وهيْ بالأحمر العريض: سوف نبقى هنا"، وتعرض الصفحة لجانب من معاناة القطط النازحة التي هاجرت إلى بلاد اللجوء المجاورة، فتحت صورة لبعض القطط مكدسة في أماكن ضيقة كتبت عبارة "ما في بيوت، والآجارات غالية والنومة جنب الحاوية برد وما في مكان بعين الله لازم نتحمل بعض، وهي أنا وأخواتي لقينا هالكرتونة وإن شا الله تساعنا مع بعض".

ولا تخلو صفحة (يوميات قطة مندسة) من قصص واقعية لقطط اشتهرت في ساحات القتال وبين الثوار أو أخرى أصيبت أو قتلت ومنها صورة قطة مصابة تم نقلها إلى المشفى الميداني في أحد ضواحي حلب، وصورة لقطتين جميلتين (استشهدتا) - حسب تعبير الأدمن- من جرّاء قصف قوات النظام على حمص، وصورة القطة التي وجدت في بستان القصر مصابة برصاصة قناص في ساعدها الأيمن وتم نقلها إلى المشفى الميداني وقام أحد الثوار ممن لديهم خبرة في الطب البيطري بإجراء عملية جراحية بترت فيها يدها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(244)    هل أعجبتك المقالة (291)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي