في حمص.. وجهت مدافع الإمساك عن الحياة والإفطارعلى الموت فوهاتها إلى أناس صاموا عن الحرية عشرات السنين فأرادوا أن يفطروهم على بصلة الممانعة والمقاومة..!
في حمص.. يستهلّ الصائمون المحاصرون إفطارهم ببسملة و تمرة دخلت رغم أنف من لا يراعي أدنى حقوقهم ولو بشق تمرة!
في حمص.. حاول الناس دعوة أقربائهم إلى "عزيمة رمضان" فوجدوهم منقسمين فوق التراب الوطني وتحته موزعين بين شهيد ومعتقل ومفقود ومشرد ولاجئ ومحاصر.
في حمص.. تحولت محلات السواس وأبو اللبن من مصادر لما يروي الظمأ ويخفف من مرارة الحياة، إلى منصة للقضاء على بقايا حياة لبقايا مدينة.
في حمص.. يمسكون على صوت قذائف الدبابات وصواريخ الطائرات، ويفطرون على صدى شظايا أو شظايا صدى الهاون والأرض أرض!
في حمص..أناس شبعوا الكرامة في بيوتهم التي تهدمت، فطلبوا فتوى بذبح القطط لأن باقي أنواع الإنسان والحيوان خذلهم وأي خذلان؟!
في حمص..ما أكثر المسحّرين بطبول الحرب، لكن العرب والإسلام والعالم ما زالوا نياما..!!!
في حمص.. مساجد بلا مآذن ولأ أذان، ولا صلاة ولا مصلّين، مساجد فارغة إلا من الخراب وآثار الوحوش البشرية، وجامع" سيدي خالد" صار كصاحبه مثخن الجراح على فراش الموت..!
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية