أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عبر وثيقة رسمية.. "زمان الوصل" تتابع حكاية الرغيف المتفجر، ودلالات الانهيار

قال ناشطون إن لواء الإسلام العامل في ريف دمشق عثر على وثيقة رسمية، تظهر تحريض النظام لجنوده ضد من يحملون لقمة العيش، مخوفا هؤلاء الجنود من "الرغيف المتفجر".

وقال الناشطون إن لواء الإسلام عثر على الوثيقة في إحدى مقرات النظام التي اقتحمها في عدرا خلال شهر رمضان.

الوثيقة المؤرخة في 13/6/2013، والمدرجة تحت عنوان "سري للغاية-فوري"، تقول: "تسعى المجموعات الإرهابية إلى اتباع العديد من الأساليب لتمرير المواد المتفجرة، وإدخالها إلى المقرات أو المنشآت العسكرية والأمنية أو الحكومية الحيوية بقصد استهدافها بأعمال تخريبية أو لتنفيذ اغتيال لشخصيات هامة فيها، عن طريق خلايا نائمة من العاملين المخترقين ضعاف النفوس، ومرضى الضمائر الذين قد يكونون موجودين في تلك المقرات والمؤسسات والمنشآت، أو من خلال متعهدي الأعمال والخدمات (بناء- صيانة- نظافة...) والتجار الموردين للمواد الغذائية وغيرها".

وتتابع الوثيقة الموقعة من وزير دفاع النظام: "ولقد لجأت هذه المجموعات الإرهابية مؤخرا إلى إدخال مواد متفجرة تم تصنيعها على شكل رغيف الخبز، ووضعها داخل ربطات الخبز التي تم إدخالها إلى أحد السجون في أحد المراكز الأمنية".

وبناء عليه تطلب الوثيقة من "كافة القادة وضباط الأمن وكافة المسؤولين عن أمن المنشآت الحكومية الانتباه الجاد لهذه الظاهرة، واتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة لمنع إدخال هذه المواد المتفجرة، إلى داخل تلك المقرات والمنشآت والثكنات، وتفتيش كافة المواد قبل دخولها واستعمالها، وتنفيذ التوعية اللازمة لكافة العناصر".

التوقيع:
العماد فهد جاسم الفريج- نائب القائد العام- وزير الدفاع
اللواء غياس بدر عباس/ المدير العام للإدارة العامة لوزارة الدفاع.

وإذا صحت هذه الوثيقة، وهي من خلال تحري "زمان الوصل" تبدو صحيحة ولا غبار عليها، فإنها تكشف عن عدة أمور منها:

أولا- مدى الانهيار المعنوي والنفسي الذي لحق بقوات بشار، من القيادة وانتهاء بالعناصر، والذي جعل جنون الارتياب لديهم يصل إلى الشك في أرغفة الخبز.
ثانيا- رفع وتيرة الشك والعدوانية المزروعتين أصلا بين العاملين في الدولة أنفسهم، وبين هؤلاء والمدنيين من عمال وغيرهم، وتحريض بعضهم على بعض، وجعل كل واحد منهم متخوفا من الآخر، بحجة أنه قد يكون "مخترقا"، كما ورد في الوثيقة.
ثالثا- إذا صح ادعاء النظام في هذه الوثيقة بتصنيع الثوار لأرغفة ملغومة وإدخالها إلى أحد المقار الأمنية، فإن هذا تطورا أكثر من نوعي يسجل للثوار على عدة أصعدة منها: قدرتهم على التصنيع والتفخيخ المتقن، وقدرتهم على الاختراق، ونجاحهم في إضافة كابوس جديد لكوابيس النظام وجعله يرتاب ويتهيّب حتى من لقمة الخبز.
رابعا- إصرار النظام على سياسة الانتقام الجماعي لاسيما من أهالي المناطق المحررة والمحاصرة، حيث اعتمد على حادثة واحدة (تبقى محل تساؤل) ليعممها بشكل جنوني، متقصدا إثارة المجندين قليلي الوعي، ممن يتولى معظمهم عمليات الوقوف الطويل على الحواجز، وتفتيش المارين عليها. ويمثل هذا التحريض انحدارا خطيرا، من شأنه جعل العسكري ينظر إلى رغيف الخبز باعتباره قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في وجهه، والأخطر أن خيال العسكري سيحول كل حامل للخبز إلى "إرهابي".
خامسا- تدحض هذه الوثيقة دحضا تاما كل ما أشاعه النظام وإعلامه، عن تلاحم الجيش والشعب، وعن محبة الشعب لقوات الأسد التي تتولى التحرير والتطهير، حيث إن كل من ذكرتهم الوثيقة وشككت بهم هم من الشعب، بدءا من العاملين في المؤسسات الحكومية، وانتهاء بتجار المواد، مرورا بالمتعهدين والعاملين في حقل الخدمات، وهؤلاء يشكلون لوحدهم نسبة لايستهان بها من أفراد الشعب، الذي يتغنى النظام بحبهم لجيشه ظاهرا، فيما ينعتهم "بشكل سري" بأوصاف "المخترقين"، "ضعاف النفوس"، "مرضى الضمائر"!


زمان الوصل - خاص
(112)    هل أعجبتك المقالة (132)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي