خبز رمضان معجونا بالدم السوري، ينتقل من وسط الجغرافيا السورية إلى جنوبها، فيما الصمت الدولي يراوح مكانه، حتى بات الشجب ثقيلا على اللسان.
فليل أمس السبت، كان لخبز رمضان في درعا حكاية مع الدم، حيث ارتقى 5 شهداء وسقط عشرات الجرحى، بعد أن أصابت قذائف المدفعية المحتشدين أمام مخبز "حسان"، الذي بقي يعمل عقب إغلاق جميع مخابز القطاع العام.
ولكن الحكاية لم تنته، فما إن سارع الأهالي لإسعاف أقاربهم وإخوانهم، حتى نالتهم قذائف جديدة، فوقع عشرات الجرحى الجدد، ضاقت بهم المشافي الميدانية على ندرتها.
يقول الصحفي مؤيد أبازيد من درعا البلد: إن الفجيعة وقعت عقب صلاة التراويح مساء السبت، ومن الواضح أن ثمة تصويبا متعمدا باتجاه الهدف، حيث يتجمع الناس أمام المخبز، مؤكدا أن قوات النظام أصرت على ارتكاب مجزرة لأهداف متعددة، منها إعادة تهجير الناس من حي العباسية، الذي شهد عودة معظم قاطنيه، عقب عمليات التحرير.
ويعتقد أبازيد أن النظام بهذه المجزرة يؤكد إصراره على إفراغ المدن والبلدات من سكانها؛ "تسهيلا للتفاوض القادم".
وقد سبق لنشطاء أن حذروا من احتشاد الناس أمام المخابز بوصفه فرصة "مؤاتية" للنظام لإفراغ حقده، مقترحين أن يتم إيصال الرغيف إلى بيوت الأهالي، وهو ما نجحت فيه بعض المناطق والمدن.
ويشير الناشط حمزة أبو المجد إلى ان احتشاد الناس على الرغيف أو على غيره يثير جنون قوات النظام فتقصف وتقتل كل متحرك، فهي لا تريد أي إشارات للحياة.. تريد أن تحرق البلد، هذا هو شعارهم.
ويروي أبو المجد تفاصيل مجزرة الكرك بريف درعا، القريبة زمنيا من مجزرة فرن البلد، قائلا: "دخلت سيارات محملة بالمواد التموينية القرية لإيصال المساعدات لأصحابها، فانهالت قذائف النظام لتدمر، وتقتل أكثر من 9 أشخاص غالبيتهم أطفال ومن أسرة واحدة.. إنهم يستهدفون كل مشاهد الحياة، في وطن أرادوه بلا حياة".
وبحسب تقرير للهيئة العامة للثورة السورية، فقد بلغ مجموع شهداء المخابز والأفران، الذين سقطوا بقذائف جيش النظام أكثر من 391 شهيدا، بينهم 38 طفلا، ارتقوا نتيجة استهداف 84 مخبزا، إضافة إلى أكثر من 600 جريح، علما أن الإحصاءات تغطي حتى الشهر الأول من العام الجاري.
ويلفت التقرير إلى أن أكبر مجزرة من هذا النوع، وقعت خلال قصف النظام لفرن في حلفايا بريف حماة، بتاريخ 23 كانون الأول الماضي، حيث أسفرت المجزرة عن استشهاد 93 مدنيا على الأقل.
و تصدرت مدينة حلب قائمة المناطق التي استهدف النظام السوري أفرانها، من خلال 26 حادثة قصف، علما أن أول استهداف للمخابز كان بتاريخ 8 تموز/ يونيو 2011، عندما اقتحم النظام مدينة جسر الشغور، حيث تم حرق الفرن الآلي بأكمله.
محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية