أُفرج مؤخراً عن الفنان السوري حسام الدين ملص بعد أيام من اعتقاله من قبل السلطات المصرية على خلفية تلفيق اتهامات له بالعمل لصالح حركة حماس والإخوان المسلمين في مصر واتهامات أخرى غريبة مثل مسؤوليته عن قتل الضباط في حادثة القصر الجمهوري ومسؤوليته أيضاً عن تفجيرات سيناء وقد بنى القضاء المصري كل تلك الاتهامات المفبركة على شريط فيديو يظهر فيه شخص ملثم لا تشبه بنيته الجسدية بنية الفنان ملص لا من قريب ولا من بعيد يقوم بإطلاق النار على أحد أفراد الجيش المصري ويقتل أحدهم، لتظهر فيما بعد براءته، ولكنه فوجىء بترحيله إلى تركيا بعد دفعه لقيمة الكفالة.
"زمان الوصل" التقت الفنان حسام ملص ليروي لنا تفاصيل اعتقاله والاتهامات التي تم توجيهها له والحملة المسعورة التي يشنها بعض المصريين الموتورين ضد الثورة السورية والسوريين في مصر.
حول ظروف اعتقاله يقول الفنان ملص:
داهم عدد من الملثمين الذين علمت فيما بعد أنهم من الأمن المصري منزلي وقاموا بخلع الباب بقوة وتكسيرّ حاجيات البيت في محاولة منهم لإيجاد أشياء تدينني -كما وصلهم– وبعدها وضعوا الكلبشات في يديي، ولدى نزولي من المنزل اكتشفت وجود عدد من قوات الأمن أكبر بكثير من عدد الذين اقتحموا منزلي، وكانوا مزروعين في كافة طوابق البناية وأسفلها، وفوجئت أيضاً بوجود عدد كبير من السيارات المرافقة للقوى التي اقتحمت منزلي وكأنهم جاؤوا ليخوضوا حرباً حقيقية، وتم وضعي في سيارة السجن ولدى نزولي من السيارة عرفت أني في قسم الدقي.
قيّدوني إلى طاولة لمدة يومين !
وحول طريقة تعامل الأمن المصري معه وهل تعرض لعنف يقول ملص:
عندما أخذوني من منزلي لم يعاملوني بعنف، ولكني بقيت لمدة يومين كاملين مقيداً بالطاولة في قسم المباحث وأنا في وضعية الجلوس على خشبة فقط.
وعن كيفية التحقيق معه وما الأسئلة والاتهامات التي وُجهت يضيف الفنان حسام:
في بداية التحقيق لم يذكروا شيئا، وبعدها بدأت الاستجوابات بشأن أحداث مصر والعلاقة مع الإخوان، ومن الغريب أنه لم تكن هناك أية أدلة تثبت إدانتي، ولدى إلحاحي على إظهار دليل واحد ضدي أطلعوني على فيديو مسجل يظهر فيه شخص ملثم بين مجموعة من الأشخاص يطلقون الرصاص على جموع، مدّعين بأن الملثم نفسه هوأنا ! مما أثار دهشتي لاعتمادهم هكذا دليل غير منطقي لا يحمل أية مصداقية! كما أطلعوني على تسجيلات من قنوات "التحرير" و"المصري اليوم" تتضمن برامج تتحدث عن تدخل السوريين في الشأن المصري، وعرضوا عليّ فيديوهات تضمنت صوري المفبركة من فيلم باب شرقي التي تم نشرها على الصفحات المصرية قبل اعتقالي على أنها صور واقعية، كما أنوه بأن الإعلامي عمرو أديب كان قد نشر صورتي في برنامجه (القاهرة اليوم) دون الرجوع لمصداقية الخبر، واكتفى بنقلها من (الفيس بوك) مما عرّض حياتي للخطر وصورتي للتشويه وأحمّله شخصياً نتيجة فعلته الحمقاء النكراء تلك.
وإن أراد أن يقوم بسبق صحفي كان عليه أن يعتمد على مجهود وحقائق واقعية لا على فبركات تسقطه إعلامياً وأخلاقياً، وأنوه هنا أيضا بأن الصورة التي نشرها عمرو أديب هي نفسها الصورة التي انتشرت على صفحات التواصل بهدف النيل من سمعتي وكانت ضمن حملة تحريضية شُنّت علي قبل اعتقالي.
وحول هدف عمرو أديب من الإساءة إليه يضيف ملص:
عمله هذا يأتي ضمن حملة تحريضية قام بها مع مجموعة من الإعلاميين الموتورين أمثال "يوسف الحسيني" و"توفيق عكاشة" و "محمد الغيطي" للنيل من شرف السوريين وكرامتهم وأمنهم في مصر ومحاولة لخلق فتنة بين السوريين والمصريين بسبب التجييش الإعلامي الذي يمارسونه ضد السوريين.
"سبايدر" شبيح الأسد
وعن رأيه في انقلاب بعض المصريين الموتورين على الثورة السورية والسوريين عموماً يقول الفنان حسام الدين ملص:
أنا لا أنظر لما يحصل للسوريين في مصر من خطر بأنه ينبع من رغبة الشعب المصري، فمصر من قبل الثورات هي وسورية وطن واحد وشعب واحد وهم واحد.. لجأ السوريون من ظلم بشار إلى مصر فاستقبلهم شعبها أحسن استقبال.. ولكن هناك أناس لا تريد الخير والأمان للسوريين والمصريين معاً من أمثال "أحمد سبايدر" وهو الذي كنّى نفسه بـ "شبيح الأسد" وعمل مع غيره على تجييش فئة مصرية ضد السوريين في مصر، ولا شك أنه عميل للاستخبارات السورية الأسدية خاصة، ومما يؤكد ذلك زيارته سوريا ولقاؤه ببعض ضباط نظام الأسد.
وحول رأيه بالحملات الشرسة التي تشنها السلطات المصرية ضد السوريين يقول ملص:
من حق السلطات المصرية أن تضبط بلدها في وقت تضطرب فيه شوارع مصر وأهلها وأن ينبهوا السوريين والفلسطينيين من التدخل بشؤون بلادهم، كونهم ضيوفا، وقد بادر السوريون في ذلك أفضل مبادرة .. لكن من المعيب ومن غير اللائق ومما يتنافي مع الآداب الأخوية والضيافة أن تتم معاملة السوريين بهذه الطريقة، أي أن يتم اعتقالهم من الشوارع ومن بيوتهم وأماكن عملهم وترحيلهم دون أدنى سبب.
وعن أسباب استبعاده إلى تركيا رغم أنه يحمل الجنسية الروسية يردف الفنان ملص:
بعد أن أفرج عني النائب العام بكفالة قدرها 5000 جنيه وأصدر قراراً بإخلاء سبيلي استمرت السلطات المصرية باحتجازي لديها دون ذكر الأسباب حتى للمحامي الذي تم توكيله للدفاع عني، وكانت حجتهم بأنها إجراءات قانونية، وبعدها أصبحت أتنقّل من فرع إلى فرع رغم مروري بهم من قبل، ثم علمت بعرض جوازي لدائرة الجوازات، وفي صباح اليوم التالي ودون سابق إنذار أعلموني بترحيلي فوراً من مصر وكانت الجهة تركيا.
ثورتنا منتصرة بإذن الله!
وعن شعوره لدى تمثيل دور الضابط الذي أطلق النار على بشار الأسد في فيلم باب شرقي يقول الفنان حسام ملص:
أتمنى لو كان هذا الأمر حقيقة .. قد يتهمني من يقرأ رغبتي هذه بقتل بشار الأسد بأني رجل صاحب عنف .. ولكني أقول لهم صدقوني تلك رغبة كل الموجوعين من أبناء بلدي.. تلك رغبة الكثير ممن هُجّر واغتُصبت أخته، ومن أعتُقل ومن استشهد أخوه أو أبوه أو أمه .. في قلبي إيمان كبير بانتصار ثورتنا، وهي منتصرة بإذن الله وبشار الأسد مجرد طاغية كما مر قبله من الطغاة مصيره الزوال ومصير شعبنا الانتصار.. لا إرادة فوق إرادة الشعوب، والشعب السوري شعب جبار وصاحب كرامة وابن عز سينال مجده ويحقق نصره مهما طال الزمن.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية