رغم مخاطر الاعتقال تواصل الناشطات السوريات اعتصامهن الأسبوعي من كل يوم سبت في مدينة السلمية، التابعة لمحافظة حماة، لكن الاعتصامات تحولت مؤخراً إلى داخل البيوت بعد الاعتداء عليهن من أنصار النظام والشبيحة.
البيان الأخير الذي أصدرته نساء الثورة في السلمية ونشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأُلصق على جدران المدينة كان تضامنا مع إضراب المعتقلات السوريات في سجن عدرا وعن الانتهاكات التي حصلت بحقهن من قبل رجال الأمن.
الناشطة فرح،22 سنة، والتي تحفظت عن ذكر اسم عائلتها، تعد من أكثر الناشطات جرأة في المدينة وهي المعنية بقراءة البيانات وتنظيم الاحتجاجات، ورغم أنها تعيش في دمشق إلا أنها تأتي كل خميس لتنضم للمظاهرة الأسبوعية المنددة بنظام الأسد بعد ظهر الجمعة، وأما يوم السبت وقبل عودتها لدمشق فيكون اللقاء مع نساء المعارضة في المدينة.
"وعلى الرغم من الرقابة الأمنية الصارمة لنظام الأسد في المدينة فإن الحركة النسائية لم تتوقف عن الاحتجاج العلني، وعقد الاعتصامات، والمشاركة في غيرها من أشكال المقاومة اللاعنفية،" قالت فرح في مقابلة عبر الإنترنت مع مجلة المجلة، وحتى عندما رفض النشاط الثوري في المدينة، كانت النساء مصممات على الخروج."
وتقول فرح إن انتفاضة أهل السلمية، المدينة ذات الأغلبية الإسماعيلية، كانت صفعة لكل اداعاءات النظام السوري وأنصاره بأن الثورة هي ثورة سنة ضد شيعة أو علويين.
بنت المدينة المعروفة بمفكريها ومثقفيها وفقرها حتى اشتهرت بأنها "بلد الفكر والفقر"-تضيف:"مدينة السلمية انضمت للثورة بعد 10 أيام فقط من انطلاقتها في 15 آذار 2011 ولكن للأسف لم يكن هنالك التغطية الإعلامية المطلوبة"، أضافت حزامى.
وتفتخر فرح بأنها كانت من ضمن أول خمس نساء يشاركن في أول مظاهرة في المدينة في 25 آذار والتي انضم إليها 30 شخصا فقط".
المظاهرات النسائية أسبوعية تقول فرح، أسبوع بعد أسبوع بدأنا نعتاد على بعضنا البعض ونتعرف أيضاً، ومن ثم قمنا بإنشاء لجنة المرأة التي من خلالها يتم التنسيق والإعداد للمظاهرات ولمختلف أنواع الأنشطة المدنية والإغاثية.
عندما تدفق اللاجئون للمدينة من حمص وحماه، عملنا على تنظيم وترتيب أماكن الإقامة وإعداد سلال غذائية شهرية للقادمين الجدد.
حاولت فرح تأسيس ائتلاف وطني للنساء السوريات لكن ظروف الحرب والعنف والتشريد القسري كانت بين الأسباب التي أدت إلى فشل المشروع، كما أنها جعلت من الصعب تنسيق الجهود مع جميع الناشطات في مختلف أنحاء البلاد.
لا يقتصر عمل فرح الثوري على مدينة السلمية فقط فهي تعمل أيضا بكل جد من العاصمة دمشق وكانت شاركت في مختلف الأنشطة الثورية في معظم المدن السورية خلال الأشهر الثمانية والعشرين الماضية.
على صعيد آخر يقول عزيز،26 سنة، أحد الناشطين في المدينة، لعبت المرأة دورا كبيرا في إبقاء المظاهرات حية في مدينة السلمية وكانت هي الحافز الأكبر، خروج المرأة ساهم في تشجيع الرجال على الانضمام لصفوف المتظاهرين."
وبررت فرح عدم وجود قصف لقوات النظام في المدينة لعدم وجود معارضة مسلحة في المدينة لذا هي آمنة نسبياً وإن تعرضت منذ أشهر لعملية تفجير في مشفى المدينة ذهب ضحيته عدد كبير من الشهداء.
وأشارت فرح إلى أن عددا من رجال المدينة حملوا السلاح في وجه النظام وانضموا للمعارضة المسلحة خارج المدينة كي يجنبوها ويلات النظام.
ولكن تلك المرأة الثورية تقول بأنها ضد السلاح والعنف، رغم كل المشهد الدموي وتؤكد أن السلمية هي الحل.
فرح تؤكد أن الاعتصام المفتوح لن ينتهي حتى وإن أصبح مؤخراً ضمن بيوت الناشطات بعد تعرضهن للضرب على يد عناصر من الشبيحة والموالين للأسد وبعد التهديد بالاعتقال إضافة لمخاوف رجال المدينة عليهن.
سوف نبقى أحراراً، لا يمكنهم إسكات صوتي، تقول فرح بفخر وقدوتي هو والدي السجين السياسي السابق في عهد حافظ الأسد والذي اعتقل 12 مرة خلال الثورة الحالية هو من أكبر المشجعين لي.
"الثورة مستمرة حتى النصر أو حتى الموت"، تختم فرح القول.
ترجمة: زمان الوصل عن majalla لـمريم صالح
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية