أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جاسوس بور سعيد.. عمل مع "موساد" ورحب به الجيش العلوي ليكون "عينهم في مصر"!

المعلومات تتحدث عن تنظيم اسمه "الجيش العلوي" داخل "الجيش النظامي"....

روت صحيفة مصرية واحدة من قصص الجاسوسية المثيرة، التي تفجرت مؤخرا، وتورط فيها مواطن مصري، كشفت التحقيقات عن عمالته لجهاز"موساد" ومخابرات النظام السوري وما يسمى "الجيش العلوي" في نفس الوقت!

ونشرت "الشروق" ما قالت إنه نص تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، مع "محمد علي عبدالباقي"، المدير الإداري لشركة شحن وتفريغ بميناء بورسعيد، والمعروف إعلاميا باسم جاسوس بورسعيد.

وحسب الصحيفة فقد كشفت التحقيقات في القضية عن سعي مخابرات بشار الأسد للتجسس على مصر، وخصوصا قبل أحداث 30 يونيو بأيام وبعدها، وسعي المخابرات الإسرائيلية للحصول على معلومات عن حركة السفن الإيرانية التي تمر خلال قناة السويس، وقلقها المتزايد من تنامي القوة العسكرية المصرية، كما بدا واضحا في طلب ضابطي الموساد أبومنصور أو "بنيامين شاءول"، و"ديفيد مائير"، معلومات دقيقة عن القاعدة البحرية بميناء بورسعيد وهي أقرب قاعدة بحرية لإسرائيل.

المتهم الذي أحالته النيابة إلى محكمة الجنايات لمحاكمته منذ أيام، أقر بسعيه وتخابره مع المخابرات الإسرائيلية.

وقال المتهم إنه ولد بمدينة بورسعيد وبدأ العمل في مجال الملاحة البحرية منذ عام 1999 من خلال عدة توكيلات ملاحية حتى شغل منصب المدير الإداري لشركة "حورس للملاحة" التي تتولى إنهاء الإجراءات الملاحية للسفن المحلية والأجنبية الصادرة والواردة من وإلى الموانئ المصرية، وخصوصا ميناء بورسعيد، وهو ما ساعده في تكوين شبكة علاقات قوية بالميناء في مجال الشرطة والدوائر الجمركية للموانئ، ومكنه من التوصل إلى بيانات ومعلومات ذات طابع عسكري بشأن القاعدة العسكرية البحرية وطبيعة عملها والقطع الموجودة بها، كما مكنته طبيعة عمله من معرفة القطع العسكرية البحرية العابرة من وإلى قناة السويس.

وأوضح الجاسوس أنه فى غضون عام 2010 بدأ في الاتصال بصفحات حاخامات اليهود على مواقع التواصل الاجتماعي وأنشأ صفحة خاصة به باللغة العبرية، وساعده على ذلك المترجم الفوري لموقع جوجل وبدأ في التواصل معهم على أنه مصري يريد اعتناق الديانة اليهودية والهجرة إلى إسرائيل، وطلب معرفة الإجراءات المتبعة للسفر إلى إسرائيل، وفي أوائل عام 2011 بدأ التواصل مع عناصر الاستخبارات الإسرائيلية حيث تبين وجود موقع إسرائيلي يعرض مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الجنود الإسرائيليين المختطفين في لبنان فقام بملء بياناته كاملة على الموقع وطرق الاتصال الخاصة به، وترك رسالة مفادها أن لديه معلومات بشأن مكان تواجد الجنود المختطفين.

وأشارت التحقيقات إلى أنه في شهر أغسطس من نفس العام (2010) ورد إليه اتصال من بينيامين شاءول، المتهم الثاني في القضية وضابط المخابرات بجهاز "موساد"، وعرفه بنفسه على أنه يدعى "أبو منصور"، وأنه من العاملين فى الموقع وأنه من تولى مراجعة بياناته، وسأله عن معلوماته عن مكان احتجاز الجنود فأبلغه بأنهم داخل الأراضى المصرية وحين سأله الضابط الإسرائيلي عن مصدر تلك المعلومات أجابه الجاسوس بأنها معلومات سماعية، فشكره الضابط الإسرائيلي وأعطى له "رقما كودياً" لتعريف نفسه حال وجود أي اتصال بين الطرفين وطلب منه حفظ رقم الهاتف الخاص به وحفظ "الرقم الكودي" لاستخدامهما حال ورود أي معلومات أخرى بشأن مكان احتجاز الجنود.

وقال المتهم، أمام شادي البرقوقى رئيس النيابة، إنه كان يعلم من خلال الاتصال الأول إن "أبو منصور" ضابط مخابرات إسرائيلي، وإنه وافق على استمرار التعاون رغبة منه بالحصول على أموال مقابل استمرار التعاون.

وفي شهر سبتمبر/أيلول عاود "أبو منصور" الاتصال بالجاسوس وطلب بيانات دقيقة عنه وعن أسرته، ودخله السنوي والشهري وطبيعة عمله ونوع السيارة التى يستعملها، وتفهم المتهم أن ذلك في إطار تجنيده لصالح المخابرات الإسرائيلية.

وكشفت التحقيقات أنه بعد شهرين، انقطع خلالهما الاتصال بين "أبو منصور" و"عبدالباقي"، الذي سارع بعدها بضابط المخابرات الإسرائيلي وأبلغه بأنه أبصر مجموعة من الفلسطينيين ببورسعيد، مرجحا نيتهم القيام بعمل عدائي تجاه تل أبيب عبر الحدود المصرية نظرا لقرب بورسعيد من الحدود، فشكره "أبومنصور"، وأرسل له رسالة فيها عنوان بريد إلكتروني لاستخدامه في المراسلات بينهما.

وبعد عدة أيام وقع تبادل لإطلاق النيران بين جنود إسرائيليين ومجهولين على الحدود المصرية الإسرائيلية سقط خلاله أحد الجنود الإسرائيليين قتيلا، فاتصل محمد عبدالباقي بالضابط "أبومنصور"، حيث عاتبه على عدم التعامل مع المعلومات بشكل جدي، ليتصل به الضابط الإسرائيلي بعدها مبديا رغبته في تفعيل العمل فيما بينهما، وطالبا معرفة الدول التى يمكن لـ"عبدالباقي" السفر إليها، فقال له إنه سافر من قبل إلى الصين وتايلاند بحكم طبيعة عمله، وأخبره بأنه من الممكن السفر إلى الفلبين وفيتنام لسهولة استصدار تأشيرة إليهما، فاتفق الطرفان على أن يسافر إلى الهند وأن يتحمل الموساد تكاليف السفر إليها فوافق، وزوده الضابط برقم هاتف جديد للتواصل معه، ثم تم الاتفاق على سفره إلى بانكوك لصعوبة استصدار تأشيرة السفر إلى الهند، وحددا شهر مارس/آذار 2012 موعدا للسفر.

وقبيل السفر، تم تكليف الجاسوس بإعداد كشف يضم أسماء المقربين منه وأصدقائه ومعارفه، ثم سافر "عبدالباقي" وتقابل مع "ابو منصور" داخل مقر السفارة، برقم 12 بشارع سوجميت برج أوشن تاور، حيث استفسر "أبومنصور" من الجاسوس عن جميع بياناته الشخصية وظروفه المعيشية وأفكاره وتوجهاته وطبيعة عمله، ورد عليه، كما أعرب له عن حبه لإسرائيل، وسلمه كشف المعارف والأصدقاء الذي طلبه منه، فقدم له الضابط مبلغ ألفي دولار مكافأة على ما قدمه خلال الفترة الماضية، وقام بتدريبه على أسلوب التشفير والتراسل والاتصال.

وخلال اللقاء كلف ضابط الموساد أبومنصور، المتهم بتجميع معلومات عن حركة السفن بالميناء، وطلب تجميع معلومات، مع توثيق علاقته بالقيادات العامة في ميناء بورسعيد، ورصد أي حاويات يشك في وجود سلاح بها تمر خلال قناة السويس، وأقام المتهم خلال فترة تواجده بفندق "جريس" بنفس الشارع الذى توجد فيه سفارة تل أبيب؛ ليكون تحت أعين الموساد، وطوال تلك الفترة كانت المخابرات الإسرائيلية تقوم بإرسال فتيات عاهرات للسهر معه بالفندق وبالنوادي الليلية.

ولاحقا التقى "أبو منصور" بالجاسوس مجددا واتفقا على اللقاء فى مكان آخر خلال 4 أشهر.
وبعد عودته لمصر قدم الجاسوس لضابط الموساد التقرير الذى طلبه وأبلغه بوقائع ضبط شحنات أسلحة ومخدرات وصواريخ بميناء بورسعيد، فكلفه الضابط بإعداد كشف بأسماء جميع العاملين في مجاله بميناء بورسعيد، وطلب منه تجنيدهم، موضحا أنه سيتلقى عمولة عن كل شخص يجنده لصالح الموساد، واتفق معه على مقابلته بذات الطريقة بمدينة بانكوك خلال شهر مايو/أيار، ثم تم تأجيل اللقاء وتغيير مكانه عدة مرات، قيل أن أن يحدد في شهر أغسطس/آب داخل فى قبرص.

ثم انقطعت العلاقات بين الجاسوس وبين "أبومنصور" لفترة قبل أن يقوم الجاسوس بالاتصال بالسفارة الإسرائيلية بقبرص، وإبلاغهم بما دار بينه وبين "أبو منصور" فطلب المتحدث إرسال فاكس بجواز السفر الخاص به وبعدها تلقى رسالة على إيميله الشخصي مفادها أنه تم التوصل إلى أبو منصور وأنه سيقوم بالاتصال به في وقت لاحق.

وبعد فترة، تلقى المتهم من "أبو منصور" رسالة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2012، عاتبه فيه على الاتصال بالسفارة واتفقا على التقابل في ذات الشهر في مانيلا بالفلبين وطلب منه إحضار بطاقته الشخصية ورخصتي القيادة والتسيير وتصريح دخول الدائرة الجمركية للموانئ البحرية المصرية.

وفي هذا اللقاء كان المتهم الثالث ديفيد مائير، ضابط الموساد، حاضرا وجرت بين الطرفين 4 اجتماعات تم التطرق خلالها إلى طبيعة عمل الجاسوس، وتم تكليفه بإحضار بيانات جميع السفن الإيرانية العابرة من وإلى قناة السويس، كما تم تدريبه على استخدام عبارات عامة خلال المحادثات بينهما لها مدلول خاص، وتم الاتفاق على أن يقوم المتهم بذلك أسبوعيا مقابل ألفي دولار شهريا و5 آلاف دولار عن كل تقرير هام يقوم بإرساله، على أن يتسلم المتهم في زيارة المقبلة جهاز "لاب توب" مجهز فنيا لاستخدامه بمعرفة المخابرات الإسرائيلية.

وفي نهاية اللقاء تسلم المتهم مبلغ 3200 دولار كمكافأة على تعامله مع إسرائيل، وأقام المتهم خلال فترة تواجده بفندق "روز جاردن".

وبعد عودة المتهم اتصل بالضابط "أبو منصور"، وأبلغه بوقائع ضبط شحنات أسلحة ومفرقعات بميناء بورسعيد، وطلب مبالغ مالية مقابل ذلك.

كما اتصل المتهم بعد ذلك بموقعي الجيش العلوي وحزب الله والمخابرات السورية، وطلب التعاون معهم في تقديم معلومات مهمة عن السوريين الفارين من تركيا بحرا إلى ميناء بورسعيد، ومعلومات أخرى عن عمليات تهريب السلاح إلى سيناء والجماعات المسلحة والأوضاع الأمنية بسيناء، معربا عن رغبته فى اعتناق المذهب الشيعي.

واتصل "عبد الباقي" خلال شهري مايو ويونيو 2013 بموقع الجيش العلوي وطلب التعاون معهم؛ لمنع تدفق الأسلحة والأموال والعناصر الأجنبية إلى سوريا عن طريق سيناء ثم تركيا ومنها إلى الأراضي السورية، مبديا رغبته في أن يكون عينا من عيونهم في الأراضي المصرية.

وبناء عليه، تلقى "عبد الباقي" رسالة من الجيش العلوي على الإيميل، مزودة برقم هاتف للتواصل معه، إلا أنه تم ضبط "عبد الباقي" قبل التواصل مع صاحب رقم الهاتف.

وثبت من خلال تقرير الأمن القومى أن المتهم أمد الجانب الإسرائيلي بمعلومات دقيقة عن القاعدة البحرية الموجودة بميناء بورسعيد وأمدهم بكشف بأسماء معظم قيادات ميناء بورسعيد، ومن بينها معلومات عن رئيس الميناء كما قام بتجميع معلومات تفصيلية عن موانئ دمياط والعريش والسويس والإسكندرية، وهي معلومات أعطاها بالفعل للجانب الإسرائيلي، بعد أن تلقى تكليفا واضحا من المخابرات العامة بعدم التعامل معهم، كما تبين أنه تم التنبيه على المتهم بعدم التعامل مع الجانب الإسرائيلي أكثر من مرة من قبل المخابرات العسكرية لكنه لم يمتثل للأمر!

زمان الوصل - صحف
(126)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي