نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية تقريرا عن "التطهير" الذي يمارسه نظام بشار الأسد بحق السنة في سوريا، كاشفة أن بشار طلب من أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين عدم معارضته في إقامة دولة علوية، أتخم مناطقها بالسلاح حتى صار "مشاعا"!
وأشارت الصحيفة إلى مخاوف أهل السنة الذين يعيشون في الساحل من احتمالات سقوط مدينة حمص، ما سيفتح الباب أمام عملية تطهير عرقي واسعة في أجزاء من سوريا.
ويرى هؤلاء مزيدا من الأدلة على محاولات يبذلها النظام، لإعادة تشكيل التكوين العرقي في المنطقة.
وعرّجت الصحيفة على تعرض مبنى السجل العقاري في حمص للتدمير، بسبب النيران التي اشتعلت فيه أوائل هذا الشهر، ناقلة عن أحد السكان قوله: "ما الذي يمكن القيام به أكثر؟ هذه المنطقة أكثر المناطق أمنا في المدينة، ولم تشتعل النار إلا في المبنى فحسب. إنها مؤامرة يجري تنفيذها".
فيما قال أحد المسؤولين السابقين في السجل العقاري إن قيود الملكية لم تحفظ إلا على الورق، ولم يجر تحويلها إلى نسخ رقمية مخزونة في الحواسب.
ورأت "ذي غارديان" أن حمص أصبحت مدينة كانتونات منذ 18 شهرا. وأن الأحياء العلوية تحيط بها جدران أمنية، كما خلت أحياء الخضر وكرم الزيتون وباب السباع إلى حد كبير من السنة وحلت محلهم عائلات علوية.
وقال أبو رامي وهو ناشط محلي: "هناك دلائل واضحة على وجود تطهير طائفي في مناطق مختلفة من حمص. إنه تطهير طائفي بلا ريب، وجزء من برنامج شيعي إيراني، يبدو واضحا عبر تورط حزب الله وميلشيات إيران، كما إنه جزء من مشروع شخصي للأسد لإقامة دولة علوية".
وخلال الأشهر الستة الفائتة، قال دبلوماسيون في المنطقة إن خططا طارئة لإقامة دولة للعلويين، شملت اتصالات دبلوماسية قام بها كبار المسؤولين السوريين مع دول معادية.
وقد تردد أن بشار الأسد طلب من وسيط (شخصية دبلوماسية معروفة) الاتصال بوزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، في وقت متأخر من العام الماضي، ليطلب من إسرائيل أن لا تقف في وجه محاولات تشكيل دولة علوية.
وتنقل الصحيفة عن مصدر على علم بالمحادثات أن ليبرمان لم يرفض التواصل، لكنه طلب أولا الحصول على معلومات عن مكان وجود الطيار الإسرائيلي المفقود "رون أراد"، الذي أسقطت طائرته فوق لبنان، ومعرفة مصير 3 جنود اسرائيليين احتجزوا في قرية السلطان يعقوب في لبنان عام 1982، كما شملت الشروط الإسرائيلية معلومات عن جثة إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي قبض عليه وأعدم في دمشق.
وبالمقابل، يؤكد سكان ضمن معاقل العلويين في طرطوس واللاذقية، أنه جرى تزويدهم بالأسلحة 3 مرات منذ بدء الثورة في مارس/آذار 2011.
ويقول أحد العلويين إن كل بيت في القرى العلوية على الساحل يحصل من النظام على بندقية "AK-47" وقنبلتين يدويتين وذخائر، أما إذا انضم إلى"المقاومة الشعبية" فإنه يتلقى أكثر من هذه الأسلحة بكثير.
وتقول إحدى الشخصيات العلوية: في بعض القرى الاستراتيجية توضع الأسلحة في ساحة القرية، لتكون ملكا عاما للجميع! إنه مجتمع متهتك حتى أخلاقيا، بحيث إنه يجعل الشر مشاعا بين الناس.
وقال طالب علوي في جامعة دمشق: منذ 7 أشهر، تطوع معظم أقاربي للعمل مع المخابرات الجوية أو العسكرية.. يقومون باقتحامات ليلية حول بانياس أو الساحة (منطقة سنية في طرطوس)، أو المنطار (جنوب طرطوس).
وتابع: قال ابن عمي لي أني إذا انخرطت تماما معهم فسأحصل على كمية هائلة من السلاح، بينما حصل ابن عم آخر لي على كل الأسلحة ما عدا الدبابات، وهو يخزنها في مزرعته.
الضابط جمعة، انشق عن جيش النظام منذ 7 أشهر، وكان قد ساعد في بناء الأسوار والتحصينات حول مناطق العلويين في حمص، قال: النظام السوري يستخدم عدد قليل من العسكريين الذين شاركوا في الحرب الأهلية في لبنان كمستشارين عسكريين، وقد وضعوا خطة لتحصين القرى العلوية وعزل المناطق السنية.. خطة نفذوها في لبنان، والآن التاريخ يعيد نفسه.
أبو أحمد، وهو قائد في كتائب الفاروق، قال إن النظام يشجع الأسر العلوية في ريف حمص ممن لديهم احتكاك مع السنة، على التوجه إلى الأحياء العلوية في المدينة، ونحن مدركون تماما أن النظام يريد أن يستولي على مدينة حمص وريفها، وجعلهما مناطق للعلويين فقط.
وتابع: قبل 9 أشهر، أسس النظام "جيش الدفاع الوطني"، الذي قوامه شبيحة متطوعون.. إنهم قتلة أكثر دموية، وأكثر وحشية من جيش النظام.
زمان الوصل - صحف
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية