قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الحكومة اللبنانية بدأت منذ 6 أغسطس/آب في منع دخول الفلسطينيين القادمين من سوريا. واصفة هذا المنع بأنه يعد انتهاكا.
وقال شخصان فلسطينيان لـ "هيومن رايتس" إنهما كانا ضمن مجموعة تتكون من قرابة 200 طالب لجوء فلسطيني مُنعوا من اجتياز الحدود، بعد أن قام الأمن العام اللبناني بتغيير سياساته بشكل مباغت في 6 أغسطس/آب تجاه الفلسطينيين الذين يسكنون في سوريا.
جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس"، تساءل: كيف للبنان أن يدير ظهره لأشخاص يائسين فقدوا منازلهم وأقاربهم وأرزاقهم، وفرّوا بحياتهم من منطقة حرب؟، مضيفا: يجب على لبنان أن لا يدفعهم للعودة إلى مكان ربما تكون فيه سلامتهم وحياتهم معرضة إلى الخطر.
وقبل اندلاع الثورة السورية كانت سوريا تؤوي قرابة 500 ألف لاجئ فلسطيني، بعضهم وُلد وكبُر هناك.
ومن بين الفلسطينيين العالقين على الحدود اللبنانية عائلات بأكملها، وأطفال، وشيوخ، وأشخاص مرضى، أمضى بعضهم ليلته في المنطقة الفاصلة بين المركزين الحدوديين للبلدين خوفًا على سلامتهم إذا عادوا إلى سوريا، دون مأوى ودون دورات مياه.
وكان لبعضهم أقارب في انتظاره في لبنان، بينما يقول آخرون إن منازلهم في سوريا تعرضت إلى التدمير أثناء الحرب، أو أنهم لا يمتلكون المال اللازم للعودة إلى منازلهم، حتى وان كان ذلك آمنًا.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة اللبنانية أن تُلغي على الفور قرارها بمنع دخول الفلسطينيين القادمين من لبنان.
وقال أحد الفلسطينيين العالقين على الحدود إن حرس الحدود اللبناني قالوا له ولطالبي لجوء فلسطينيين آخرين كانوا بانتظار الدخول، في 6 أغسطس/آب حوالي الساعة 6 و45 دقيقة مساءً، إنهم تلقوا أمرًا من مكتب الأمن العام اللبناني بعدم السماح لأي فلسطيني بدخول البلاد.
وبعد هذا الإعلان، لم يُسمح بالدخول إلا للفلسطينيين الذين لهم زوجات أو أمهات لبنانيات، أو الذين يحملون تذاكر سفر بالطائرة تثبت أنهم سيعودون.
وتسود في لبنان حالة من الحساسية المفرطة تجاه الفلسطينيين، جعلت الدولة تفرض على هؤلاء حصارا غير معلن عليهم ضمن مخيمات يزداد بؤسها يوما بعد يوم، عطفا على منع أهاليها من التوسع في العمران، وحظر كثير من الأعمال على الفلسطينيين.
وكانت حساسية بعض الفرقاء في لبنان تجاه الوجود الفلسطيني أحد الأسباب الرئيسة في اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت قرابة 15 عاما.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية