أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الثورة بدا حرية... عواد حمدان*

مَنْ دولة العراق والشام هذه؟ ستخرج الأصوات المعارضة لتجيب: إنها "صنيعة النظام" وستخرج الأصوات المؤيدة لتكرار جملة "هي الحرية اللي بدكن اياها"، أما ما تبقّى من الشعب السوري فسيضرب كفاً بكف على زمن صارت به سوريا الأقل أماناً في العالم. 

أنا لستُ من جماعة "الأمن والأمان" ولامن "بدنا ندبحهن في قراهم"، ولكن تخيفني الحركات الإسلامية كما يخيفني تشبيح النظام، إن لم يكن أكثر.

فبعد أن ابتلت الثورة السورية بجيش من المنظرين والمتسلقين والصحفيين الفيسبوكيين، جاء الدور على المقاتلين الإسلاميين الأكثر تطرفاً في العالم والذين وجدوا من سوريا أرضاً خصبة لتنفيذ وعود الجهاد المقدس.
الجهاد الذي روّج له النظام على مرأى ومسمع الحماصنة في اعتصام الساعة الشهير ( 18 نيسان 2011) حين فتح النار على المعتصمين ثم دعا للجهاد باسمهم، وصل الحال إليه واقعاً الآن، ليس لأن النظام يتمتع بالذكاء والتخطيط بل لأنه بكل بساطة سَمَحَ للأمور أن تصل إلى هنا بمعرفة وإرادة.

فإذا كان الأسد وطاولة مخابراته وجدت شيئاً من الصعوبة في إرسال المقاتلين المجاهدين إلى العراق منذ بدء الحرب الأمريكية عام 2003، ومن ثم الاتفاق على قتلهم في أرض الرافدين، فإن أعماله الإرهابية جذبت بسهولة كل من يريد القتال من أجل عقيدة.

في المقلب الآخر السورييون محكومون بعقيدة الشبيحة وثلة كبيرة من الجيش النظامي، عقيدة فداء البوط العسكري بأي ثمن، ومن خلفهم ومن أمامهم مقاتلوا حزب الله البواسل، أفضل من يَقتل ويُقتل من أجل العقيدة.

وليس تعنّت "الأب القائد" بهذا الشكل والتزامه بتدمير كل من يقول له لا، إلا سبب لكل بلاء نحن فيه.

لنحشر جميعنا بين قذيفتين، فإما سوريا الأسد أو سورية النصرة أو دولة العراق والشام، والأنكى أن الأخيرتين غير متفقتان على شيء، والحرية أصبحت خلف ظهورهم، بعد أن أصبحت الثورة السلمية من الذكريات الجميلة لسوريا 2011. وضعنا جميعاً في فوهة الأسلحة، وما من مخرج واضح لهذا المأساة.

من أسرة "زمان الوصل"
(106)    هل أعجبتك المقالة (119)

وائل

2013-07-31

أوافقك على كل شيء إلا أن الشعب السوري يضرب كفاً بكف على على زمن صارت به سوريا الاقل أماناً في العالم, طالما أن الحركات المتأسلمة جاءت نتيجة أفعال النظام فالأمر سيان .. فالشعب الذي ثار على أكثر النظم قمعية في الأرض سيثور على كل حركة تسجن حريته, الأمر عند السوريين لم يعد قابلاً للمساومة الحريّة فوق الجميع.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي