تناقلت صفحات مؤيدة رسالة لوالد عسكريين يخدمان في جيش بشار الأسد، توضح مدى التسيب والإهمال واللامبالاة التي يتصرف بها النظام تجاه من يفترض أنهم يدافعون عنه، ويقتلون ويختفون لأجل بقائه على الكرسي.
وجاءت الرسالة في شكل نداء موجه شخصيا من الأب المفجوع بولديه إلى بشار الأسد لتسرد تفاصيل مثيرة وغرائبية حول مقتل ابني الرجل (أسامة وطارق)، لاسيما قصة اختفاء جثمان طارق لدى سلطات النظام، بعد أن سلمها نفسه طوعا، مغترا بعفو صدر من بشار!
والرسالة مليئة بالأمور المدهشة التي لا يمكن أن تحدث إلا في بلد مثل سوريا تحت حكم عائلة الأسد، لكن أغرب ما فيها ختامها الذي يكتفي فيه الأب بالمطالبة بمعرفة مصير جثمان ابنه، دون ذكر أي عبارة تلمح لمحاسبة المسؤولين عن جريمة القتل واختفاء الجثمان، مع التركيز على تأييده للنظام، الذي يبدو متورطا حتى أذنيه في هذه الجريمة، وفقا لما ورد في الرسالة نفسها.
وإليكم نص الرسالة:
سيادة رئيس الجمهورية بشار الأسد – حفظك الله
مقدمه: المواطن بهجت محمد قليح من أهالي محافظة حماه ناحية عين حلاقيم – قرية بيت عتق – و مقيم في حمص حي العباسية و معروف بالهاتف الثابت 0312614751 والجوال: 0947725105 أعرض لسيادتكم ما يلي:
سيدي بتاريخ 13/3/2013 استشهد ولدي أسامة بهجت قليح في منطقة تل براك بمحافظة الحسكة واستقبلنا خبر استشهاده بكل فخر واعتزاز وكبرياء.
حصل ولدي الثاني الرقيب أول احتياط طارق بهجت قليح من مرتبات الفوج 167 التابع للفيلق الثاني على إجازة للقيام بواجب التعزية لشقيقه الشهيد أسامة مدتها ثلاثة أيام, لكن جثمان الشهيد تأخر بالوصول إلى حمص من الحسكة فاضطر طارق للتأخر لحضور تشييع شقيقه الوحيد من جهة و لاستكمال ثبوتيات استشهاد شقيقه لتقديمها لوحدته و متابع إجراءات تسريحه كونه أصبح وحيدا بعد استشهاد شقيقه.
في هذه الأثناء قام قائد وحدته بتنظيم يطاقة بحث بحقه و اعتباره فارا, ولدى صدور العفو عن السيد رئيس الجمهورية الذي تنتهي مدته في 13/7/2013 قام طارق قليح بتسليم نفسه لوحدته العسكرية بتاريخ 15/5/2013 وهناك انقطعت أخباره حتى تاريخ 22/6/2013 باستثناء مكالمة هاتفية من رفيقه بالوحدة أعلمنا فيها أن طارق لدى الشرطة العسكرية لاستكمال إجراءات العفو.
بتاريخ 22/6/2013 وردنا اتصال من وحدته يخبرنا بضرورة مراجعة الشرطة العسكرية لضرورة التحقيق وأن ولدنا طارق قليح قد توفي هناك بتاريخ 19/5/2013 وأن جثمانه موجود بالمشفى 601 ورغم بحثنا نحن وأقربائنا في المشفى 601 ومشفى تشرين لم نعثر على أثر له.
لدى مراجعتنا للشرطة العسكرية أحالونا إلى مكتب الرقيب أول : ضرار اسطيف حيث أفادنا أننا غير مطلوبين لهم بأي برقية وأنه لا يعلم شيئ عن طارق وعندما أعلمناه بموضوع البرقية التي أعلمتنا بها وحدته قال بالحرف الواحد: من يموت ندفنه ولا نعلم أحد, فأجبته: هل أنتم شرطة عسكرية أم مكتب دفن موتى.
مما تقدم راودتنا شكوك بأن هناك جريمة بحق ولدنا، للأسباب التالية:
أولا: عدم الإعلام عن وفاته إلا بعد شهر وأربعة أيام من 19/5/2013 حتى 22/6/2013.
ثانيا: إخفاء جثمان المتوفي بطرق مشبوهة وعدم الدلالة على مكان الجثمان والتهرب من ذلك؛ ما ولد لدينا الشك أن هناك محاولة لإخفاء جرم وقع على ولدنا.
سيدي:
نحن عائلة فقيرة ومؤيدة لسوريا وشعب سوريا ولقيادتنا الحكيمة التي لا ترضى الضيم والظلم للشرفاء والوطنيين، ولدينا ولدان شقيقان قدمنا أحدهما شهيداً فداء لهذا الوطن ولم يكن لدينا اعتراض أن يكون الثاني في مصاف الشهداء، إلا أنه اختفى أو أُخفيَ بطريقة مجهولة و ليس لنا إلا الله وأنتم.
نناشدكم مساعدتنا في العثور على جثمان ولدنا وإجراء الفحص الطبي عليه، وتحديد أسباب وفاته وأسباب إخفاء الجثمان وبالتالي إنصافنا والحفاظ على حقوقنا خصوصا وأنه كان لدينا شابين فقدناهما في أقل من شهرين.
حمى الله سوريا وحماكم وأدامكم ذخرا وعوناً للوطن والمواطنين.
الشهيد المفقود: طارق بهجت قليح هو:
- أخ الشهيد أسامة بهجت قليح، استشهد في تل براك بالحسكة 13/3/2013
- ابن عم الشهيد شعيب عبد الكريم قليح، استشهسد في خان العسل 20/7/2013
- ابن خال الشهيد علاء رياض الإبراهيم، استشهد في حمص و هو متجه لوحدته العسكرية
- قريب الشهيد نبراس محمود الإبراهيم، شهيد فرع أمن الدولة بحمص، بابا عمرو.
- قريب الشهيد أيهم محمد كبة، شهيد مطار الضبعة بحمص
حمص- والد الشهيد أسامة قليح، والمفقود طارق قليح
المواطن بهجت محمد قليح
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية