مصر.. مخرج سوري مهدد بالترحيل إلى حضن النظام الذي هرب من بطشه!

لم يكد ينجلي الغبار عن حادثة اعتقال الفنان "حسام الدين ملص"، وما لفق له من تهم، باقتناء أسلحة بيضاء وزي عسكري، حتى قبضت السلطات المصرية على مخرج سينمائي شاب، معروف بمواقفه المعارضة لنظام بشار الأسد، وقررت ترحيله إلى حضن النظام الذي هرب من بطشه! 

وقد وثقت الشبكة العربية لحقوق الإنسان واقعة القبض على المخرج السوري المقيم في مصر، مهند عبدالكريم الحريري، واحتجازه بتهمة الإقامة غير المشروعة .

ومهند الحريري، مخرج سوري، لجأ إلى مصر منذ 14 تشرين أول/ أكتوبر 2012، وأثناء وجوده بمنطقة جاردن سيتي، تم توقيفه من قبل رجال الأمن أمس الأربعاء، حيث تم احتجازه في قسم شرطة عابدين، بسبب عدم تجديد إقامته في مصر، وتم تحرير محضر بالواقعة.

وقال بيان للشبكة إن مهند " مثل صباح الخميس أمام النيابة التي قررت أن يتم إخلاء سبيله من ديوان قسم شرطة عابدين، وأن يتم تحويله للجهة الإدارية (إدارة الجوازات) لاتخاذ الاجراءات اللازمة معه، لأنها الجهة المختصة بذلك، ومن المنتظر أن تقرر الإدارة ترحيله إلى سوريا، بلده الأصلي، في الساعات القليلة القادمة، وهو ما قد يشكل خطرا حقيقيا على حياته".

واضاف البيان: مهند الحريري قدم إلى مصر وحصل على إقامة لمدة 3 أشهر للسياحة، منذ تشرين أول /أكتوبر الماضي، وبعد قرار الرئيس المعزول محمد مرسي بالسماح للسوريين بالإقامة في مصر دون الحاجة لإتخاذ أي إجراءات رسمية، لم يكن مضطرا لتجديد إقامته، وبعد الاحتجاجات التي اندلعت في 30 حزيران/ يونيو الماضي قامت السلطات المصرية الجديدة بإلغاء قرار الرئيس المعزول، والعودة إلى اتباع الإجراءات المعتادة، الأمر الذي جعله وغيره من السوريين المقيمين في مصر، عرضة للترحيل في أي وقت".

وقالت الشبكة إن "قضية المخرج السوري المعارض، لا يمكن النظر لها بمعزل عن الأوضاع الانسانية شديدة السوء، التي تعيشها سوريا الآن، كما لا يمكن تحميل اللاجئين السوريين في مصر مسؤولية التغيرات السياسية التي تشهدها البلاد، لأنه لا ذنب لهم فيها، لا من قريب ولا من بعيد.. وترحيلهم إلى بلدهم الأصلي سوريا يعرض حياتهم للخطر".

وتابع البيان: "ما حدث مع مهند الحريري، أو غيره من السوريين المقيمين في مصر، كان ثمار حملة التحريض الإعلامي، التي شنت ضدهم، من قبل بعض الإعلاميين في الفضائيات المصرية".

و ناشدت الشبكة السلطات المصرية الانتقالية، بـ"التدخل العاجل لمنع ترحيل المخرج من مصر، وتجديد إقامته، أو منحه فرصة زمنية، لاتخاذ الاجراءات اللازمة أو الانتقال لبلد آخر، ومراعاة الخطر الذي سيتعرض له في حال ترحيله الآن".

ودعت "الشبكة العربية كل المهتمين بالشأن العام، وكل من يستطيع مساعدة المخرج الشاب، بالتدخل العاجل لمنع ترحيله إلى سوريا".