"اجتمعنا 20 متطوعا.. وزعنا المهام بيننا.. قلنا بصوت عالٍ لن نفشل, بدأ أول يوم والخوف بعيوننا.. بكينا وارتفعت معنوياتنا كثيرا في اليوم الثاني حين وصلت المساعدات".
هكذا يصف أحد شباب مجموعة "ساعد"، لحظات انطلاق حملة "خسى الجوع" التي نظمها 20 متطوعا، لإيصال وجبات إفطار للعوائل المحتاجة، والحملة التي انطلقت من قلب ساحة الجامع الأموي وصل عدد وجباتها اليومية إلى 1200 وجبة صائم.
بصوت عالٍ.. "خسى الجوع"
على صفحة "مجموعة ساعد..خسى الجوع" يدوّن شباب المبادرة مشاعرهم والصعوبات التي تواجههم في كل يوم، وإذا كانوا قد أضافوا مؤخراً أرقاماً جديدة للتواصل معهم بسبب كثرة الاتصالات، فإنهم في الأيام الأولى للمبادرة كانوا قلقين ألا يتمكنوا من متابعة العمل لآخر الشهر الكريم لكن وحسب قولهم: الذي قال بصوت عالٍ "خسى الجوع"،كان "قد كلمته".
وتحكي إحدى المشاركات عن طبيعة الحملة: نرفض المساعدات المادية، و نستقبل فقط مواد غذائية نوجهها للجهة التي ستقوم بطبخها ونشرف معاً على إعدادها، و توزيعها،بحسب قوائم تصل من مخاتير الحارات الشامية وأعيانها وسكانها.
ويضع شباب الحملة، الوجبة في كيس بطريقة لائقة، لأنه -وفق أحد المشاركين- وصل سعر علبة التغليف الواحدة في دمشق إلى 400 ليرة سورية، أي مايقارب سعر الوجبة.
"إن خليت خربت"
تطوع مطعم "اللو" الدمشقي، بمطبخه وبمشاركة موظفيه بالحملة، وما زاد من الإنتاج، كثرة الشباب الراغبين بالمساعدة، كما انضم للحملة عدد من المطاعم والمقاهي، منها كافيه حنين وفروج أبو علي.
ويؤكد شباب "ساعد" أن المبادرة حفزت الشارع الدمشقي على التكاتف والتكافل، ففي حين شارك بعض تجار الحريقة وغيرها بمبالغ مالية، أرسل تجار سوق الهال الخضار المطلوبة، وأبدوا استعدادهم لتزويد الحملة بجميع أنواع الخضار لمدة شهر، وآخر القصص التي نشرها أحد القيّمين على الحملة، هي تعاطف سائق التكسي معه عندما علم من مكالمة هاتفية أجراها الشاب في السيارة طبيعة عمله، فرفض السائق أخذ أجرته، وانتظر الشاب ريثما ينهي اجتماعه في المزة، قائلاً: اليوم هو تبرع مني لحملة "خسى الجوع".
وبعد انطلاق الحملة بأيام، اشتهرت"خسى الجوع" ووصل صداها إلى لبنان والأردن ومصر، فبدأ الشباب السوري الموجود هناك، بمحاولة تنظيم شيء مشابه.
للغربة طعم آخر في رمضان
وبينما قرّبت "خسى الجوع" بين السوريين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، خاصة أن الأمن حتى اللحظة لم يتعرض للحملة، فإنها زادت من غربة السوريين المهجرّين، وبحسب لؤي المقيم حالياً في اسطنبول، فإن حملات المجتمع المدني التي تُنظم في سوريا، تزيد من شعور المغترب بالعجز، عن المساعدة خاصة خلال أيام شهر رمضان التي لها طقوس خاصة.
ولأن صور حملة "خسى الجوع" على "فيس بوك" تُبكي إلهام وأصدقاءها المغتربين، تواصلت مع شباب "ساعد"، وسألت إلهام المجموعة عن كيفية مشاركة المغترب بالحملة، وكان الجواب أنه يمكن للمغترب إرسال مبلغ إلى صديق أو قريب يثق به, ويتواصل المستلم معهم ليوجهوه بدورهم.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية