أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نوى ... حاضرة الشمال الحوراني خرجت ولن تعود إلا وحريتها معها

قبل ثلاثة أشهر تحديدا سألت الشهيد زاهر فرج خريبة عن الوقائع بمدينته ويومياتها وما الذي يؤخر حريتها وحراكها، تحدث الناشط الإعلامي الكثير لكنه ختم بالجملة التي استذكرتها بوقائع نوى اليوم "نوى كالجبال عندما تثور لا تعود إلا وحريتها بيدها".

اليوم نوى تثور ليست متأخرة عن شقيقاتها المدن الحورانية، بل تزحف بخطة عسكرية محكمة لتأكل أخضر النظام ويابسه، فمنذ ساعات الفجر الأولى والمدينة الأكثر هدوءا وسكينة عبر الشهور الماضية والأكثر كثافة سكانية /80/ ألف نسمة والمدينة المستضيفة للاجئيين والمنشقين والعيادات المتنقلة ضاقت ذرعا فزحف أبناؤها دون ضجيج ليكسر الطوق الأمني ويتمكن الجيش الحر من تشتيت قوى النظام والذي راح يكثّف طلعاته الجوية وقصفه المدفعي على المدينة . 

ويؤكد الصحفي أديب الحريري أن ما حققه الجيش السوري الحر أبعد من الغنائم والحواجز على أهميتها، إذ لفت الانتباه مجددا لاعتماد أساليب قتالية قادرة على إحراز نتائج مثمرة. فالمدينة لم يكن بالحسبان لأي متابع أن تشهد ما شهدته اليوم من مفاجآة في الجانب العسكري بمعنى ضربات سريعة ومباغتة وإحراز نتائج مضيفا أن الأنباء وصفحات النشطاء والتنسيقيات تشير إلى سيطرة كتائب الحر على 10 حواجز لجيش الأسد منتشرة على طول المدينة، إضافة لتحرير المخفر وشعبة الحزب والأمن العسكري كما يمكن تأكيد أخبار تدمير آليات عسكرية ثقيلة للنظام وفرار العديد من الحواجز ويلفت الحريري إلى أن معركة تحرير نوى ستضع عموم المنطقة الجنوبية في أكثر القراءات تفصيلا ومحوريا فالمدينة تعتبر بوابة شمال العاصمة دمشق ولا يفصل بينها وبين مدن الريف الدمشقي جنوبا سوى بضعة كيلو مترات إضافة إلى تواجد أمني وعسكري كثيف في المدينة ومحيطها. 

وبحسب الناشط عماد أبو حوران فإن مدينة نوى الموصوفة بالمدينة داخل ثكنة عسكرية عانت خلال السنوات الماضية من اقتحامات بربرية وسيطرة قوات الجيش الأسدي على جميع مداخلها ومخارجها وتمت مراقبة حواريها واعتقل الآلاف من أبنائها منذ دخول الجيش إليها في الخامس والعشرين من الشهر الخامس لعام 2011 عقب درعا البلد مباشرة، ذلك لحساسية المدينة أولا وكثافة التظاهرات التي كانت تشهدها ساحاتها وتسارع الحراك الشعبي فيها، فتمت السيطرة بتواجد كامل اللواء /61/ على أرضها إضافة لمحاصرتها تاريخيا بالثكنات والكتائب العسكرية.

ويضيف أبو حوران حول توقعاته لمجريات الساعات القادمة أن الجيش الحر سيسارع لتحقيق مزيد من الانتصارات على قوات الأسد وتدمير ما أمكن من قوتها، لكن عليه أن يسارع للانسحاب بالسرعة الممكنة نظرا لإحاطة القوات الأسدية بالمدينة وقدرتها على الإطباق عليها، كما سبق أن تكرر المشهد أكثر من مرة إضافة لمراعاة خواطر النازحين وأبناء المدينة، سيما وأن غالبية المنافذ الحدودية لدرعا جنوبا مع الأردن مغلقة، وإن بصورة غير علنية، مضيفا أن اعتماد الجيش السوري الحر على حرب الشوارع والهجومات الخاطفة سيرمي بإنهاك قوات الأسد خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، وهو ما يؤكد أن نوى لن تعود إلا وحريتها بيدها.

ولفت إلى أننا أمام مشهد مواجهة استثنائي بالتكتيك والتحولات وستكون الأيام الحاسمة مفصلية بالمشهد السوري جنوبا على أقل تقدير.

محمد عويد - زمان الوصل
(123)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي