أكدت مصادر متقاطعة في محافظة السويداء وجود خلايا نائمة تابعة لحزب الله تتمركز في بعض مناطق الجبل للتحرك عند الضرورة وفق خطط جاهزة من إيران والمخابرات السّورية.
وكشفت المصادر عن عزم هذه الخلايا احتلال بعض قرى السويداء ذات الموقع الاستراتيجي والمكانة التاريخية كبلدتي (القريّا وعرى) وذلك لاستهداف (اّل الأطرش) المقيمين فيهما من أمراء ومشايخ دين وشخصيات مؤثرة في التاريخ.
وعزا الناشطون ذلك إلى اعتقاد النظام بأنَّه إذا قضى على هذة العائلة فقد يُطفِئُ شعلة الثورة التي تنذر باشتعال السويداء، ولاسيما أن أكبر نسبة ناشطين ثوريين في المحافظة موجودة في بلدة القريّا.
ومن الواضح حسب رؤية ناشطين أنّ تنفيذ هذه الخطة يقوم بداية على أعمال السلب والنهب, والاغتيال, والتفجير وافتعال مواقف لضرب أبناء المجتمع الواحد ببعضهم أولاً, وبإخوتهم من المناطق المجاورة ثانياً, ولاسيما درعا ومن ثمَّ تصحو خلايا حزب الله لتقوم بدور المخلص لشعبٍ يريد الأمان.
وقد أكد هذا الكلام زياد أبو حمدان عضو الائتلاف الوطني لإحدى القنوات التلفزيونية حين تحدث عن دور إيراني في السويداء لنشر الفكر الشيعي بتمويل كبير من إيران فضلاً عن مخطط لخلق توازن رعب (سني, شيعي).
وقد اختلفت آراء الناشطين حول ما نقلته المصادر، فمنهم من كان على يقين بأنَّ النظام وأتباعه من حزب الله سيقترفون مجازر في السويداء, وقد بدأت باغتيال مختار بلدة "برد" نزيه طربيه، واختطاف شيخ دين درزي على طريق قرية كناكر.
وفي الحادثتين سارع النظام إلى اتهام الجيش الحر المتمركز في درعا بغية إشعال الفتنة التي فشلت كل محاولاته في إيقاد نارها.
ويرى ناشطون أن عزم النظام على تنفيذ خططه هو ردّ فعل على سلوك أبناء السويداء ورفضهم المستمر لإملاءات النظام للالتحاق بصفوف الجيش النظامي وامتناع جيش الدفاع الوطني عن الخروج خارج حدود السويداء.
وجاء رفضهم بتوجيه وتشجيع من مشايخ الدين ووجهاء الطائفة الدرزية مما أثار حقد كبار ضباط الجيش النظامي ناهيك عن توالي انشقاقات أبناء الطائفة الدرزية عن السلطة على كافة الأصعدة وخاصة العسكرية.
وبيّن ناشطون أن السويداء, وإن كانت في قبضة النظام بالمعنى الشكلي فهي خارج سيطرته بالمعنى الحقيقي, وإن حرصه على إرضاء أهالي السويداء خشية اشتعالها فسح المجال لأبنائها بالتحرك والتقدم على كافة المستويات الميدانية والمدنية "وقد حان وقت القصاص".
بينما أورد ناشطون اّخرون رأياً مختلفاً مفاده أن ما أوردته المصادر غير موثوق، حيث أنَّ هناك 7 فصائل عسكرية في السويداء غير جيش النظام، فهو ليس بحاجة لمساعدة من حزب الله، مؤكدين استحالة نشر الفكر الشيعي في السويداء، و"النظام وحزب الله واعون لهذه المسألة"، بسبب خصوصية الطائفة الدرزية كما اعتبروا أنَّ هناك أعضاء في الائتلاف الوطني واتحاد التنسيقيات يصدرون بيانات هادفين لحرب نفسية من أجل كسب الرأي الاّخر لا أكثر ولا أقل.
كما أكدوا أن تراب السويداء الذي أشبع دماء في الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي لن يكون مداساً للنظام وأزلامه وستبقى السويداء عصية عن تحقيق أحلامهم فيها إن وجدت أحلام بالأصل.
وكشفوا أن الهواجس والمخاوف مازالت قائمة في هذه المدينة الاّمنة، ملمحين إلى أن "ما خفي لها كان أعظم".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية