أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لاهاي قبل جنيف... د. كمال اللبواني


دعا بيان مجلس قيادة الثورة في دمشق فريق التفتيش الدولي الموجود على الاراضي السورية الى " المغادرة فورا" اذا لم يحقق بالهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام على مناطق  الغوطة الشرقية صباحا. وانذر باعتبار الفريق "شريكا بالجريمة"  ان عجز عن تقديم المجرمين للعدالة. يذكر ان الهجوم المذكور خلف نحو 1300 قتيل حسب النشطاء.

تعتبر هذه الجريمة هي الاكبر التي نفذت بدم بارد على اهالي دمشق، منذ اندلاع الثورة عام 2011. فالصور الواردة من هناك تظهر عددا هائلا من النساء والاطفال يختنقون بفعل الغازات السامة التي اطلقت عليهم.

ومع مطالبة نبيل العربي " بتقديم مرتكبي مجزرة «الكيماوي» بريف دمشق للجنائية الدولية" ،واعلان بريطانيا  إنها " سترفع تقارير عن شن قوات النظام هجوما بأسلحة كيماوية إلى مجلس الأمن " ، ودعوة رئيس الائتلاف فريق الأمم المتحدة المتواجد في دمشق التفتيش عن الأسلحة الكيماوية، " بالتوجه إلى مكان المجزرة"، يصبح من غير المعقول ان نتحدث عن جنيف 2 ولا حتى امكانية عقده بتاتا.
فكيف يجلس الشعب السوري مع قاتله او شركاء القاتل ليناقشوا " تسوية سلمية" ولم تتوقف الة القتل عن حصد ارواح المدنيين ؟؟ يرسلون فريق المفتشين عن الكيماوي الى خان العسل بينما تقصف دمشق بنفس السلاح !! وفي نفس اليوم !! فلو اتخذت العدالة الدولية دورها الكامل لوقف الاجرام، ولما استباح النظام مناطق سكنية مأهولة بالسكان الذين لم يستطيعوا الهرب.

واذا التفتنا الى رأي الشارع السوري، فقد رفض اكثر من 72% مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 قبل الحصول على ضمانات تؤكد رحيل الاسد وأعوانه عن سوريا، مما يعكس عدم ثقة الرأي العام " بجدية المجتمع الدولي في ايجاد حل سلمي للصراع" ، كما جاء في استطلاع للرأي اجرته مؤسسة " صدى لابحاث الرأي العام" مؤخرا. ، اما الذين يرفضون حلا سياسيا يحمي الاسد من المحاكمة فبلغت نسبتهم 73 % حسب نفس الاستطلاع.

تثير ردود الفعل السلبية هذه تسأولا كبيرا حول جدوى انعقاد المؤتمر ، في ظل غياب "فرصة حقيقية"  لحل الازمة السورية التي دخلت  عامها الثالث دون ان تلوح في الافق بادرة ايقاف النزيف الدموي اليومي. ولايتعب المجتمع الدولي من تسويق "حل سياسي" يتخذ طابع "الاملاء" متجاهلا مفتاح الحلول وهو خروج الاسد وأعوانه من السلطة فورا من اجل ان تبدأ عملية انتقال سليمة.

ولماذا تحتضن مدينة لاهاي الأسبوع المقبل، الاجتماع الروسي- الأميركي لمناقشة تحضيرات المؤتمر الدولي حول سورية والمسمى «جنيف 2» ؟؟  هي عاصمة العدالة العالمية والقضاء الدولي، ومقرُ المحاكم الدولية المؤقتة أو الدائمة مثل محكمة مجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة، ومحكمة جرائم الحرب في سيراليون، والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة لوكربي. اذن الاحرى بلاهاي ان تحتضن محاكمة الاسد واعوانه بدلا من مكافئته على الجرائم التي ارتكبها حينما تسوق لجلوسهم على طاولة واحدة للمفاوضات، وهم يتحدون العدالة الدولية كل يوم.

ونريد أن نسأل الغرب وبشكل خاص الرئيس أوباما عن معنى الخطوط الحمراء عنده ، وعن تصرف دول العالم العظمى تجاه جرائم بهذا الحجم ؟  

نهاية من دون قرار واضح من مجلس الأمن ... نحن لا نستطيع الذهاب لحل سياسي  مع مجرم حرب وبرعاية جهات دولية أثبتت فشلها في تحمل مسؤولياتها تجاه أبسط القضايا وأشنعها . لذلك فالطريق نحو جنيف يمر عبر لاهاي .. أو باي باي جنيف ،وباي باي حل سياسي واستقرار وسلام في المنطقة . وهي معركة حتى النصر . 
 



زمان الوصل
(117)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي