صرّح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لجريدة الأنباء الالكترونية، أن لديه معلومات تفيد بنيّة نظام بشار الأسد توطين عشرات الآلاف من الغرباء في جبل العرب، عن طريق تجنيسهم.
تصريح زعيم جبهة النضال الوطني في لبنان، أتى بعد أن أشيعت الكثير من الأخبار حول هذا الموضوع، ومنذ فترة زمنية ليست بقصيرة.
ويرى بعض الناشطين أن إشاعة هذا الموضوع تأتي ضمن سياسة التخويف التي ينتهجها النظام السوري للأقلية الدرزية، وترهيبه لها من المد السنّي في المنطقة، خصوصا بعد الزيارة الفاشلة التي قام بها رسول النظام ومليشيا حزب الله "سمير القنطار" إلى محافظة السويداء، والتي رفض خلالها أبناء الطائفة طلبه القتال إلى جانب النظام في معركته ضد السوريين. ويؤكد هؤلاء الناشطون أن لا معلومات حقيقية أو مؤشرات واضحة تدل على واقعية هذا المشروع وأنه محض افتراض.
بينما يرى ناشطون اّخرون، أن فكرة المد الشيعي الإيراني في المنطقة وخصوصاً في الجنوب السوري، فكرة قديمة، ويبدو أن الوقت قد حان للبدء بتنفيذها، ويربطون رؤيتهم هذه بأحداث ومؤشرات عدّة، يرجع أولها إلى قرابة عقد من الزمن، حيث تم بيع مساحات شاسعة من الأراضي الممتدة من شمال شرق محافظة السويداء إلى جنوبها الشرقي، لأشخاص أو جهات مجهولة، وبشكل مفاجئ وبطريقة تكتم عليها النظام، ومنع الخوض فيها.
كما حاول الناشطون ربط آرائهم بالواقع، معتبرين أن محافظة السويداء تشكل وبحكم موقعها الجغرافي المحاذي لسهل حوران، معبرا سهلا لمليشيا حزب الله وطريقاً آمنا لها نحو محافظة درعا.
ويتقاطع ذلك مع معلومات عن مجموعات مسلحة تابعة لمليشيا حزب الله ومقاتلين من شيعة العراق، أقيمت لهم تجمعات أشبه بالمعسكرات داخل المدينة (الملعب البلدي) تمهيدا لترسيخ قواعد ثابته لهم.
وق أفرزت هذه الأخبار غير المسندة إلى مصدر موثوق، العديد من المواقف الرافضة لهذا النهج، فقام عدد من الناشطين السياسيين والميدانين في المحافظة بإطلاق بيان للتوقيع يستنكرون من خلاله مثل هذا العمل، ويدعون إلى تشكيل جبهة تقاوم هذا المشروع، مؤكدين أن النظام السوري يسعى إلى إيجاد خلل ديموغرافي في محافظة السويداء؛ لتفتيتها تسهيلاَ لخرقها وتوظيفها لمصلحته، وأن هذا الفعل يأتي في سياق سياسة التضييق الواضحة التي بدأ ينتهجها النظام عقابا لأهل السويداء على موقفهم الرافض للقتال في صفوفه، خارج حدود المحافظة، رغم محاولاته العديدة لاستجرارهم إلى هذا الموقع.
دمه مهدور
وذهبت بعض الكتل في تعبيرها الرافض للمشروع إلى حد التهديد بالقتل لكل من يبيع أو يؤجّر أرضا تابعة للمحافظة، إلى أي شخص غريب أو جهة أجنبية غير سورية أو مجنّسة حديثاً.
وتوعدت منظمة تطلق على نفسها اسم "سيف المقدادبن الأسود"، كل من سيبيع أو سيؤجر عقارا للمجنسين الجدد بالقتل، معتبرة أن دمه مهدور، وموضحة أنها ستلاحق أي وسيط يتدخل في عمليات البيع أو الإيجار هذه.
وأثار موضوع التشييع في السويداء جدلا واسعا وحادا بين الأهالي، وصل حد اتهام بعض المثقفين المتمشيخين التابعين إلى فروع الأجهزة الأمنية ومخابرات النظام، بالتمهيد الفكري والديني لمبدأ التشيّع.
وقد تم اتهام هؤلاء بأنهم يزورون بعض الوثائق والكتب الفقهيّة الدينية المعتمدة عند الطائفة الدرزية (كتاب المؤلَّف للشيخ محمد الأشرفاني)، ويقومون على تحليل مضامينها وشرحها بطريقة خاطئة؛ تخدم هدف النظام لربط المحافظة بالفكر الشيعي، تمهيدا لتوطين أعداد كبيرة من الشيعة في جبل العرب.
من البلد | |||||
|
سارة عبدالحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية