العسكريون الفاسدون هم أعداء الشعوب في الدول المتخلفة
العسكريون الفاسدون هم أعداء الشعوب في البلاد العربية ...
أعداء حقيقيون بمسميات مقلوبة وبأوصاف مغايرة للحقيقة.
العسكريون الفاسدون هم معظم الضباط الكبار في الجيوش العربية وكلمة معظم التي تخصهم تقارب كلمة كل ...لأنهم لايسمحون أصلا بوصول وارتقاء الضباط المخلصين الى طبقتهم إلا بطفرة أو خطأ أو توهم فيصبح من هم ليسوا على شاكلتهم نادرون ...ولعل منهم أفرادا يستقيمون بعد فساد ولكنهم قلة القلة .
العسكريون الفاسدون تسلقوا هياكل القوات المسلحة ثم هيمنوا على القوات المسلحة في أغلب الدول العربية فأفسدوا القوات المسلحة وأول ما فعلوه أنهم هادنوا سرا وعلنا عدو بلادهم الذين باسم مواجهته نُشّؤوا وتكونوا...
ثم سخروا القوات المسلحة ضد دعاة الحرية والفضيلة في بلادهم أيا كان نوع الدعاة ونهجهم... سخروا القوات المسلحة ضد الشعوب وتطلعاتها ومتطلعيها نحو الحرية والفضيلة.
العسكريون الفاسدون أعطوا للقوات المسلحة حصانة وهيبة أمام شعوبهم فقط ... وسخروا لذلك أمجادا كاذبة واهية ...واشتغلوا عليها مع مؤرخين خبراء مقاولين متعاقدين فصنّعوا الأمجاد والبطولات وجعلوها على نوعين....
نوع فيه كذب شامل وقلب للحقائق كامل ... ونوع فيه مبالغة وتفخيم الى درجة تفوق الكذب فجُعلت القوات المسلحة باسلة وبطلة وأفرادها عظماء وشرفاء بآن واحد.
العسكريون الفاسدون وصلوا الى الحكم أو أوصلوا إلى الحكم أو وصلوا وأوصلوا للحكم من هو منهم أو من الذين يمكن أن يحكموا من خلفه وهم يحيطون به.
العسكريون الفاسدون لايترددون أبدا في إثارة كل النعرات داخل المجتمع ومن استغلال كل المجرمين والمفسدين في الشوارع لخلق توازن ضد الفضيلة وأصحابها ولضمان استقرارهم على سدة الحكم.
العسكريون الفاسدون يعبثون عند الضرورة بالسلم الاهلي ويضرمون نيران الحرب الأهلية ليوفروا أعذار ومسوغات انقلاباتهم.
العسكريون الفاسدون لم يكونوا يوما واحدا سياجا للوطن وحماة له بل كانوا لعشرات السنين سياجا للحكم والنظام الفاسد الذي اختاروه أو اختارهم.
العسكريون الفاسدون لم يترددوا يوما في الاتصال بالجهات الأجنبية المؤثرة الراضية المرضية ولم يمانعوا أبدا في إبرام الاتفاقيات السرية الخارجية التي تخرق السيادة والكرامة والحقوق الوطنية وإذا أعلنوا أو فُضح مما أسروه شيئا فسيكون عندهم إعداد جاهز يجعل للتفريط والخيانة العظمى اسم وطني بطولي مشرف واحتفال وطني بهيج يؤرخ ويتكرر..
العسكريون الفاسدون أثبتوا تخاذلات مهينة أمام أعداء بلادهم لما حصلت مناسبات مواجهة نادرة ...ولكنهم أثبتوا صمودا هائلا وبطولات مذهلة أمام شعوبهم لمّا انتفضت وطالبت بالحرية والفضيلة.
العسكريون الفاسدون شكلوا طبقة ارستقراطية خاصة فاسدة ... داخل الجيش كونوا لأنفسهم طبقة وأعطوا لأنفسهم فيها لقب الضباط الأمراء.... ثم أقاموا لأنفسهم ولعائلاتهم في الحياة العامة عالما خاصا معزولا... عالم مخملي رومانسي ارستقراطي مترف و فخم..... فيه المدن الراقية الخاصة المقفلة والمحروسة وداخلها المساكن الفخمة والقصور التي قال عنها أحد البريطانيين الزائرين بعد زيارته ومغادرته ( لايوجد للعائلة المالكة عندنا في بريطانياعشر معشار ما عند الضباط الأمراء عندكم من قصور ومساكن لا في العدد ولا في الفخامة)...
وخصصوا أرقى النوادي الترفيهية لأنفسهم وعائلاتهم وأكثروا منها وجعلوا لكل صنف من القوات المسلحة نواد خاصة لكي لا يشابهوا الشعوب بصفة الاكتظاظ...
وخصصوا فنادق خاصة ومدنا ترويحية سياحية خاصة ووسائل نقل خاصة وأسواقا خاصة ومطاعم خاصة ومدارس خاصة وملاعب خاصة ...
وإذا مس المرض أحدهم أو مس أحد أفراد أسرهم فهناك المستشفيات الخاصة والعلاجات الخاصة والإيفادات العلاجية الخارجية الخاصة.
العسكريون الفاسدون في بلادنا يتحالفون دائما مع الطبقة الفاسدة المترفة وهاتين الطبقتين استخدمتا المؤسسة الدينية الرسمية الموظفة بشكل مضحك معيب ليؤصل مشايخ الموائد للمترفين وليفتوا لهم وليرشدوهم الى الديكورات الدينية التي لابد منها أمام الراي العام ووسائل الإعلام ...وليدربوهم على بعض المقولات واللوازم والمداخلات ... مداخلات قال أحدكبار العسكريين الفاسدين في إحداها (نحن مؤمنون ونسمع دائما للقرآن الكريم وقال : أنا اسمع دائما و أتأثر بالآية الكريمة – طلع البدر علينا من ثنيات الوداع - ) .
هؤلاء هم أعداء بلادنا الحقيقيون يختفون خلف أوهام وألقاب وأبواب ويضعون لأنفسهم خطا أحمر يحرمون أن يقترب منه أحد أو أن يتجاوزه أحد.. ويجبرون الجميع أن يقولوا أن الجيش مؤسسة وطنية معصومة منزهة .... إنهم أكابر المجرمين المترفين الذين يفسقون في بلادنا ويقربون بلادنا من درك يحق فيه قول الله عليها فيزيلها من بعد زوال الى زوال دائم....
هم العدو فاحذرهم وحذّر منهم وليقف العنفوان الناشئ للشعوب العربية في وجههم ... عنفوان لابد أن يثبت للعالم أنه هو الأقوى والأدوم باذن الله ... وأن على الجميع أن يحترم هذا العنفوان لأنه عنفوان حقيقي عظيم ليس كمثله عنفوان أو إرادة منذ قرون .
أكابر مجرميها ... د.أسامة الملوحي

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية