أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الخال يوصي.. صلوا علي في جامع "محرر"، واحملوني إلى كنيسة "محررة" للوداع

نشر الناشط السوري غسان سلطانة على صفحته الشخصية ما أسماها وصيته بشكلها النهائي، وفيها يتبرع بكافة أعضاء جسده السليمة لمن يحتاجها من السوريين باستثناء منحبجحشية بشار الأسد الساقط، حسب تعبيره.

سلطانة المعروف لدى مرتادي صفحات التواصل الاجتماعي بلقب "الخال" نص في وصيته على عدم طبع أي أوراق نعوة باسمه، وعلى إيقاف مراسم العزاء حتى لعائلته بعد ثلاثة أيام.

غير أن أغرب ما جاء في وصية "غسان سلطانة " الذي ينتمي إلى الديانة المسيحية طلبه أن تتم صلاة المسلم على جثمانه في أحد جوامع المدن السورية المحررة، وأن يُدفن في أحد المقابر الإسلامية، وأن يجري اعتماد إشهار إسلامه فور وفاته، ثم بعد الصلاة على جثمانه طلب أن يُحمل إلى كنيسة في مدينة محررة لوداعه من قبل الأهل والأصدقاء، وأن يُكتب على شاهدة قبره: "من حرقة قلبه على سوريته مات لكنه لم يفقد عقله لذا نجا من الحياة بأعجوبة".

وفي الوصية المذكورة قام سلطانة بتوريث ابنته "أسيل" لصفحته لتديرها حتى تحرير سوريا "من طغمة الأسد"؛ ليعيش مع أهله وأقاربه الفرحة ومن بعدها يتم إغلاق الصفحة.

ولم ينس "الخال" أن يضفي لمسة من السخرية على وصيته الغريبة هذه، عندما نادى أهله وأقاربه قائلاً: مصاري وأراضي ما بقي .. بقى لا تتخانقو ع الورثة!

وختمها بعبارة حُررِّت وأُشهرت في مدينة الريحانية بتركيا يوم الخميس 20/ 6 / 2013.

موقع " زمان الوصل " اتصل بـ"الخال" الذي يُعالج من مرض السرطان في إحدى مستشفيات القاهرة، فاعتذر عن التصريح حول وصيته، ولكنه قال لنا بلهجته العامية المحببة: "صدقني في أسباب أكبر مني ما بتخليني أحكي أكتر من إلي حكيتو، بكرا بعد وفاتي رح تعرفو كل الأجوبة".

وعندما سألته عن سبب كتابته لـ"وصية الشجعان"، اعتذر سلطانة عن الإجابة مرة ثانية قائلاً : الله يوفقك هلق صحيت من المخدر، شوي وبرجع اتخدر، جاوبتك يلي عندي بتمنى تقدر موقفي، حتى الكتابة بتتعبني، بفيق بكتب ذكرياتي ونص ساعة برجع اتخدر، سامحني وقدّر حالتي الله يخليك ويحميك".

وعرف عن الناشط غسان سلطانة بأنه كان يدير مكتباً للمهرجانات الفنية والتسويق السياحي بدمشق، وهو رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الفنانين، وقد قام بتنظيم عدة مهرجانات أولها مهرجان طاولة الزهر في سنة 1993، و المهرجان الأول لملوك الأطفال العارضين، ومهرجان" وداعاً للقرن العشرين" و"أهلاً بالقرن الحادي و العشرين"، وغيرها. كما قام بالتسويق للكثير من المسرحيات و منها: أعمال المهندس همام حوت "طاب الموت يا عرب، ضد الحكومة"، ومسرحية "بودي غارد" للفنان عادل إمام ، ومسرحية "قيام جلوس سكوت" لمحمد الماغوط، وقام بعدة نشاطات متنوعة كتسويق الحارة الشامية في معرض العرب و العالم.

وتولى سلطانة إعداد بروشور "تاريخ بين أيدينا"، وهو قراءة تاريخ سوريا من خلال العملة المتداول، ونشط في الجانب الإنساني فقام بتسويق "رحلة الألف أمل"، وبتأمين ألف كرسي للأطفال المعاقين.

وفي سنة 1985 قام سلطانة بإعداد أكبر شبكة كلمات متقاطعة في الشرق الأوسط وتتألف من 28 ألف مربع وهي ترصد أوجه الحياة في سوريا, وفي 2005 أعد شبكة كلمات متقاطعة تحوي 88 ألف مربع تدور في مجملها حول الإمارات العربية المتحدة. وكان لـ"الخال" دور مشرف في دعم الثورة السورية، وقد بدأ منذ أشهر بتدوين يومياته عن هذه الثورة على صفحته الشخصية على فايسبوك بعنوان "من ذكريات الثورة".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(154)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي