بالحمصي الفظيع: السلطة تبرر البوط..!

تعلن "سوريالية" سلفادور دالي هزيمتها أمام الصورة الوردية للبوط العسكري في عقل "عسكرتاريا" عبيد الديكتاتور، ويرتفع رصيد نظرية "ميكيافيلي" التي تقول بالسعي إلى السلطة والغاية تبرر البوط العسكري.
ومن سورياليات الواقع السوري أيضا أن يطل علينا أناس يعتمرون البوط، في إشارة إلى تحول من انحطاط تقديس الشخص من أعلى شعرة في رأسه إلى أخمص قدمه نزولا إلى ما تحت القدمين.
يبدو أن روح نزار قباني اشتهت الرحمة فقد قال ذات يوم تعليقا على منع السلطات انتشار عدد من صحيفة "الحياة" اللندنية في سوريا "مخ مثل الصرماية لا يكبر ولا يصغر، إنه يهترئ فقط".
تبدأ قصة السوري مع البوط العسكري من بداية التحاقه بالخدمة، وتوزيع الألبسة ومنها البوط، وقد تحظى قدماه بنمرة 45 مع أنها لا تتجاوز 41 وليس أمامه حينها إلا أن يتبع سياسة "دبر راسك" مع البوط!
وعندما يطبق الشعار المذكور ويضع قدمه في قلب البوط الكبير تتوارد الخواطر حول الشعارات الفضفاضة التي وضعتها "القيادة الحكيمة" في رؤوس السوريين، كما توضع القدم في البوط الفضفاض، ومنها على سبيل المثال "أمة عربية واحدة" فلا وجد السوريون، وقد رفع نظام البوط العسكري مستوى دمائهم المهدورة إلى مستوى الركب، أمة ولا عربية ولا واحدة..!
ومن الشعارات التي رضعوها من أضرع أو أفرع"قائد الدولة والمجتمع" أيضا "وحدة حرية اشتراكية" فكانت الوحدة انقساما حتى في صفوف الحزب الواحد، والحرية أسوأ أنواع العبودية "بدكِن حرية"، أما الاشتراكية فقد تم خصخصتها وتخصيصها للدراويش فقط، وبقيت الرأسمالية المتوحشة والبغيضة للأسد والأربعين حـ...رامي مخلوف..!
عذرا من عبيد الاستبداد الذين نصبوا للبوط العسكري صنماً، فليست تلك الهذيانات إلا نتيجة مشهد جر وراءه شريط ذكريات "بدكن حرية"، فلا تؤاخذونا لأن ضربة البوط العسكري على الدماغ تفقدنا الذاكرة وترجع بنا إلى ما قبل الجاهلية والقرون المظلمة، حين كانت العرب تتخذ صنما مصنوعا من التمر كآلهة، وعندما تزقزق عصافير البطون يأكلون معبودهم، ولكن وا أسفاه على عَبَدَة البوط العسكري ماذا سيأكلون؟!
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية