بث ناشطون من لواء البراء بريف دمشق مقطعا لمعتقل لاذ بالفرار من سجن للمخابرات الجوية، روى فيه بعضا من معاناة المعتقلين الفظيعة لدى أشرس فروع أمن النظام على الإطلاق، والذي أسس على يد حافظ الأسد، وأوكل تباعا إلى عتاة المجرمين ليتولوا قيادته.
وعرف المعتقل الشاب عن نفسه باسم موفق عبدالله الجندي، مبينا أنه كان معتقلا لدى المخابرات الجوية بحرستا، وأن تاريخ اعتقاله هو 26/3/2102.
ووصف "الجندي" يوميات الاعتقال بأنها "مأساوية بكل معنى الكلمة، وأن كلمة "تعذيب"، قليلة ولا تفي بما كان يعانيه ورفاقه من المعتقلين، معددا طرق التنكيل، ومنها أن تعرض لـ"الشبح" مرات عديدة، أقصرها كان لمدة 3 أيام متواصلة!
وعن طريقة فراره من المعتقل الحصين، قال الجندي: كنا 5 أشخاص، 3 مقيدين بـ"جنزير" واحد، وأنا وشخص آخر مقيدين بـ"جنزير" ثان، حيث كنا جميعا نعمل بأعمال السخرة في حفر الأنفاق ورفع المتاريس قرب الأسوار، لصد هجمات الجيش الحر عن الفرع وعن العناصر الذين يخدمون فيه!
وأكد الجندي أنهم كانوا يقومون بأعمال الحفر ورفع الصخور قرابة 14 ساعة يوميا، وأن "أجرهم" كان وجبة طعام واحدة، قوامها البرغل.
وتابع المعتقل الناجي من المعتقل الرهيب: في 24 رمضان عقدنا العزم على الفرار، وخططنا لذلك، وحاولنا التعرف على موقعنا بالضبط وتحديد الطريق الواجب علينا أن نسلكها؛ حتى لانقع في أيدي قوات النظام مجددا.
وواصل: في يوم 26 رمضان عزمنا على الهرب، وكان عندنا أدوات مثل "معول، قارص.." رأينا أنها ستساعدنا التخلص من القيود الحديدية المرهقة، وهي أدوات كانت معنا بحكم عملنا في الحفر.
وتابع "الجندي": باءت محاولتنا بالفشل، دون أن يحس بها أحد، وأجلنا التوقيت من ليلة 26 رمضان إلى ليلة 27، قائلين: هذه إن شاء الله ليلة القدر، وسننجح في الهرب... انتظرنا لحظة انشغال من جنود الحرس وكانت عند الساعة 11 ليلا، وهي عند تبديل نوبات الحرس.
وقال الجندي: من خلال الاشتباكات اليومية، استطعنا تحديد موقع الثوار، وموقع جيش النظام، وقررنا سلوك الطريق التي توصل إلى الثوار، واستطعنا بفضل الله أن يفك كل أسير لزميله قيوده والأقفال التي كانت عليها.
وقبل الانطلاق تلفظنا بالشهادة (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله)، ثم تلونا سورة الفاتحة، وآية من سورة يس، هي: [وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لايبصرون].
وواصل: كبرنا ثم بدأنا الركض، فانهال الرصاص علينا كالمطر، ولكننا كنا قد تجاوزنا الأمتار الحرجة وبتنا في منطقة أقل خطرا، وهنا بدأ الجيش الحر بإطلاق النار على جنود الفرع، معتقدين أنهم يتعرضون للهجوم، فأصبحنا وسط نارين!
وأضاف "الجندي" وهو يكشف عن رجله: أصبت بـ3 رصاصات في رجلي، لكن الإصرار والعزيمة جعلتني أتابع مسيري وسط الصعاب، حتى إننا مررنا بنهر للصرف الصحي، فغصنا فيه واستطعنا الخروج من الجانب الآخر.
وأكد المعتقل أن روائح الصرف الصحي على بشاعتها كانت أفضل من روائح عناصر الجوية، كاشفا أنهم كانوا يجبرون المعتقلين على السجود لبشار وأن يقولوا إن بشار ربهم، وإن الرسل هم الضباط وأن الملائكة هم الرقباء والعساكر، في استهتار شنيع بكل القيم الإسلامية التي تجري في دماء السوريين.
وتابع: كنا في ذل لا يستطيع عقل بشري تصوره، من جوع ومرض وعذاب وقتل وحرق، مظهرا أمام الكاميرا حروقا وندوبا في أجزاء من جسده.
وختم "الجندي" حديثه بوصف اللحظات التي سلم فيها نفسه للثوار على الطرف الآخر، وكيف استقبلوه واعتنوا به.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية