أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تفاصيل "رحلة رعب" لمتهم بمحاولة اغتيال الأسد والمعلم في فرع "الخطيب"

لن ينسى الناشط ياسر عبد الصمد الكرمي، تاريخ 31/12/2012، وكيف ينساه وهو اليوم الذي أدخله التاريخ من أردأ أبواب ونوافذ الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد وبتهمة "أسطورية" تجسدت بمحاولة اغتيال رئيس الجمهورية ووزير الخارجية السوري وليد المعلم رفقة صديقه المعتقل الآخر أنس عبد الحكيم الحسيني.

من هذا المدخل البائس بدأت رحلة ابن الرابعة والثلاثين عاما متنقلا بين الأقبية الأمنية لتذرع جسده كافة أدوات التعذيب بأيدي عتاة الشبيحة.

ويكشف ابن مدينة عين العرب بريف حلب في شهادته لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا أن فرع الخطيب الذي كان أحد أهم محطاته المرعبة كان يشهد حالة وفاة يومية على الأقل تحت التعذيب.
حيث كان الأسلوب نفسه متبعا مع جميع المعتقلين، فعند دخول أي معتقل جديد كانت عملية التحقيق تبدأ بالضرب المبرح والشديد من قبل عدة عناصر في الفرع على جميع مناطق الجسم، وكان أغلب المعتقلين لا يتحمل ذلك فيغمى عليه ويدخل في حالة تشبه الهذيان.

ويروي ياسر قصصا أقل ما يمكن وصفها بالمرعبة عن حالة المعتقلين قبل وأثناء وبعد التعذيب، حيث كان نحو 150 معتقلا محشورين في قاعة عرضها 3م وطولها 5م لا تستر أجسادهم المنهكة سوى بقايا الثياب الداخلية، ناهيك عما يسبب ذلك من أمراض تفاقمها قلة الغذاء رغم نوعيته السيئة، إضافة إلى غياب النظافة.

وكان هنالك بحسب الكرمي- مهجع خاص للنساء في فرع الخطيب وكان يحمل الرقم (58) حيث تراوح عدد المعتقلات ما بين 22 -62 معتقلة، في أغلب الأيام كان صراخهن يملأ المكان نتيجة التعذيب الذي كن يتعرضن له خاصة في عمليات التحقيق التي تتبع اعتقالهن مباشرة.

كان ذلك ملخص 4 أشهر قضاه ياسر في فرع الخطيب لينتقل إلى محطات لا تقل رعبا في باقي الأفرع حتى انتهت الرحلة في 25/5/2013 بعد تحويله إلى إدارة الأمن 
السياسي- شعبة المزة، حيث تم التحقيق معه مجددا بشكل سريع، قبل أن يطلق سراحه نتيجة عفو رئاسي بعد تدخل منظمة دولية للإفراج عن عدد من المعتقلين.

كانت تلك الأسطر وصفا مختصرا لرحلة الرعب التي خاضها ياسر والتفاصيل الأكثر رعبا تعجز اللغة البشرية عن استيعاب وصفها، لكن لمن يريد الاستزادة قد يجدها في تقرير "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا" الصادر خلال آب/أغسطس الجاري ترفقه "زمان الوصل" مع المادة.


التقرير باللغة الانجليزية


زمان الوصل
(117)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي