للمرة الثانية وخلال أقل من شهرين أرسل صاحب جريدة الديار اللبنانية المحسوبة على النظام السوري "شارل أيوب" رسالة استجداء جديدة تعكس ما وصل إليه هذا الشخص من حالة امتهان وإذلال إلى بشار الأسد تحت عنوان "اقتلني ولا تحتقرني" يقول فيها: 26 سنة و"الديار" تكتب سوريا الأسد، 26 سنة و"الديار" تحمل راية سوريا الأسد، أسقطتني أجهزة المخابرات ثلاث مرات بالانتخابات، لم أتغير لأني لا أبني مواقفي على الأمور الشخصية، قاتلت (ميليس) وأنا الذي أسقطته بتصويره يشرب النبيذ على ظهر يخت فيما كان يحقق مع مسؤولين سوريين، وكنت أنا أذهب بعد التحقيقات معي كي أخبرهم – يقصد المخابرات السورية - كي يعرفوا نية اللجنة، وسألتني اللجنة لماذا زرت سوريا فقلت لهم أني حليفهم وأخبرهم بكل شيء وأدافع عنهم، ويضيف أيوب بلهجة استجداء وضيعة: أنا لست شحاذا، حصلت على مساعدة بسيطة من سوريا ولكن منذ 3 سنوات وأنا أكتب رسائل لسيادتكم لمساعدتي، فاعتقدت أخيراً أن الرسائل لا تصل فأرسلتها مع السفير السوري الذي قال الموضوع أعلى مني، راجعنا وزيرالإعلام فقال أيضاً القرار أكبر مني، ثم وجهت إليكم رسالة عبر الموقع الإلكتروني طلباً للمساعدة لأن كل الناس تعتقد في لبنان أن "الديار" تعيش على مساعدات سوريا، ولم تتكرموا بكلمة جواب واحدة من ضابط يقول لي نريد مساعدتك أو لا نريد مساعدتك، مرّ ربع قرن والديار لم تنل إلا مبلغاً بسيطاً بعد حرب تموز، خلال 26 سنة لم تتلقَّ "الديار" مساعدات سوى مرة واحدة، ويتابع شارل أيوب رسالته قائلاً : سيادة الرئيس أنتم رئيس جمهورية سوريا وأنا رئيس تحرير جريدة "الديار" ، أكتب لكم من قلب مجروح لأن كل اللبنانيين والعرب يعتقدون أن "الديار" تعيش من مساعداتكم وأنا لا أنال قرشاً منكم، كنت أنتظر أن تتكرموا وتعطوني جواباً واحدا بواسطة أي جندي سوري ولكن يبدو أنني لا أستحق الاحترام رغم أنني وقفت مع سوريا طوال 25 سنة باحترام وطوال سنتين ونصف من الأزمة و"الديار" تقف مع النظام و26 سنة شاهدة على الموضوع،ويذكّر أيوب "ولي نعمته السابق بوالده العملاق" حافظ الأسد الذي جاء إليه مع جبران كورية –كما يقول- وقالا له نريد مساعدتك، ولكنه رفض وقال لهما إن مدخولي يؤمّن مصروفي وأنتم تقفون بوجه إسرائيل في الجولان وأنا لا أريد مساعدة طالما أن سوريا تقف بوجه إسرائيل بالجولان. ويخاطبه ثانية قائلاً: "سيادة الرئيس سوريا مدرسة علمتني الوفاء والصداقة والحب وأنا كل ما اجتزت الطريق نحو سوريا يكبر قلبي ويفرح ولكن لا أعرف لماذا تعاملوني بهذه الطريقة، كان عليّ أن أقول لكل الناس أنه طوال سنوات وأنا أطالب بمساعدة من سوريا وأنا لم أحصل على شيء حتى على كلمة، حتى على جواب " ويضيف بنفَس يائس: سيادة الرئيس أنا أكتب وصيتي وأنا أفتش عن الموت، لا أهاب الموت، أدعوه 20 ألف مرة ولا يأتي، تستطيع أن تفعل ما تريد فأنت رئيس دولة ولديك إمكانيات فوق العادة، ولكن أريد أن أقول لك أن الإمام علي (رضي الله عليه) قبِلَ المساعدة وأنه في زمن الخلفاء الراشدين كان مواطنون عاديون يواجهون الخليفة ويطلبون المساعدة وكانوا يحصلون عليها، أخيراً طلب المساعدة لمواطن من رئيس دولة ليس عيباً بل هو احترام من المواطن إلى رئيسه، قد تنفجر بي سيارة يضعها الموساد لي، كي يقول إنها ردة فعل سوريا، قد يدخل مئة طرف علي ويقتلوني، ولكن أنا لا يهمني الموت. أردت أقول لك أنا مواطن ولجأت إليك فكلمة واحدة لا تجاوبني وكلنا بشر وناس.
ويعود أيوب لتذكير الأسد بخدماته وتضحياته تجاه سورية قائلاً: "إذا كنت تريد يا سيادة الرئيس أن تعرف أكثر، أنا قدمت لسوريا ربع قرن من حياتي بينما تلقيت الضربات منها، وأنا لم أكتب من (فردان) أو من (الضاحية) أو (البقاع) عن سوريا الأسد، بل كنت أكتب من قلب الشرقية حيث كانت القذائف تتساقط بين الميليشيات والجيش السوري وبين العماد عون وبينكم، وكنت دائماً أكتب سوريا الأسد إيماناً بالقضية وليس إيماناً بالأشخاص. ويختم شارل أيوب رسالة الاستجداء هذه قائلاً: إذا كانت حسابات العطاء والرد هي المقياس فأنا أعطيت سوريا 20 مرة أكثر ما أعطتني سوريا، يكفي أنه في سن الـ 32 سنة تم إسقاطي في الانتخابات، إذا كان الرئيس إميل لحود أو غيره هو المقياس فقد وصلت سوريا ولبنان إلى الأزمات نتيجة اشتراك أشخاص مثل الرئيس إميل لحود في القيادة والمسؤولية، أنا أعطيت سوريا 20 مرة أكثر مما أعطتني، ومع ذلك الذين سرقوا في لبنان كافأتهم وجعلتهم وزراء ونوابا، وشركاء لمسؤولين عندك والناس كلها تعرفهم ويحظون بتكريم أما الذي لا يسرق ولا ينهب مثلي فهو موضع اضطهاد.
فارس الرفاعي – زمان الوصل
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية