أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تل أبيض.. بين مكر النظام وصمت المعارضة.. إخوة عربية كردية تصر على رفض التناحر

بعد اندلاع الاشتباكات منذ أيام في تل أبيض، والإفراج عن أمير جبهة النصرة "أبومصعب" ما زالت الاشتباكات مستمرة في القرى الغربية من المدينة (تل خضر، اليابسة، كورعلي، كرحس) حيث قامت قوات التابعة للنصرة ودولة العراق والشام بتخريب مكاتب الأحزاب الكردية في تل أبيض، ومنها مكتب حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي) ومكتب حزب الديمقراطي الكردي (البارتي)، وإحراق "مجلس الشعب" التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي.

وأفاد نشطاء كرد أنه وقبل يومين تم النداء من خلال الجوامع على الأكراد بمغادرة مدينة تل أبيض، وإلا فإنه سيتم اقتحام المنازل والقبض على كل من فيها.

إلا أن مقربا من الجيش الحر يتولى مسؤولية المعبر الحدودي مع تركيا نفى هذا الأنباء جملة وتفصيلا، قائلا إن النداءات طلبت من الأهالي الخروج من منازلهم خوفا على حياتهم.

ولكن أحد سكان تل أبيض قال لـ"زمان الوصل" إنه تم إلقاء القبض على معظم الرجال الذين فروا باتجاه "عين العرب"، حيث تم إنزال أكثر من 200 شخص وتمت إهانتهم واتهامهم بالعمالة للنظام وضربهم، وحتى تمديدهم على الأرض والسير فوق ظهورهم.

المعارك لم تحصل في تل أبيض إنما في القرى الكردية التابعة لها، التي تعرضت للهجوم، بحسب شهود عيان، من بينهم جرحى في مشفى عين العرب، أكدوا لـ"زمان الوصل" بأن القرى وبعد نزوح سكانها دُكت بمدافع الهاون وأسلحة الدوشكا، وتم نهب ممتلكات وحرق منازل وبخاصة في قرية اليابسة، متحدثين عن مشاركة المجلس العسكري بمحافظة الرقة في المعارك ضد الأكراد، وقد وصل عدد الجرحى إلى 45 شخصا خلال اليومين الماضيين، نقلوا إلى مشفى علوش ومشفى عين العرب، كما وصل جثمان 5 من مقاتلي وحدات حماية الشعب، إضافة إلى سيدة تدعى "ديلبر حمو" وهي أم لستة أطفال .

وشملت القرى التي فرغت من سكانها، كلا من: اليابسة، تل فندر، تل خضر، ياقوري، تل حمر، سوسك،كورحس،وكوبرلك، وهي تشهد معارك منذ ليلة 22/7/2013.

وفي نفس السياق، قام لواء جبهة الأكراد بحشد جميع عناصره لمقاومة "غزو الكتائب التكفيرية" بحسب تعبيرهم، بعدما قالوا إنه اشتداد للهجمة من بعض كتائب الجيش الحر ووقوفها بجانب جبهة النصرة، وقد دخل لواء الأكراد بقوة إلى القتال الدائر في قرى تل أبيض وقام بأسر 29 عنصرا من جبهة النصرة عند قرية "قزعلة" في ريف تل أبيض, مع أسلحتهم و 3 رشاشات دوشكا و 3سيارات.

وقد أصدر لواء جبهة الأكراد بيانا جاء فيه إن معركة تحرير تل أبيض بدأت في تمام الساعة الثانية عشر ليلا، بتاريخ 23/7، وإنه تم تحرير جميع القرى حول تل أبيض من الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وأوضح البيان أن "حصيلة الاشتباكات إلى هذه اللحظة، هي قتل أكثر من 30 عنصرا من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجرح العشرات. وهروب أعداد كبيرة منهم إلى تركيا, وحرق 4 دوشكات وأسر أكثر من 40 عنصر مع قياديين اثنين".

وادعى البيان بأن الكتائب التابعة لجبهة النصرة ومن يناصرونهم طلبوا الصلح، إلا أن لواء جبهة الأكراد رفض الصلح، حتى تحرير تل أبيض كاملة، بحسب تعبير البيان. 

وبحسب البيان فإن الاشتباكات تجري الآن في اليابسة وحول مدينة تل أبيض، و"إننا نتوقع خلال الـ12 ساعة القادمة بإذن الله، أن تكون تل أبيض محررة". لافتا إلى حصول حركة نزوح كبيرة من الأهالي إلى تركيا و"كوباني" والقرى المحيطة بتل أبيض.

أما عناصر وحدات الحماية لتابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، فقد ا حشدو أيضا قوات كبيرة على طول الطريق بين تل أبيض وعين العرب (كوباني )، بدءاً من قرية شيران (أصلان تاش) إلى قرية الجرن، وتم رفع الحواجز والسواتر الترابية، إضافة إلى تعزيز قوات الوحدات المتواجدة على طول طريق جرابلس -عين العرب، لمسافة 30 كيلومترا تقريبا.

وقد شهدت الأيام الثلاثة الماضية إقبالا محلحوظا من قبل الشباب، لـ"الوقوف إلى جانب وحدات حماية الشعب" وحمل عدد كبير من المدنيين الأسلحة لمؤازرة الوحدات في "المعركة ضد جبهة النصرة ودولة العراق والشام".

وقد انضم إلى المقاتلين مجموعة من حزب "آزادي" الكردي جناح مصطفى جمعة، بقيادة القيادي عبد القادر محمد أبوشلاش وهوسجين سياسي سابق.

وسبق لحزب الاتحاد الديمقراطي أن اتهم حزب آزادي بالتعاون مع كتائب الجيش الحر في عفرين وحلب ورأس العين، منذ بدأ الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب والجيش الحر. وكانت وحدات الحماية التابعة للحزب ألقت القبض على سكرتير "آزادي" مصطفى جمعة قبل لجوئه إلى إقليم كوردستان العراق.

من جهة أخرى أثار قصف قرية السكري أكثر من تساؤل، فخلال المعارك بين الطرفين (النصرة ووحدات الحماية) في القرية القريبة من السكري، والواقعة تحت سيطرة النصرة، قامت طائرة تابعة للنظام صباح يوم الثلاثاء بقصف القرية، ما أدى إلى مقتل 3 عناصر من النصرة وجرح 4 آخرين منهم، وقد جدد هذه الغارة الشكوك حول اتفاق وتعاون بين حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام للقضاء على جبهة النصرة وغير ها من الكتائب المحسوبة على الاتجاه الإسلامي.

لكن الغرابة لا تقف عند هذا الحد، فصمت المعارضة على ما يجري في تل أبيض وما حولها، يعد أيضا مثار استغراب، حيث لا يزال صمت المعارضة مخيما رغم استمرار المعارك في ريف تل أبيض وهجرة أكثر من 300 عائلة كردية منها، ولم يصدر عن الائتلاف أو المجلس الوطني أو حتى الجيش الحر أي بيان بشأن هذه المعارك.

أما الذي يبعث على الطمأنينة، فهو أن تل أبيض لم تشهد أي تناحر عرقي بين العرب والكرد، رغم ما خلفته الصدامات الأخيرة من شروخ.

وكان النظام يحرم الكرد في تل أبيض من تسجيل أي عقار باسمهم مهما كانت مساحته صغيرة، وذلك منذ بداية السبيعنات من القرن الماضي، جريا على عادته في التمييز وإثارة النعرات والأحقاد بين المكونات المختلفة، لكن "سحر" النظام انقلب عليه، فسجل غالبية الكرد عقاراتهم بأسماء أخوتهم وأصدقائهم من العرب، فتمتنت أواصر الثقة والأخوة بين الطرفين أكثر!، ما يجعل الأحداث الأخيرة في تل أبيض خدمة للنظام في تحقيق ما عجز عن تحقيقه طيلة 40 عاما ونيف، أيا تكن نوايا المتقاتلين.

زمان الوصل - خاص
(94)    هل أعجبتك المقالة (121)

2013-07-25

hi hru.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي