يبدو أن "القرف" من أكاذيب النظام وصل إلى أقرب المقربين منه، وهذا ما أظهره بوضوح انتقادات وجهها محافظ حمص السابق، الذي كان رجل النظام المؤتمن ويده الطولى في قمع أهالي المحافظة الأشد اشتعالا.
ولأن انتقادات المحافظ أحمد منير محمد لم تكن في جلسة خاصة أو مغلقة، بل قيلت علانية وعلى الهواء مباشرة، وفي عقر إعلام النظام (الفضائية السورية)، فقد اكتسب هذا النقد المرير على النظام زخما أكبر، وجعل مذيع "الفضائية" يتلون، ولايتردد هو ومن في "الكونترول" في قطع كلام المحافظ مباشرة.
ومما استطاع المشاهدون سماعه من كلام المحافظ قبل قطع اللقاء معه، وتابعته "زمان الوصل"، قوله: الآن المواطن لا يبحث عن أحزاب، بل يبحث أن يعيش عيشة كريمة..يبحث عن فرص عمل، وتكافؤ في فرص العمل.. يبحث عن إعادة توزيع الدخل القومي، هذا المهم.
وتابع منتقدا: أحزاب.. عندك في العراق 100 حزب و5 آلاف جريدة، ماذا فعلت في العراق؟!، الدرس العراقي ليس بعيدا عنا، ليبيا ليست بعيدة عنا.. يكفي قفزا فوق المشاكل، فإن قفزنا اليوم فوق مشكلة، سنقع فيها مرة ثانية، وسنزيد الحفر، بدلا من أن نخرج من الحفرة.
وتشكل مقارنة سوريا بالعراق وبليبيا، نسفا كاملا لنظرية النظام الذي ما برح يكررها من أن سوريا حالة متفردة، وليست مصر ولا تونس ولا ليبيا.
ومع إن وجه المذيع كان يزداد امتقاعا، فإن المحافظ زاد في جرعة انتقاده، متابعا: علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها، وأن نستجيب لمتطلبات المواطنين، ونعرف وجعهم.. حاسب عدة فاسدين يرتاح المواطن.
واعتبر المحافظ أن على النظام التعاطي مع المال العام كـ"مال مقدس"، مكررا يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، وقبل أن يسميها قاطعه المذيع ليشكره، غير إن المحافظ تكلم بضع كلمات غير مفهومة من ضمنها مفردة "الديمقراطية"، قبل أن يعود المذيع لمقاطعته وشكره تحت مسمى "الباحث في القضايا الاستراتيجية!" أحمد منير محمد، ومع ذلك لم يتوقف المحافظ عن الكلام حتى تم قطع صوته وإزالة صورته نهائيا عن شاشة تلفزيون النظام.
ولد أحمد منير محمد في جرابلس بحلب، وانتسبت إلى الكلية الجوية في 1975، حتى وصل إلى رتبة عقيد، قائد كتيبة صواريخ، ثم أحيل إلى التقاعد في سنة 2000، وكان عضوا في مجلس الشعب لأكثر من دورة، عينه بشار الأسد محافظا لحمص في تموز 2012 قبل أن يعزله في تموز 2013، مستعيضا عنه بـ"طلال البرازي".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية