تواصل قوات الأسد أعنف هجماتها على حمص منذ عشرة أيام، وتقصف أحياءها المحاصرة منذ نحو 400 يوم في المدينة القديمة ومحيطها التي يسيطر الحر عليها، مستخدمة الأسلحة الثقيلة من غارات جوية وهجمات بقذائف المورتر والدبابات وصولا إلى صواريخ أرض -أرض.
واشتبكت قوات الأسد مع مجموعات من مقاتلي الجيش الحر في المدينة التي تتوسط سوريا اليوم الإثنين في معركة يمكن أن تكون حاسمة في مساعي الحكومة لقطع خطوط مقاتلي المعارضة والربط بين العاصمة ومناطق ساحلية هي معاقل رأس النظام السوري بشار الأسد.
ويسيطر الجيش الحر على معظم شمال سوريا ولكنهم تراجعوا أمام جيش الأسد منذ أن أعاد سيطرته على بلدة القصير الحدودية في محافظة حمص الشهر الماضي القريبة من لبنان.
وقال الزعيم الجديد للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا لـ"رويترز" إن وضع مقاتلي الحر ضعيف واقترح هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في حمص.
ولا توجد مؤشرات على موافقة الحكومة السورية على مثل هذه الهدنة.
وقال الجربا الذي انتخب يوم السبت إن هناك كارثة إنسانية حقيقية في حمص.
وأضاف أنه يتوقع أن تصل أسلحة متطورة وفرتها السعودية لمقاتلي المعارضة قريبا وأنها ستغير الوضع على الأرض.
ولا يتمتع الائتلاف الوطني السوري وهو جماعة في المنفى بنفوذ يذكر على معظم وحدات الحر والكتائب الأخرى على الأرض في سوريا. وقد يتغير ذلك إذا نجح الائتلاف في تسهيل وصول إمدادات الأسلحة المتطورة إلى المعارضة التي يقول مقاتلوها إنهم بحاجة إلى صواريخ تطلق من على الكتف للتعامل مع قوات الأسد الجوية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا إن أكثر من مئة ألف قتلوا في الصراع السوري.
ومن ناحية أخرى نقلت "سانا" النظام عن مصدر عسكري قوله إن الجيش قتل "إرهابيين" -وهو وصف تستخدمه وسائل إعلام النظام في الإشارة إلى المسلحين- في عدد من المناطق بحمص اليوم بما في ذلك باب هود وفي بعض البلدات حول ثالث أكبر مدينة في سوريا.
وقال المرصد السوري إن منطقتي باب هود والصفصافة قصفتا بالمدفعية وقذائف المورتر والدبابات مما أوقع اصابات.
وأضاف بالبريد الالكتروني أن اشتباكات شرسة وقعت صباح اليوم بين مقاتلي الحر وقوات الأسد. ولم يذكر عدد الضحايا الذي يصعب التحقق منه جراء القيود الأمنية والقيود المفروضة على الإعلام.
وقالت طبيبة تعمل في حمص مع عائلات النازحين إنها سمعت دوي قصف مستمر خلال الأيام القليلة المنصرمة.
وقالت عبر الهاتف طالبة عدم نشر اسمها "ماذا يمكننا أن نقول؟ لقد اعتدنا ذلك ولا نريد حتى أن نفكر في الأمر. فليحفظنا الله."
وأظهر تسجيل فيديو بثته جماعة نشطة في حمص الدخان وهو يتصاعد من مبان لحقت بها أضرار وسط دوي إطلاق نار وانفجارات في الشوارع الضيقة.
ويظهر في التسجيل مسجد خالد بن الوليد الذي لحقت به أضرار بالغة مثله مثل العديد من الآثار السورية.
وأبدت الأمم المتحدة قلقها إزاء الأوضاع في حمص وقالت الأسبوع الماضي إن ما بين 2500 و4000 مدني محاصرون في المدينة التي تعاني من نقص في الطعام والمياه والدواء والكهرباء والوقود.
رويترز - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية