حصلت "زمان الوصل" على رسالة وجهها رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف هيثم المالح إلى الائتلاف الوطني، كتبها في صورة خواطر، معربا فيها عن خيبة أمله في الخطوات التي رافقت توسعة الائتلاف وتبعتها، لاسيما أنها لم تكن سليمة من الناحية القانونية والإجرائية.
كما عبر المالح عن صدمته لسماع تصريحات تبدي عدم ممانعة الائتلاف في الجلوس مع نظام بشار للتفاوض دون شروط، مستهجنا السكوت عن مثل هذه التصريحات.
وهذا نص الرسالة:
الإخوة في الائتلاف رئاسة ونواب رئيس وأمينا عاما وأعضاء الهيئة العامة المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وودت لو استطعت مواصلة اجتماعي بكم سواء على صعيد الهيئة السياسية وغيرها، ولكن كما تعلمون حال بيني وبين ذلك ماتعرضت له من كسر في عنق الفخذ والعمل الجراحي الذي أجريته، والذي أدى إلى ملازمة الفراش حتى الآن، ولعلي أظن أنه كان بإمكاني أن اقدم مالدي من أفكار وهي قليلة متواضعة، ولكن حجبني المرض وقدر الله وماشاء فعل.
لقد خرجت من اجتماع الهيئة العامة بعد انتخابات الهيئة السياسية، محبطا مكتئبا حيث لمست كم هو البعد شاسع بين ما أفكر فيه وما يجري إقراره على أرض الواقع، ففي الانتخابات التي جرت في اجتماعنا ماقبل الماضي في استنبول، فاز 8 أشخاص من القائمة التي تقدم بها السيد ميشيل كيلو، ما يعني أن هؤلاء الثمانية قد أضحوا جزءا من الهيئة العامة، وبالتالي كان ينبغي توجيه الدعوة الخطية لهم لحضور اجتماع الهيئة العامة لمتابعة أمالها إلا إن ذلك لم يحصل.
وقد أوضحت أن اجتماع الهيئة العامة قبل إنجاز هذه الخطوة يعتبر باطلا، وما نتج عن الاجتماعات يلحق به بالبطلان، وقد أبلغت إدارة الائتلاف قبل مغادرة الفندق في استنبول وعدت إلى القاهرة.
وفي اليوم التالي اتصلت هاتفيا بالدكتور هشام مروة في اللجنة القانونية وأبلغته وجهة نظري حول بطلان الإجراءات، ولكن يبدو أنه لم يكن هناك رغبة في الوقوف ومراجعة ما تم، ومضى المجتمعون في ممارسة أعمالهم وضم أعضاء جدد إلى الائتلاف، بحيث أضحى عدد الهيئة العامة نحوا من 114 عضوا، وفي اعتقادي أن هذه التوسعة غير قانونية لما سبق بيانه.
وفي الجلسة الماضية شرحت مرتين للهيئة العامة التي انعقدت في استنبول، وبينت بوضوح ضرورة المصادقة على التعديلات التي أدخلت على النظام الأساسي، وخاصة ما يتعلق بالهيئة السياسية، إلا أني صدمت حين لم يفز اقتراح التعديل بالنسبة المطلوبة لإجرائه، وكنت قد أوضحت مدى خطورة رفض الاقتراح على مقعد الائتلاف في الجامعة العربية، من أجل ذلك أشعر بالبون الشاسع بين ما أحمله من أفكار ذات أهمية بالغة، وبين التصويت على ذلك من قبل الهيئة العامة، وأشعر كذلك وكأنه لا قيمة للدراسة القانونية التي أقدمها مع زملائي في اللجنة.
ثم وجدت أن اجتماع الهيئة العامة قد انقضى بعد انتخاب الهيئة السياسية، وتابعت على التلفاز المقابلات التي تمت مع رئيس الائتلاف والوفد المرافق له، ثم التصريحات الإعلامية التي أطلقت هنا وهناك حول الاستعداد لحضور حنيف ٢، والجلوس مع قادة الإجرام في سوريا، ولا أدري إن كان قد تم مناقشة هذه المسائل قبل توجه الوفد إلى فرنسا وأمريكا. وحسب معلوماتي المتواضعة فإن عقد الائتلاف في الدوحة، كان يتضمن بوضوح ما يتعارض مع جميع هذه التصريحات الإعلامية، كما سبق لي أن أشرت في أكثر من مناسبة إلى أن الواقع على الأرض في سوريا إنما هو حرب إقليمية بنكهة طائفية تقودها إيران بالتعاون مع منظمة حزب الله الارهابية، وآخرين من شيعة العراق وحوثيي اليمن، وبالتالي لم يعد بشارالاسد هو اللاعب الرئيس في هذه الحرب القذرة، ومن هنا فأي اجتماع في حنيف أو في غيرها قبل أن يرحل هؤلاء الغزاة من سوريا، يكون اجتماعا لا ينتج أي أثر بل ويكرس صحة التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
ومن هنا فقد صدمت بما سمعته من تصريحات وحركة سياسية قام بها الوفد الزائر لفرنسا وأمريكا، ولا أدري إذا كان هذا الوفد قد كلف من قبل الهيئة السياسية، أم ذهب دون تكليف.
ومع كل ما تم حتى الآن فقد صدمت كيف صمتت أفواه كانت ترصد أخطاء أو هفوات الرئيس السابق الشيخ معاذ الخطيب، في حين لم أر أي واحد منهم قد فتح فمه بنقد.. فهل ما تم كان مرضيا عنه.
هذه مجرد خواطر، أحببت نقلها إلى الإخوة في الهيئة العامة، آملا حسن فهم ما كتبت، مع الاحترام والمودة والمحبة للجميع والسلام عليكم.
هيثم المالح
30 / 7 / 2013
30 / 7 / 2013
القاهرة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية