أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شيعة لبنانيون في الخليج يدفعون ثمن خطأ حزب الله في سوريا

تعاقب دول الخليج العربية حزب الله لدوره في سوريا وتطرد مغتربين لبنانيين لهم صلة بالجماعة وهو ما قد يضر بعموم الشيعة الذين ليس لهم صلة بالحزب سوى انتمائهم إلى مذهب واحد.

وأرسل الحزب الذي أسسته إيران الشيعية في الثمانينات ليقاتل الاحتلال الإسرائيلي للبنان قواته لتقاتل إلى جوار قوات نظام الأسد في حربها ضد السوريين الثائرين للتخلص من حكم آل الأسد الذي استمر اكثر من 40 عاما.

وأيدت دول الخليج العربي بقيادة السعودية مقاتلي المعارضة السورية وأمدتهم بالسلاح والمال في معركة للإطاحة بالأسد حليف إيران.

وأعلن مجلس التعاون الخليجي الشهر الماضي أن دوله الستة ستلغي تأشيرات الإقامة الممنوحة لمغتربين لهم علاقة بحزب الله وتستهدف تعاملاتهم المالية والتجارية في منطقة الخليج.

وكشفت عمليات الطرد كيف أذكت الحرب في سوريا توترات قديمة بين السنة والشيعة وتسببت في انتشار تلك التوترات عبر الحدود لتعم أرجاء المنطقة كلها.

وخلال اجتماع عقد في الرياض الخميس لمسؤولي الأمن في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين قال اللواء خالد العبسي وكيل وزارة الداخلية البحرينية إن هذه الخطوة المناهضة لحزب الله اتخذت بعد اكتشاف عدد من "الخلايا الإرهابية" لحزب الله في دول الخليج وتورطها في تدريب جماعات إرهابية وتدخلها الصارخ في سوريا.

وقال عبد الخالق عبد الله خبير العلوم السياسية الإماراتي عن عمليات الترحيل إنها للأسف ستضر ببعض الناس الذين سيدفعون الثمن دون أن يكون لهم أي دور.

لكنه قال إن حزب الله يجب أن يتحمل مسؤولية هذا لأنه خرج عن حدود بلاده وتدخل في شأن سوري محض بعناد وجرأة.

وقامت ثلاث دول خليجية على الأقل هي السعودية والإمارات وقطر بترحيل عشرات اللبنانيين منذ أن أعلن مجلس التعاون الخليجي في الثاني من يونيو حزيران أنه يفكر في اتخاذ إجراءات لمعاقبة حزب الله وفقا لما قاله مصدر أمني في الدوحة وحسن عليان وهو لبناني انتقد هذه الحملة.

وقال المصدر الأمني إن 17 أو 18 لبنانيا طردوا من قطر في يونيو حزيران بينما قدر محللون يتابعون القضية أن يكون العدد أكبر في الإمارات.

وقال عليان الذي يتحدث باسم الشيعة الذين طردوا من الخليج إنه يعتقد أن السعودية طردت ما يتراوح بين 20 و30 لبنانيا شيعيا في الشهر الماضي وحده.

وقال عليان وهو شيعي "لا أعلم ما مصلحتهم في طرد ناس عاشوا في بلادهم عشرات السنين وقدموا أفضل ما عندهم في خدمة هذه البلاد." وذكر أنه عاش في الإمارات 27 عاما قبل أن يطلب منه الرحيل عام 2009.

وعمليات الترحيل من هذا النوع ليست جديدة لكن الحملة الحالية واكبتها عمليات إعلان وتنسيق. وطوال سنوات جعلت حكومات خليجية من الصعب على الشيعة بشكل عام الحصول على تأشيرات إقامة خاصة حين يتقدمون بطلبات للعمل في الحكومة والمؤسسات التابعة لها.

ويقول محللون إن هذا نتيجة قناعة تقليدية قديمة لدى بعض الدول بأن الشيعة يمثلون خطرا أمنيا.
ويقول مسؤولون في الخليج إن هذا يرجع في الأساس إلى تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية. وتنفي طهران ذلك.

وعمق انعدام الثقة المتبادل صدعا تاريخيا بين المسلمين السنة والشيعة.

ويرى عدد كبير من اللبنانيين أن دعم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لرأس النظام السوري في مواجهة معارضة تقودها الأغلبية السنية خطأ في الحسابات سيجر لبنان الدولة الصغيرة إلى مستنقع الصراع في المنطقة.

رويترز
(107)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي