من خلال متابعة وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءه . وتغطيتها لمراحل الربيع العربي يتبين تبعيتها لأرادة أكبر منها وبذلك ترسم وسائل الأعلام سياساتها الأعلاميه تبعا لأملاءات أكبر منها . وعادة ماتكون هذه السياسات عرضة للتغيير والتبديل حسب التوجهات السياسيه الجديده وتطور الأوضاع . الى هنا والأمر عادي فلا يوجد في العالم اعلام محايد .
المشكلة في الأعلاميين وقدرتهم على التلون والتبدل بما يخدم أي سياسة تتبناها مؤسساتهم الأعلاميه . وفي هذه الحالة لايمكن أن يكونوا أعلاميين مستقلين يتمتعون بمواقف مستقلة ومهنيه تظهر مايسمونه ( شرف المهنة ) بل هم أقرب مايكونوا الى الممثلين اللذين يُطلب منهم أداء أدوار مختلفة تتناسب ودورهم في الفيلم أو المسرحيه أو غيره . هنا يكمن السؤال الكبير وهو . هل يملك الأعلامي مبدأ ؟ . لاأستطيع الجواب على هذا السؤال من خلال ماشاهدته وشاهده الجميع من تلون وتبدل للمذيعين والكتاب . وخصوصا في مرحلة انتهاء المرحلة وبداية مرحلة جديدة عنوانها الحريه . في هذه المرحلة يظهر الأعلاميون في كل وسائل الأعلام بشكل عائم تماما . حيث أنه لايستطيع العمل ايدا بدون توجيهات . ولم تتبلور طبيعة التوجيهات الأعلاميه . وبالأساس لايحمل هذا الأعلامي مبدأ يرتكز عليه في المرحلة الأنتقاليه . تراه أشبه مايكون بخطيب الجمعة اللذي فقد ورقة الخطبة بعد صعوده المنبر . يسترجع ذاكرته ويعتصرها فلا يتذكر إلا القليل الذي لايسمن ولا يغني من جوع . ليس هذا فحسب بل تراه أحيانا كالجمل المفلوت من عقاله لاضابط لمقاله . ولا تجد له شخصية تميزه .
والأكثر من ذلك عندما تراه يمارس النقيضين في حالة الأنشقاق . تراه يسترسل في وصف الأعلام والطرق اللتي تُمارس عليه لنقل الكذب والضلال وقد أفاق ضميره فجأة . وعمره الأعلامي عشر أو خمسة عشر أو عشرين عام وضميره في أجازة مأجورة . مالدافع ليقظة ضميره لاأحد يعلم . لاأحد يطلب من الأعلامي أن يكون نبيا معصوما بل أن يقف عندما يرى بأم عينه الكذب والضلال والتضليل . وينسحب بهدوء ليس حفاظا على أخلاقه المهنيه . بل حفاظا على أخلاقه العامة . ولا داعي للأنشقاق وفضح المستور . فذلك لايخدمه بشيء بل يسلط الضوء على ماكان عليه ضلال وتضليل لنصف عمره أو ثلثيه أو حتى آخره . فلا يبرر ذلك شيء. إلا أت يغتسل سبع مرات أحداهما بالتراب لعله يطهر مما كان فيه .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية