أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تتحرى حقيقة بيان "علماء دوما" المحرف ودسائس النظام فيه

صورة البيان المحرف والأصلي كما نشرها ناشطون

 عمد إعلام النظام والمواقع المساندة له إلى تزوير بيان باسم نخبة من علماء دوما، دعوا فيه إلى تحريم القتل واستخدام العنف ضد المدنيين، وحرفه إلى بيان للدعوة إلى "مصادرة أملاك النصارى والدروز العلويين".
ويبدو أن خزائن "الفبركة" قد نفدت لدى النظام وأنه أفلس تماما، حتى عمد إلى بيان يعود تاريخه لأكثر من سنتين، ليستعين به على بث الفتنة والنفخ في نارها. 

ولم يطل الأمر بالنشطاء لاكتشاف لعبة النظام، حيث نشروا نص اليبان الصلي وبينوا أن النظام قام بقص التواقيع المذيل بها البيان الأصلي ولصقها على بيانه المحرف.
وجاء في البيان الأصلي، ما يلي:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بيان علماء دوما بتاريخ 8/8/2011.
انطلاقا من الأمانة التي جعلها الله في أعناقنا، والشعورد بالمسؤولية تجاه الدين والوطن، فإننا نؤكد على ما يلي:
تحريم القتل لأي شخص كان، وتحميل المسؤولية لمن قتل أو أمر بالقتل، أو أعان عليه.
نشجب ونستنكر استخدام العنف ضد المدنيين.
ندين الاعتقالات العشوائية، والاعتقالات على خلفية التظاهرات، أو التعبير عن الرأي.
ندين انتهاك حرمة المساجد والبيوت، وترويع أهلها.
موقع باسم 34 عالم دين من دوما.

أما البيان المحرف الذي بثه النظام ونشره عبر مواقعه، فقد جاء كالآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:
[ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ]
أهلنا في دوما وريف دمشق، عملاً بتعاليم القرآن الكريم وسنة نبينا بأن نكون رحماء بيننا أشداء على الكفار، فإننا نعلن لكم القرارات التالية:
-مصادرة جميع ما تبقى من أملاك النصارى، ووضع اليد على مابقي من أملاك العلويين والدروز وغيرهم ممن لا يتبعون سنة نبينا الأكرم، واستخدام جزء منها في شراء السلاح والجزء الآخر يتم توزيعه على الفقراء والأيتام وعوائل الشهداء والآرامل.
-مقاطعة الدمشقيين من أبناء جلدتنا لأنهم خذلونا وتخلفوا عن نصرتنا فأخذهم الجبن والخوف على حين غرة، فكانوا كما قال فيهم الله: [بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً] (النساء 139،138).
-نحض جميع أهلنا على التمسك بعاداتنا الإسلامية كالاعتناء ببيوت الله والمواظبة على دخولها، ففي ذلك حفظ للنفس والمجتمع.
ختاما نسأل الله أن يوفقنا لما فيه حكمه وأمره، والابتعاد عما فيه نهيه وزجره، وإننا إذ قمنا بإعلاننا هذا إحقاقا للحق، وتبيانا للناس أين يتم إنفاق ما نغنمه.

وبعيدا عن التزوير المكشوف لهذا البيان الذي يدركه أقل هاو في برنامج "فوتوشوب" وأمثاله، فقد تفحصت "زمان الوصل" البيان وما فيه من الدسائس التي حرص النظام على بثها في ثناياه

وأول وأخطر هذه الدسائس، تشويه صورة الإسلام وآيات القرآن وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بصورة مسفة، لا تجاريها إلا أساليب الجهلة الموتورين من المستشرقين في القرون الغابرة.

فقد حرص النظام على افتتاح بيانه المحرف بالآية الأولى من سورة الأنفال، وكأن هذه الآية مبيحة لوضع اليد على أملاك غير المسلمين، وهذا خطأ لايقع فيه إلا جاهل حاقد، فأسباب نزول الآية معروفة، وهي مدونة في كتب التفاسير المعتبرة.

أما الدسيسة الثانية فهي أن ينسب النظام بيان العلماء إلى القرآن والسنة، مدعيا على لسان هؤلاء العلماء أن ما في بيانهم من قرارات إنما هو عمل بالقرآن والسنة، في افتراء مركب مزدوج، لم يكتف بنسب الكلام إلى أناس لم يقولوه إطلاقا، بل نسب كلامهم المنحول إلى القرآن والسنة!

الدسيسة الثالثة تمثلها الإشارة الخبيثة إلى "الدمشقيين" بوصفهم منافقين، وهذا تعميم لا يقع يفه إلا الرعاع، فكيف بعلماء دين أجلاء أن يعمموا صفة النفاق على أهل دمشق، وفيهم كثير ممن هم ضد النظام، يحاربونه ميدانيا وإعلاميا وسياسيا.

ولعل من المضحكات في البيان المحرف أن الذي قص ولص آيتي النفاق من سورة النساء، نسي أن يضغط "كونترول شفت" فصارت العبارة (النساء 139، 138)، ولا ندري أي جاهل بالحساب فضلا عن القرآن ذلك الذي يقدم الآية 139 عن الآية 138!

أما الطامة التي استغرقت البيان المحرف فهي الركاكة الشديدة في عباراته، خلافا لما عرف من بلاغة ووضوح بيان علماء الدين عامة، وفي السطر الأخير من البيان يبدو الهزال اللغوي على أشده، في عبارة "وإننا إذ قمنا بإعلاننا هذا إحقاقا للحق، وتبيانا للناس أين يتم إنفاق ما نغنمه".

ولا يخفى أن تراكيب من قبيل "إذا قمنا بإعلاننا هذا" "تبيانا للناس أين يتم إنفاق ما نغنمه"، هي تراكيب لا تمر إلا أصحاب التعليم الضحل من كتبة المخابرات وأشباههم، أما جعبة علماء الشريعة الحقيقيين فمليئة بتراكيب قوية ومحكمة ولا يعرف عنها التهافت، لتأثر هؤلاء غالبا بالخطاب القرآني والبيان النبوي، وهما أعلى مراتب اللغة على التوالي، باتفاق الجميع.

زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي